ريناد عادل.. تثير الشجون والألم

0 تعليق ارسل طباعة
مقالات

الأحد 19/يناير/2025 - 02:05 م

ندرك جميعًا أن وقوع حادث مأساوى يكون ضحيته طفل أو طفلة يثير الشجون والألم، لأن فقدان أطفال فى عمر الزهور مؤلم، خاصةً إذا كان مرتبطًا بحادث، ويكون محل اهتمام واسع من جانب من يعرفون الضحية أو من لا يعرفونها. وكان حادث سقوط الطفلة ريناد عادل، التلميذة فى الصف السادس الابتدائي، من شرفة عمارة بالإسكندرية، محط اهتمام كبير، حيث أصبحت قصتها مؤلمة وجاذبة للانتباه على منصات التواصل الاجتماعي. استغل البعض هذه الحادثة للترويج لروايات مختلقة لا صلة لها بالواقع، منها أنها تعرضت للتنمر، وأن إدارة المدرسة طالبتها بسداد المصروفات المتأخرة أمام زميلاتها، وأن زميلاتها تنمرن عليها وسخرن من عدم قدرة أسرتها على دفع المصروفات. وقيل أيضًا إنها كتبت رسالة مؤلمة إلى أسرتها، وأنها قررت إنهاء حياتها بسبب السخرية والتنمر.

 

كل هذه الأقاويل لم تكن حقيقية، لكنها أصبحت مادة مشوقة للبعض، الذين اهتموا بكتابات تجذب القراء والمتابعين على حساب آلام أسرة الضحية وزميلاتها ومعلماتها. وهذا السلوك يتكرر كثيرًا، وقابل للتكرار؛ فما أن يقع حادث مؤلم حتى يبادر شخص أو أشخاص إلى ابتداع قصة من خيالهم عن الواقعة، وأحيانًا يستندون إلى تخمينات غير موثوقة، وكثير من الناس يطلقون هذه التخمينات قبل معرفة تفاصيل أى حادث. ويميل الخيال الخصب إلى إضافة مقاطع أكثر إثارة، فتتحول القصة المؤلمة إلى سباق لنشر روايات لا تمت للحقيقة بصلة.

 

عندما تظهر الحقيقة من تحقيقات النيابة، نجد أن هناك من تورطوا فى نشر الأكاذيب. فما العمل حينها؟! الحل هو تكذيب النيابة والتشكيك فى الرواية الحقيقية، والإصرار على الخطأ. قلة قليلة فقط من الناس تتراجع عن ظنونها أو تخميناتها، بينما يفضل آخرون التمسك برواياتهم، حتى لو كانت خاطئة. النتيجة تكون أن الحقيقة تُصبح الضحية، وتترك آثارها النفسية على عدد كبير من الناس، وفى مقدمتهم أسرة الضحية وأصدقاؤها وزملاؤها.

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق