الاربعاء 22 يناير 2025 | 02:36 مساءً
المتحولون جنسياً
وفقًا لتقرير الجارديان .. مع إعلان نتائج الانتخابات وفوز ترامب، بدأ ماكس كوزما، وهو رجل متحول يعيش قرب كليفلاند بولاية أوهايو، في اتخاذ خطوات عاجلة لترتيب وثائقه الشخصية.
ورغم أنه يعتبر نفسه محظوظًا لتغيير اسمه قانونيًا مسبقًا، إلا أنه حرص على تحديث جواز سفره وبقية الوثائق الرسمية. كان هذا الإجراء مدفوعًا بمخاوفه، التي شاركه فيها الكثيرون من المتحولين جنسيًا، من أن ترامب سيلتزم بوعوده بالتراجع عن حقوق مجتمع LGBTQ+، وتقويض الرعاية الصحية للمتحولين، وتهديد أمنهم.
قال كوزما: «كنت أتوقع هجومًا». ومع ذلك، فإن مشاهدته لترامب وهو يوقع أمرًا تنفيذيًا يقيد حقوق المتحولين وغير الثنائيين كانت بمثابة «طعنة في الصميم».
تصعيد سياسي وتحديات جديدة
في خطاب تنصيبه، أعلن ترامب بشكل واضح: «اعتبارًا من اليوم، ستكون السياسة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة هي أن هناك جنسين فقط: ذكر وأنثى».
نص الأمر التنفيذي على إلزام المؤسسات الفيدرالية بأن تعكس الوثائق الرسمية مثل جوازات السفر هذين الجنسين فقط، كما شمل منع استخدام أموال الضرائب في توفير الرعاية الصحية المؤكدة للهوية الجندرية، وتخصيص السجون بناءً على الجنس المسجل عند الولادة، مما يعني أن النساء المتحولات قد يتم احتجازهن في سجون للرجال.
بالنسبة لكوزما، يعد هذا الأمر خطوة أولى في محاولة الإدارة لمحو وجود المتحولين وغير الثنائيين من المجال العام. ويقول: «مع قراءة كل بند إضافي في الأمر، شعرت بغثيان متزايد».
معاناة شخصية وقلق مجتمعي
بدأ كوزما عملية التحول في عام 2019، وهو يشعر بالامتنان للفرص التي أتيحت له للعيش بحرية في هويته.
لكنه يعبر عن قلقه العميق تجاه الشباب المتحولين وغير الثنائيين الذين يواجهون هذه البيئة العدائية.
وأضاف: «لقد عشت محطات حياتية هامة، لكنني أشعر بالذنب لأنني اجتزت هذه المرحلة قبل أن تصبح الظروف أشد قسوة».
مقاومة لا تهدأ
رغم هذه التحديات، لم تتراجع عزيمة المجتمع. أعلنت منظمة ACLU أنها ستخوض معارك قضائية ضد السياسات المناهضة لـ LGBTQ+، مؤكدة أن الأوامر التنفيذية لا يمكنها تغيير القوانين الفيدرالية القائمة.
في الوقت ذاته، يُظهر العديد من المتحولين وغير الثنائيين إصرارًا على المقاومة. تقول زايا بيريسيان، وهي امرأة متحولة تعيش في لوس أنجلوس: «بالرغم من الخوف والقلق، لن أتراجع عن حقي في الاحتجاج».
أما هانتر غروما، وهو شخص غير ثنائي من كانساس، فيؤكد أن الوقت ليس للعزلة بل للتكاتف. ويضيف: «المجتمع الكويري نجا من قرون من القمع، وسر بقائنا كان في دعمنا لبعضنا البعض».
المتحولون جنسياً
الصمود في وجه المحن
ترى كورين غودوين، المديرة التنفيذية لمشروع العدالة للمتحولين جنسياً في شرق بنسلفانيا، أن المقاومة يجب أن تستمر، قائلة: «المتحولون مثل أسماك القرش، إذا توقفنا عن الحركة نموت, لذا علينا المضي قدماً، حتى لو كان التقدم أحياناً يبدو وكأنه مجرد تشبث بالأمل».
من جانبها، تقول جافانا جي ديفيس، التي تدير منظمة لدعم المتحولين جنسياً من ذوي البشرة الملونة في نيويورك: «رغم السياسات التي تهدف إلى محونا، ستظل قوتنا ومجتمعنا صامدين, اليوم مؤلم، لكنه تذكير بأهمية التنظيم والعمل الجماعي للحفاظ على وجودنا وحقوقنا».
0 تعليق