نستعرض في هذا التقرير أبرز الأحداث السياسية التي شهدها العالم الأسبوع الماضي، حيث نناقش تحذيرات بايدن من الأوليجارشية في أمريكا، ونتساءل هل حضور نائب رئيس الصين حفل تنصيب ترامب رسالة ودية أم مناورة؟، كما نتطرق إلى آليات وسبل إصلاح الجيش الأمريكي الذي تأثر بتدخلات السياسيين، ثم نتتبع استراتيجية ترامب ومدى تقديمه مسارات جديدة بالسياسة الإقليمية.

ثم ننتقل إلى منطقة الشرق الأوسط، ونطرح تساؤلات بشأن سيطرة إسرائيل على حدود سوريا، هل هي احتواء أم احتلال؟، وهل يعود تنظيم داعش إلى الظهور في عهد ترامب؟، وماذا يحدث في اللاذقية؟، هل هو تدعيم للأمن أم تصفية حسابات؟، ونتطرق إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وخلافات اللحظة الأخيرة وكيف تهدد صمود الهدنة.

ونتناول أيضًا أهمية جزيرة جرينلاند الاستراتيجية، والتنافس الدولي المحموم بين أمريكا وروسيا والصين عليها، ونناقش أحلام ترامب التوسعية في العالم وكيف ستشكل السياسة الخارجية الأمريكية، وكيف تعمل الدبلوماسية البحرية على تعزيز الشراكة الهندية الإفريقية.

خلافات اللحظة الأخيرة وتأثيراتها.. هل تصمد هدنة غزة؟

أعلنت الولايات المتحدة وقطر ومصر، الأربعاء 15 يناير 2025، توصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بعد جهود دبلوماسية استمرت لمدة عام كامل.

ووقَع المفاوضون، الخميس، في الدوحة رسميًا، على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب موقع “أكسيوس” الأمريكي.

ويواجه الاتفاق معارضة شديدة داخل الحكومة الإسرائيلية، خاصة من السياسيين اليمينيين المتطرفين، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، معتبرين أنه يشكل تنازلًا كبيرًا عن الهدف المعلن للحرب، وهو القضاء الكامل على حماس.

ورغم هشاشة الاتفاق بين إسرائيل وحماس، لكن يمثل الإعلان عنه خطوة مهمة نحو تهدئة الوضع الإنساني الكارثي في غزة، ومع ذلك، يبقى نجاح الاتفاق مرهونًا بإرادة الطرفين وقدرتهما على تجاوز التحديات الداخلية والخارجية التي تهدد بتقويضه.

خطاب الوداع.. بايدن يحذر من «أوليجارشية» في أمريكا 

في خطاب الوداع من المكتب البيضاوي، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من خطورة تشكيل “أوليجارشية” في الولايات المتحدة، والتي قد تؤدي إلى تهديد الديمقراطية الأمريكية، وفي خطابه إلى الشعب الأمريكي، الأربعاء 15 يناير 2025، وجه بايدن انتقادات حادة للأثر المتزايد للتكنولوجيا في السياسة الأمريكية، مشيرًا إلى أن “التركيز المفرط للثروة والسلطة” بات يشكل خطرًا حقيقيًا، وفق ما نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية يوم 15 يناير 2025.

وفي خطاب يتسم بالنقد المبطن، أشار بايدن إلى تأثير رجال الأعمال في وادي السيليكون مثل إيلون ماسك، الذي أصبح أحد أبرز حلفاء الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب، ولفت إلى تأثير هؤلاء الأفراد على السياسات الأمريكية، مشيرًا إلى تمويل ماسك لحملة ترامب وامتلاكه لمنصة إكس سابقًا.

نائب رئيس الصين يحضر تنصيب ترامب.. رسالة ودية أم مناورة؟

في خطوة غير تقليدية، قررت الحكومة الصينية إرسال نائب الرئيس هان تشنج، لحضور حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير الجاري، ووفق صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الجمعة 17 يناير 2025، فإن الخطوة تشير إلى أهمية الحدث بالنسبة للصين، ورغبتها في إرسال رسالة دبلوماسية قوية.

ورغم أن “هان تشنج” ليس من الشخصيات التي تمتلك السلطة العليا في الصين، إلا أن حضوره يشير إلى رغبة بكين في الحفاظ على قنوات التواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

ولا تزال التوقعات بشأن المستقبل التجاري للعلاقات الأمريكية-الصينية غامضة، ويترقب المراقبون ما إذا كانت تصريحات ترامب بشأن الرسوم الجمركية ستتحقق أم لا، وكيف سترد الصين على هذه السياسات.

الجيش الأمريكي بحاجة إلى الإصلاح.. الآليات والسُبل

أوضحت مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية، في 9 يناير 2025، أن نظام الترقية العسكرية في الجيش الأمريكي ينتهي فعليًا عند رتبة “لواء”، حيث تصبح جميع التعيينات في الرتب العليا (3 و4 نجوم) قرارات سياسية بالكامل.

وأشارت إلى المسؤولية تقع على رؤساء الأركان العسكريين الذين يقدمون قائمة مختصرة من المرشحين إلى وزير الدفاع، دون رقابة حقيقية أو منافسة شفافة، ومع ذلك، يندر أن يخضع هذا النظام للتدقيق الكافي.

وتتهم المجلة القيادات العسكرية العليا بالانخراط في “ممارسات سياسية تخدم مصالحها الذاتية”، ما يؤدي إلى إهمال الاستعداد الحقيقي للحروب، وبينما يُفترض أن النظام العسكري قائم على الجدارة، فإن القيادات العليا غالبًا ما تكون بعيدة عن الكفاءة المطلوبة.

استراتيجية ترامب القادمة.. مسارات جديدة بالسياسة الإقليمية

قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، السبت 11 يناير 2025، إن من بين الملفات التي أثارت الجدل، طريقة تعامل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مع قضية الحرب في غزة وأزمة الرهائن.

لا يرغب ترامب في وراثة الملف الشائك من الرئيس الحالي جو بايدن، ورغم توافق الهدف النهائي بين الرئيسين، وهو تعزيز أمن إسرائيل، إلا أن الفجوة بين أساليبهما واضحة، حيث إن إدارة بايدن تعتمد على الدبلوماسية وتفصل بين حماس وسكان غزة المدنيين، بينما يزدري ترامب هذه الطريقة، ويفضل استعراض قوته من خلال تصريحات حادة، مثل الحديث عن “أبواب الجحيم”.

وأكبر تحدٍ ينتظر التعاون بين ترامب وإسرائيل هو الملف الإيراني، وفي إسرائيل، هناك توقعات بتنسيق كامل مع واشنطن بشأن إنهاء المشروع النووي الإيراني، وتعتقد الدوائر الإسرائيلية أن ترامب يعتبر الملف مشروعه الشخصي لإنقاذ العالم الغربي.

«تحوّل سياسي في لبنان».. تأثير انتخاب جوزيف عون

أكدت مصادر لبنانية، أن رئيس لبنان جوزيف عون “لن يضيّع وقت” في عملية تشكيل الحكومة، وأنها ستتم بوتيرة سريعة، وفقًا للمواعيد الدستورية والنشاط السياسي المطلوب لاستكمال المهام الضرورية.

ولكن الرئيس اللبناني الجديد يواجه تحديات كبيرة بسبب الأزمات التي تعاني منها البلاد في السنوات الأخيرة، وأشارت المصادر إلى عدد من العقبات التي يجب على الرئيس تجاوزها لضمان بداية قوية لفترته الرئاسية كما وعد، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، السبت 11 يناير 2025.

ومن أبرز هذه التحديات تشكيل الحكومة، وتنفيذ مبدأ التناوب في المناصب العليا ووزارات الحكومة، وتشمل التحديات الأخرى تطبيق وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل، تنفيذ القرار 1701، استقلالية القضاء، مكافحة الفساد، تفكيك الأسلحة غير الشرعية، إعادة اللاجئين السوريين، تحسين سعر الصرف، واستعادة الودائع إلى أصحابها.

خطر يلوح في الأفق.. هل يعود داعش في عهد ترامب؟

حذّر مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، من أن هزيمة داعش عسكريًا لا تعني نهاية التنظيم، مشددين على ضرورة استمرار الجهود لمواجهة تهديده، بحسب مجلة “ناشونال إنترست”، الخميس 9 يناير 2025.

وبعد أكثر من 6 سنوات، لا تزال القوات الأمريكية موجودة في سوريا ضمن هذه المهمة المستمرة، مع استمرار الضربات الجوية التي تستهدف مواقع التنظيم، ورغم تراجع قوة التنظيم في سوريا والعراق، لكن لا تزال تأثيراته تمتد عالميًا، حيث شهدت الولايات المتحدة هجومًا إرهابيًا في نيو أورلينز، نفذه شخص يحمل راية داعش داخل شاحنته التي استخدمها لدهس حشد من المحتفلين بالعام الجديد.

ولكن التحدي الأكبر يكمن في معسكرات الاحتجاز في شمال شرق سوريا، التي تضم نحو 10 آلاف مقاتل وأكثر من 3 أضعاف هذا العدد من عائلاتهم، في ظروف قد تسهم في تجنيد جيل جديد من المتطرفين.

سيطرة إسرائيل على حدود سوريا.. احتواء أم احتلال؟

في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد، دخلت سوريا مرحلة جديدة تحمل تحديات مُتعددة، أبرزها التوغل الإسرائيلي في منطقة الحدود السورية، ما أثار جدلًا دوليًا واسعًا بشأن طبيعة الوجود الإسرائيلي، هل هو انتهاك صارخ لسيادة سوريا أم احتواء للفراغ الأمني الذي خلفه انهيار النظام السوري.

ورغم تأكيد إسرائيل أن وجودها مؤقت ويهدف إلى منع تهديدات أمنية، يرى كثيرون أن ما يحدث هو انتهاك للسيادة السورية.

ويشير المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الجيش الإسرائيلي يتصرف في المنطقة العازلة كما يفعل في الضفة الغربية، إذ ينفذ عمليات مداهمة واعتقالات، ويقيّد حرية الحركة للسكان المحليين.

تنافس دولي محموم.. سر الأهمية الاستراتيجية لـ«جرينلاند»

يكشف مقال نشرته مجلة “ناشونال إنترست”، الأحد 12 يناير 2025، أن القطب الشمالي، بما يشمله من جرينلاند، يُعد ساحة استراتيجية متزايدة الأهمية وسط تنافس القوى الكبرى، هذا التنافس يشمل الولايات المتحدة، روسيا، والصين.

وتعد جرينلاند واحدة من أغنى المناطق في العالم بالموارد الطبيعية، مثل النفط، الغاز، المعادن النادرة، والزنك، ووفق تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، تحتوي جرينلاند على 1.5 مليون طن من العناصر الأرضية النادرة، ما يجعلها لاعبًا محوريًا في السوق العالمية لهذه المعادن الحيوية.

وتدرك روسيا أهمية جرينلاند والجوار القطبي في سياق استراتيجيتها الجيوسياسية، وتحتاج الولايات المتحدة إلى استراتيجية شاملة توازن بين التعاون الدبلوماسي مع حكومة جرينلاند والدنمارك من جهة، وبين تعزيز وجودها العسكري في المنطقة من جهة أخرى، لضمان عدم وقوع هذه المنطقة الاستراتيجية تحت النفوذ الصيني أو الروسي.

الدبلوماسية البحرية.. بوابة الهند لتعزيز شراكتها مع إفريقيا

أوضحت مجلة “أوراسيا ريفيو”، في تقرير نشرته 8 يناير 2025، أن للبحرية الهندية دور محوري في مشاركة الهند مع إفريقيا، فهي تعمل كأداة أساسية لمبادرة الأمن والنمو للجميع في المنطقة (SAGAR)، التي تؤكد التزام الهند بضمان الأمن البحري، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء منطقة المحيط الهندي.

قالت المجلة إن الأمن البحري يشكل حجر الزاوية في استراتيجية الهند نحو إفريقيا، حيث تواجه البحرية الهندية التحديات الرئيسة مثل القرصنة والسطو المسلح في البحر، وكان خليج غينيا، البؤرة الساخنة سيئة السمعة للجرائم البحرية، نقطة محورية لهذه الجهود، حيث وفرت الدوريات البحرية الهندية الأمن الحاسم لممرات الشحن الدولية، وضمنت سلامة طرق التجارة الحيوية.

الجبهة الساخنة بسوريا.. ماذا يحدث في اللاذقية؟

تعيش سوريا على وقع تطورات أمنية متسارعة منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، حيث تشهد البلاد حملات تمشيط مكثفة وعمليات أمنية وعسكرية، وتستهدف الحملات ملاحقة عناصر النظام السابق وضبط مستودعات الأسلحة غير الشرعية.

حسب وكالة الأنباء السورية “سانا”، أعلن مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية، المقدم مصطفى كنيفاتي، عن مقتل شخصين وإصابة آخرين من عناصر دورية أمنية، بالإضافة إلى اعتقال 7 عناصر جراء استهدافها من قبل مجموعات مؤيدة لنظام الأسد في محافظة اللاذقية.

ورغم نجاح الحملات الأمنية في ضبط العديد من المناطق السورية، إلا أنها لم تخلو من الانتقادات، وأفادت تقارير بوجود عمليات انتقامية وثأرية خلال تلك الحملات، خاصة في محافظة حمص، حيث وصلت بعض التصرفات إلى حد التصفية المباشرة.

سياسة أمريكا الخارجية.. كيف تُشكِّلها أحلام ترامب التوسعية؟

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن الاستيلاء على كندا وجرينلاند وقناة بنما المخاوف الدولية، ورغم جرأة الطرح، فإنه يعكس رؤية استراتيجية أوسع تمزج بين القومية الاقتصادية وإعادة تأكيد النفوذ العالمي لواشنطن.

وتكشف أيضًا عن أن طموحات ترامب الإقليمية متجذرة في تفاعل معقد بين العوامل الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية، والتي تشكل جزءًا لا يتجزأ من إطار سياسته الخارجية الأوسع، وتحمل تداعيات كبيرة على العلاقات الدولية، وفق مجلة “أوراسيا ريفيو”، في تقرير نشرته الأحد 12 يناير 2025.

وتسعى أجندة ترامب “أمريكا أولًا” إلى إعادة تموضع الولايات المتحدة كلاعب عالمي مهيمن، والاستفادة من قوتها الاقتصادية والعسكرية لتأمين شروط تجارية وأصول استراتيجية تتوافق مع مصالحها، موضحةً أن اقتراح ترامب بأن تصبح كندا الولاية الأمريكية رقم 51 اقتراح رمزي أكثر منه جدي، لكنه يسلط الضوء على التفاعل المُعقد في العلاقات بين الولايات المتحدة وكندا.