هل تعني اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين إيران وروسيا الدفاع المشترك؟ (خاص)

0 تعليق ارسل طباعة

الثلاثاء 21 يناير 2025 | 10:04 صباحاً

كتب : محمد عبدالحليم:

صرّح الباحث في الشؤون الإيرانية وقضايا الشرق الأوسط، أسامة حمدي، أن توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا جاء متأخرًا لسنوات، نظرًا لتاريخ مضطرب من العلاقات بين البلدين. فقد شابها الريبة والشك بسبب الماضي الاستعماري لروسيا في إيران خلال حكم الشاه.

إيران تتهم روسيا بممارسة النفوذ واستغلال ثروات البلاد

واتهمت إيران روسيا بممارسة النفوذ واستغلال ثروات البلاد، وبعد قيام الجمهورية الإسلامية في عام 1980، استمرت المنافسة بين الدولتين على النفوذ الجيوسياسي في القوقاز وآسيا الوسطى، إلى جانب التنافس في أسواق النفط والغاز، حيث تسعى كلتا الدولتين لتزويد الأسواق الأوروبية بموارد الطاقة.

ورغم هذه الخلافات، شدد حمدي، في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، على أن العلاقات بين موسكو وطهران لطالما حكمتها المصالح المتبادلة والعداء المشترك تجاه الولايات المتحدة والقوى الغربية، اللتين تعتبرهما الدولتان تهديدًا استراتيجيًا مشتركًا، مشيرًا إلى أن البلدين يجتمعان على هدف مشترك يتمثل في ضرورة تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب يحدّ من هيمنة الولايات المتحدة.

التهديدات دفعت للاتفاقية

وأضاف حمدي أن التهديدات المشتركة دفعت الدولتين نحو تعزيز علاقاتهما، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، فتهديدات الولايات المتحدة وإسرائيل ضد المشروع النووي الإيراني ومنظومات الصواريخ الباليستية، إلى جانب انخراط روسيا في الحرب الأوكرانية وتهديدات حلف الناتو، أسهمت في تسريع خطوات التقارب بين الجانبين.

وأوضح أن التعاون الأمني والاستخباراتي بين موسكو وطهران ازداد مؤخرًا بشكل ملحوظ، حيث قدمت إيران طائرات مسيرة لروسيا، بل وشجعت على توطين هذه الصناعة لديها، وفي المقابل، زادت روسيا من دعمها الفني والتكنولوجي لبرنامج الطاقة النووية الإيراني، ولعبت دورًا ضاغطًا على إسرائيل لتجنب قصف المنشآت النووية الإيرانية، بالتزامن مع عمليات إيران العسكرية ضد إسرائيل.

مواجهة لترامب

وأشار حمدي إلى أن تولي دونالد ترامب للرئاسة وما قد يرافق ذلك من عقوبات اقتصادية مشددة على إيران، زاد الحاجة لتعاون استراتيجي بين البلدين، فالاتفاقية تمثل وسيلة لتقليل آثار العقوبات الغربية عبر تعزيز التبادل التجاري باستخدام العملات المحلية وزيادة التنسيق الأمني والاستخباراتي.

وفيما يتعلق بأهداف إيران، أكد حمدي أنها تسعى لتوسيع خياراتها في التحرك الجيوسياسي بمنطقة آسيا الوسطى والشرق الأوسط، خصوصًا بعد فقدانها لخطوط الإمداد إلى حزب الله في لبنان إثر سقوط نظام الأسد، ومع ذلك، فإن استمرار الحوثيين في السيطرة على باب المندب وخليج عدن يعزز من نفوذ إيران في المنطقة.

أما روسيا، فهي تسعى من خلال الاتفاقية إلى تقديم نفسها كقوة عالمية تضاهي الولايات المتحدة، وتعزيز نظام عالمي متعدد الأقطاب خارج الهيمنة الأمريكية، كما تهدف إلى تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي وزيادة التبادل التجاري والعسكري مع شريك محوري في الشرق الأوسط مثل إيران.

وأوضح حمدي أن الاتفاقية لا تعني الدفاع المشترك بين الدولتين، حيث إن روسيا تُعتبر قوة عالمية وإيران قوة إقليمية، وإنما تهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات مع الاتفاق على عدم مساعدة أي طرف معتدٍ على أحد البلدين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق