في وقت يواجه فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي تحديات كبيرة بعد الهجوم 7 أكتوبر 2023، جاء الإعلان عن استقالة رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلي هيرتسي هاليفي بعد شهور من الخلافات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول كيفية التعامل مع الحرب في غزة.
على الرغم من الضغوط التي تعرض لها هاليفي للاستقالة من مؤيدي نتنياهو، فقد أشار البعض إلى أن استقالته قد تؤدي إلى تصاعد الضغط على المسؤولين العسكريين والسياسيين الآخرين لتقديم استقالاتهم، بما في ذلك نتنياهو نفسه.
فشل الاستخبارات والإجراءات العسكرية
بعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص من الإسرائيليين واحتجاز 250 آخرين من قبل حماس، تم تحميل هاليفي وعدد من المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين مسؤولية الفشل في اكتشاف الهجوم الكبير الذي كان يتم الإعداد له.
كما وُجهت انتقادات إلى الجيش لعدم استجابته السريعة للهجوم، مما أدى إلى تعرض المدنيين للاعتداءات لفترة طويلة. ويجري الجيش الإسرائيلي حاليًا تحقيقات لتحديد أسباب الفشل الاستخباراتي والعملياتي الذي أدى إلى الهجوم. وفق ما نشرت وول ستريت جورنال الأمريكية اليوم الثلاثاء 21 يناير 2025.
توقعات مستقبلية في القيادة الإسرائيلية
مع استقالة هاليفي، أصبح من المتوقع أن تزداد الضغوط على مسؤولين آخرين، بما في ذلك وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، الذي طلب تسليم نتائج التحقيقات بحلول نهاية يناير. هذا في الوقت الذي يرفض فيه رئيس الوزراء نتنياهو الدعوات المتزايدة لاستقالته أو لإجراء انتخابات جديدة، مبرراً ذلك بالظروف الأمنية والحرب المستمرة.
وقد أضافت هذه التطورات إلى التوترات السياسية في إسرائيل، خاصة في ظل عدم الاتفاق على تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الهجوم، حيث يتهم معارضو نتنياهو بتأجيل ذلك لتجنب تحمل المسؤولية.
التحقيقات العسكرية
من المتوقع أن تسهم التحقيقات العسكرية الجارية في تقديم صورة واضحة حول الفشل الذي وقع، وقد أمر وزير الدفاع كاتس بتأجيل تعيين أي مسؤولين كبار في الجيش حتى الانتهاء من التحقيقات.
كما شهدت الفترة الماضية استقالات لعدد من كبار القادة العسكريين، بما في ذلك نائب رئيس الأركان والقائد العسكري للمنطقة الجنوبية، الذي كان مسؤولاً عن الحدود مع غزة.
تداعيات استقالة كبار القادة العسكريين
وفق ما نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية اليوم، قال هاليفي إن قائد القيادة الجنوبية، اللواء يارون فينكلمان، قد قرر أيضًا إنهاء خدمته في الجيش الإسرائيلي، محملاً نفسه مسؤولية الفشل في حماية المناطق الجنوبية في أعقاب الهجوم الكبير في 7 أكتوبر.
من جهة أخرى، كانت هناك استقالات أخرى، بما في ذلك استقالة نائب رئيس الأركان، اللواء أمير برعام، ليشكل هذا الاتجاه تزايدًا في الضغوط على القادة العسكريين في إسرائيل. هذا التتابع في الاستقالات يأتي في وقت حساس حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بإجراء تحقيقات موسعة حول الأخطاء الاستراتيجية والاستخباراتية التي أدت إلى الهجوم.
إخفاقات 7 أكتوبر
في إطار التحقيقات الجارية، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف جالانت، ضرورة إتمام التحقيقات بشأن هجوم 7 أكتوبر بنهاية يناير 2024. التقييمات المبدئية تكشف عن نقص في الاستعدادات الأمنية والردود السريعة على الهجوم، وهو ما يستدعي اتخاذ قرارات حاسمة بشأن المسؤولين العسكريين.
كما شدد هاليفي على أهمية إتمام هذه التحقيقات بشكل شامل، مع التأكيد على أنه سيتم اتخاذ قرارات شخصية بناءً على نتائج التحقيقات المتعلقة بالإخفاقات التي وقعت.
تحقيق شامل
من جهة أخرى، طالب العديد من القادة السياسيين في إسرائيل بضرورة إجراء تحقيق شامل في الهجوم الكبير في 7 أكتوبر، حيث أشار الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسووج، إلى أن هاليفي قد أظهر مسؤولية عظيمة عن الهجوم، لكنه بحاجة إلى اتخاذ خطوات دقيقة من أجل استكمال التحقيقات.
وقد دعمت هذه المطالب تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الذي أصر على ضرورة استبدال هاليفي فورًا، منتقدًا القيادة العسكرية الحالية بسبب ما وصفه بتوجهات “يسارية” في استراتيجية الجيش.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق