من الطبيعي أن نبكي عندما نشعر بالألم أو بالقلق، ومع ذلك، فإن العديد من الأشخاص يتمالكون أنفسهم أو ببساطة لا يشعرون بالحاجة إلى البكاء بقدر ما يشعر به الآخرون.

 يبكي بعض الأشخاص بشكل لا يمكن السيطرة عليه وعند أدنى إشارة، على الرغم من حبسه للبكاء ومحاولة عدم البكاء. 

غالبًا ما تجعلنا هذه المعضلة نتساءل عما إذا كنا "أضعف" من الآخرين أو ما إذا كان هناك خطأ جوهري فينا، الإجابة هي لا شيء. هناك تفاعل بين عدة عوامل تجعل البعض يبكون بسهولة أكبر مقارنة بالآخرين، حسب ما رصد موقع تحيا مصر.

بنية الدماغ

قد ينبع البكاء المتكرر منفرط نشاط الجهاز الحوفي، وهي المنطقة المسؤولة عن معالجة العواطف في الدماغ. وفي مثل هؤلاء الأفراد، تزداد الحساسية العاطفية، مما يجعل الشخص لديه عتبة عاطفية أقل. ويؤدي هذا النشاط المتزايد إلى ردود فعل عاطفية أقوى وأسرع، وغالبًا ما تترجم إلى دموع حتى في الاستجابة لمحفزات بسيطة.

اختلافات الشخصية

 يعالج الأشخاص شديدو الحساسية العواطف والمدخلات الحسية بشكل أعمق من غيرهم. وغالبًا ما تعزز هذه السمة الإبداع والتعاطف، ولكنها قد تجعلهم أيضًا أكثر عرضة للإرهاق العاطفي، مما يؤدي إلى البكاء بشكل متكرر.

البكاء بسهولة ليس عيبًا، على الرغم من أنه قد يكون مؤلمًا إذا بدأ يتعارض مع الحياة اليومية. عندما يقترن بالحزن أو القلق المستمر، فإن طلب المساعدة المهنية يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو الرفاهية العاطفية.

التربية

تلعب تجارب الطفولة دورًا مهمًا في تشكيل كيفية التعبير عن المشاعر في وقت لاحق من الحياة. أولئك الذين نشأوا في بيئات حيث تم التحقق من صحة المشاعر والتعبير عنها بصراحة غالبًا ما يكونون أكثر راحة في إظهار مشاعرهم، بما في ذلك البكاء. من ناحية أخرى، قد يكافح الأطفال الذين نشأوا في أسر حيث تم انتقاد المشاعر أو قمعها مع التنظيم العاطفي كبالغين، مما يؤدي أحيانًا إلى التحكم العاطفي المفرط أو الانفجارات العاطفية غير المتوقعة.

المعايير الاجتماعية 

المعايير الاجتماعية المحيطة بالبكاء، وخاصة فيما يتصل بالجنس، لها تأثير كبير. تاريخيًا، كان يُنظر إلى النساء على أنهن أكثر ميلاً إلى البكاء، في حين يُتوقع من الرجال غالبًا أن يكبتوا عواطفهم لصالح الثبات. يمكن أن يؤدي هذا التوقع إلى خلق صراع داخلي للرجال، الذين قد يكبتون استجاباتهم العاطفية الطبيعية للتوافق مع المثل المجتمعية