على الرغم من العقوبات وانخفاض صادرات النفط، لا تزال إيران تعتمد على عائداتها النفطية، ويمكن أن يؤدي تشديد العقوبات إلى تعطيل سوق النفط الإيرانية.
وبالنظر إلى أن الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب، قد أكد بقوة على العقوبات على إيران في ولايته الأولى، فمن المتوقع أن تستمر السياسة نفسها في ولايته الثانية، ومن المؤكد أن يكون لها تأثير على صادرات النفط وبالتالي انخفاض دخل إيران من هذا المصدر، مما يُفشل خطط ميزانية الدولة الإيرانية.
استعداد إيراني
يحاول ترامب فرض مزيد من الضغط على إيران، لكن يبدو أن طهران قد استعدت لكافة الاحتمالات للتعامل معه، فحسب وكالة الأنباء الرسمية (إرنا)، أكد وزير الاقتصاد والمالية الإيراني، عبدالناصر همتي، أن لدينا خطة تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة ونأمل أن تتصرف بحكمة، وقال: “لسنا قلقين من مجيء ترامب ولدينا خطة لذلك”.
وأضاف عبد الناصر همتي، في مقابلة خاصة مع القناة السادسة في التلفزيون الإيراني، مساء أمس الاثنين: “لدينا خطة لترامب ونعقد عدة اجتماعات بشأن هذا الأمر، ونأمل أن يفكروا بحكمة، والحكومة الاميركية اقرت بنفسها بأن الضغوط القصوى لم تفلح، وأن هذه الخطة فشلت”.
وفيما يتعلق بحجم التبادلات التجارية مع الدول الأعضاء في اتحاد أوراسيا، قال وزير الاقتصاد: “اليوم يبلغ حجم مبادلاتنا الاقتصادية مع روسيا 4 مليارات دولار، ومحور اهتمامنا هو إقامة التوازن بين صادراتنا مع روسيا حيث إن صادرات روسيا إلى إيران تعادل ثلاثة أضعاف صادرات إيران إليها”.
تعاون روسي
حسب تقرير شبكة سي إن بي سي، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أعلن الجمعة الماضية، عن خطط لبناء خط أنابيب غاز إلى إيران بهدف نقل ما يصل إلى 55 مليار متر مكعب سنوياً إلى الدولة الواقعة في غرب آسيا.
وتملك إيران ثاني أكبر مخزونات من الغاز في العالم بعد روسيا، لكن العقوبات الأمريكية أعاقت استخدام التكنولوجيا مع هذه المخزونات وأبطأت التطوير فيما يتعلق بصادرات الغاز.
وقد وقعت شركة النفط الوطنية الإيرانية مع شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم مذكرة تفاهم بقيمة 40 مليار دولار تقريباً في يوليو2022. وتعهدت غازبروم بمساعدة الشركة الإيرانية في تطوير حقلي كيش وبارس الشمالي للغاز وستة حقول نفط. كما أعدت غازبروم خططاً للمشاركة في استكمال مشروعات للغاز الطبيعي المسال وبناء خطوط أنابيب لتصدير الغاز.
نحو شبه القارة الهندية
وقعت غازبروم وشركة النفط الوطنية الإيرانية بعد ذلك مذكرة تفاهم في يونيو 2024 بشأن توريد الغاز الروسي عبر خط أنابيب إلى إيران. ويهدف خط الأنابيب المقترح الذي أعلن عنه بوتين يوم الجمعة إلى نقل 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا في نهاية المطاف.
وحسب حوار لوكالة تسنيم الإيرانية مع زهرة خدادادي، أمينة سر اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، فإن إيران تسعى للتحول إلى مركز إقليمي لنقل الغاز الروسي إلى دول شبه القارة الهندية مثل الهند وباكستان وكذلك إلى دول خليجية.
اتفاقية استراتيجية
تم توقيع اتفاقية للتعاون الاستراتيجي بين إيران وروسيا، قبل أيام من عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وفي هذا المجال، أشار فلاديمير بوتين إلى “اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة” باعتبارها “تقدمًا حقيقيا” للمنطقة، كما أشاد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان بالعلاقات “الحيوية والحساسة والاستراتيجية” بين البلدين.
وتشير تحليلات إلى أن التعاون بين طهران وموسكو في مجال الطاقة، سيعزز من موقف إيران أمام الغرب خلال المفاوضات الجارية مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا)، ولاحقًا مع الولايات المتحدة الأمريكية، بما يدعم التوصل لاتفاق مع القوى الغربية، أو يساعد طهران على مواجهة العقوبات الغربية.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق