بنظرة براجماتية.. النظام في إيران مستعد للحوار مع ترامب

0 تعليق ارسل طباعة
3

هدنة في غزة بعد هدنة حزب الله في جنوب لبنان مع إسرائيل، والآن لم يعد يتبقى سوى جبهة الحوثي في اليمن في إطار استكمال سلسلة التهدئة في المنطقة ومعالجة التهديدات الإيرانية قبيل عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

بينما تستعد طهران للدخول في محادثات جادة مع القوى الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، إذا ما أرادت المساهمة في دعم ذلك الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ومساعدة نفسها على الخروج من عزلتها بتخفيف وطأة العقوبات الغربية على اقتصادها المتردي.

علي عبد عيزاده، ممثل رئيس الجمهورية لتنسيق تنفيذ السياسات العامة للتنمية البحرية

عبد العلي زاده، ممثل الرئيس الإيراني لتنسيق تنفيذ السياسات العامة للتنمية البحرية

إيران مستعدة للتفاوض

تصر حكومة الرئيس الإصلاحي، مسعود بزشكيان على التفاوض مع الغرب، خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي غادرت الاتفاق النووي عام 2018 في عهد دونالد ترامب، وذلك آملًا منها في رفع العقوبات عن كاهل الاقتصاد الإيراني.

وخلال هذه الأيام يتحدث قطاع واسع من السياسيين المقربين من الحكومة علناً عن ضرورة تلك المفاوضات، فقد قال نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، في حوار مع صحيفة شرق، أمس السبت 18 يناير 2025، إن النظام هو مَن يقرر المفاوضات وهو لا يعارضها. في إشارة إلى موافقة المرشد الأعلى، علي خامنئي على الحوار مع واشنطن.

وفي مقابلة مع موقع إنصاف نيوز، قال عبد العلي زاده، ممثل الرئيس الإيراني لتنسيق تنفيذ السياسات العامة للتنمية البحرية: “تم الإعلان عن خطة الحكومة في هذا الصدد بشكل واضح للغاية ونحن مستعدون للتفاوض.. إن عدد ضحايا العقوبات أكثر من شهداء ومحاربي الحرب مع العراق.. العقوبات تقود بعض الناس إلى الفساد ويصبحون محترفين في مجالها، لكنها تقتل آخرين أيضًا”.

سيد محمد حسيني

سيد محمد حسيني

نظرة براجماتية

السياسي الإيراني، سيد محمد حسيني، في صحيفة آرمان امروز، اليوم الأحد 19 يناير، أشار إلى أن النظرة البراجماتية هي الحاكمة الآن على الحكومة الموجودة في طهران والدافعة لسياستها الخارجية، من أجل الحفاظ على مصالح الجمهورية الإيرانية.

وأوضح المحلل الإيراني، أن الرئيس بزشكيان قد أعلن خلال حملته الانتخابية عن ضرورة التفاعل مع العالم الخارجي. وكذلك تحدث وزير خارجيته، عباس عراقجي، عن مفهوم “إدارة الصراع مع أمريكا”، وهو ما يمكن تفسيره على أنه استعداد النظام الدبلوماسي للتفاوض مع الولايات المتحدة.

ترامل بغادر الاتفاق النووي 2018

ترامب بغادر الاتفاق النووي عام 2018

خسائر اقتصادية

أوضح الخبير الإيراني، أن العقوبات وعواقبها على الاقتصاد الإيراني أكبر دافع للتفاوض مع واشنطن، فإن الاتفاق النووي عام 2015 قد جلب استقرارًا نسبيًا ونموًا اقتصاديًا لإيران، وبعد انسحاب ترامب مباشرة من خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2018، عانى الاقتصاد الإيراني من تراجع النمو الاقتصادي، وانخفاض قيمة العملة الوطنية، والتضخم غير المسبوق.

وأضاف: مع تنصيب حكومة بايدن، تم خلق فرص للاقتصاد الإيراني، من خلال سياسة نافذة الحوار المفتوحة التي اتبعتها طهران، بجانب رغبة بايدن في السيطرة على البرنامج النووي والسيطرة على التوتر مع إيران. لكن في الأشهر الماضية، انتقد ترامب سياسة بايدن، وقال إن سياسته تسببت في ضخ 150 مليار دولار في الاقتصاد الإيراني. ودافع بقوة عن سياسة العقوبات التي ينتهجها ووعد بتشديد العقوبات على إيران.

وتابع السياسي الإيراني، إن زيادة العقوبات ضد إيران هي الإستراتيجية الأقل تكلفة بالنسبة لترامب. وهي استراتيجية ناجعة في رأيه. ولذلك فإن القلق من زيادة العقوبات من عهد ترامب يعتبر قوة دافعة للحوار مع الإدارة الأمريكية الجديدة من باب إعلاء المصلحة الوطنية.

المتشددون يعارضون الاتفاق النووي في إيران

المتشددون يعارضون الاتفاق النووي في إيران

جبهة معارضة

تواجه رغبة حكومة بزشكيان في الحوار مع الغرب معارضة شديدة من التيارات المحافظة المتشددة، فإن كان العزوف عن المشاركة السياسية قد أعطى الإصلاحيين في المجتمع الإيراني قوةً لرفع مطلبهم بالتهدئة مع أمريكا أكثر من ذي قبل، لكن المحافظون أيضًا لديهم أنصارهم ويسيطرون على المنابر الإعلامية والسياسية التي يمكن أن تُفشل جهود الحكومة.

وحسب تقرير صحيفة آرمان امروز، فإن التاريخ السيء للولايات المتحدة مع إيران يقف عائقًا أمام جهود حكومة بزشكيان، خاصة أن الرئيس الأمريكي الجديد هو نفسه الذي قد خرج من الاتفاق مع إيران عام 2015، وفرض عليها سياسة أقصى ضغط من العقوبات. حتى أصبحت معاداة أمريكا، كمثال على مناهضة الهيمنة العالمية وعنصرًا من عناصر الهوية في السياسة الخارجية لإيران، وهو أمر يصعب التخلي عنه.

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق