"حجازي": يُغيّر طبيعتها من مادة روحية إلى معرفية تقليدية.. و"شوقي": تؤدي إلى تفاوت بمستوى صعوبة الامتحانات بين الطلاب
الاربعاء 15 يناير 2025 | 11:52 مساءً
وزارة التربية والتعليم
في هذا التقرير، نستعرض بعض الآراء والتعليقات التي تناولت هذا الموضوع، مع التركيز على التحديات التي قد يواجهها النظام التعليمي في حالة تنفيذذ القرار بالفعل.
تحفظات تربوية
أوضح الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، أن إدراج مادة التربية الدينية ضمن المجموع قد يغير طبيعتها من مادة روحية تركز على غرس القيم الأخلاقية إلى مادة معرفية تقليدية، حيث ستُركز على الحفظ والاسترجاع، مما قد يؤدي إلى فقدان البُعد التربوي والوجداني لها، مشيرًا إلى أن هذا التوجه قد يؤدي إلى ظهور سوق جديد للدروس الخصوصية والملخصات، مما يزيد الأعباء المالية والنفسية على الطلاب وأسرهم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي قد تعاني منها بعض الأسر.
واقترح "حجازي"، بدلًا من إدراج التربية الدينية ضمن المجموع، أن يتم رفع درجة النجاح في هذه المادة إلى 70% بدلًا من 50%، مما يساعد على تشجيع الطلاب على الاهتمام بها دون الحاجة إلى إدراجها ضمن المجموع الدراسي، وبذلك تصبح التربية الدينية جزءًا أساسيًا من المنهج الدراسي دون التأثير على درجات الطالب في المواد الأكاديمية الأخرى.
التحديات المرتبطة بالعدالة في التقييم
من جانب آخر، تناول الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، موضوع العدالة في التقييم الذي قد يتأثر بإدراج مادة التربية الدينية ضمن المجموع، مشيرًا إلى أن اختلاف محتوى المادة حسب ديانة الطالب قد يؤدي إلى تفاوت في مستوى صعوبة الامتحانات بين الطلاب، فعلى سبيل المثال، قد يختلف الامتحان المخصص للطلاب المسلمين عن ذلك المخصص للطلاب المسيحيين، مما يؤدي إلى عدم تكافؤ الفرص بين الطلاب في التقييم.
وأكد "شوقي"، أن الهدف الأساسي من تدريس التربية الدينية هو غرس القيم الأخلاقية وتعزيز التربية الروحية لدى الطلاب، وليس تحويلها إلى مادة تنافسية تؤثر على مستقبلهم الأكاديمي، معتبرًا أن إدراجها ضمن المجموع قد يؤدي إلى تباين في فرص الطلاب، خصوصًا إذا كان الامتحان يختلف في محتواه من طالب لآخر حسب ديانته.
إجراءات ضرورية لضمان العدالة
من أجل تحقيق العدالة في التقييم، شدد الدكتور عاصم حجازي على ضرورة وجود بنوك أسئلة، مما يعني أن كل طالب سيخضع لامتحان مبني على معايير علمية واضحة، تضمن توحيد مستويات الصعوبة بين الامتحانات المختلفة، وفي هذه الحالة، يمكن أن يكون إدراج التربية الدينية ضمن المجموع أكثر قبولًا، حيث ستكون الامتحانات متوازنة بين الطلاب على الرغم من اختلاف محتوى المادة حسب الديانة.
كما أشار إلى ضرورة تطوير منهج مشترك للتربية الدينية يجمع بين الدين الإسلامي والمسيحي، وهو أمر يواجه تحديات ثقافية واجتماعية كبيرة، حيث يصعب دمج المنهجين في مادة واحدة دون التأثير على قيم كل ديانة، وفي حالة عدم إمكانية تنفيذ هذا التوجه، يصبح من الأفضل الحفاظ على وضع التربية الدينية كمادة مستقلة دون أن تُدرج ضمن المجموع العام للدرجات.
رؤية مستقبلية لتطوير التربية الدينية
يجب أن يكون الهدف من تدريس التربية الدينية في المدارس هو بناء شخصية متوازنة للطلاب، من خلال تعزيز القيم الإنسانية المشتركة مثل التسامح والاحترام المتبادل. كما أن الأسلوب الذي يُدرس به الدين في المدارس يجب أن يكون قائمًا على تنمية الفهم العميق للقيم الأخلاقية والروحية، بعيدًا عن الأساليب التقليدية التي تركز على الحفظ فقط.
كما أكد الدكتور تامر شوقي على أهمية تدريب المعلمين بشكل جيد على كيفية تدريس مادة التربية الدينية بأسلوب يشجع على التفكير النقدي وفهم القيم الأخلاقية بدلًا من الاقتصار على الحفظ والتلقين، وفي هذا السياق، يمكن أن تكون مادة التربية الدينية عنصرًا أساسيًا في بناء شخصية الطالب بشكل متوازن، شريطة أن تُدرس بالشكل الصحيح الذي يضمن تحقيق الأهداف التربوية بعيدًا عن الضغوط الأكاديمية.
0 تعليق