باربي الشاشة تتحول إلى أنابيل المرعبة.. هنا الزاهد تبهر الجمهور بأدائها في إقامة جبرية

0 تعليق ارسل طباعة

تُعرف هنا الزاهد بملامحها الرقيقة ووجهها "الملائكي"، وهو ما جعل الجمهور يلقبها بـ"باربي الشاشة"، لكن في مسلسلها الجديد إقامة جبرية، كسرت كل التوقعات وقدمت أداءً استثنائيًا جسدت فيه شخصية "سلمى"، المريضة النفسية التي تحمل داخلها جروحًا دفينة ودوافع متشابكة، مما جعل الجمهور ينبهر بقدرتها على التعبير عن أبعاد نفسية عميقة بخبرة تُظهر نضجها الفني المتزايد.

قدمت هنا الزاهد أداءً معقدًا يتجاوز الشكل الظاهري للشخصية التي تحمل ملامح بريئة، لتغوص في أعماق نفسية مظلمة مليئة بالصراعات، شخصية "سلمى" ليست مجرد مريضة نفسية تقوم بأفعال شريرة، بل هي نتاج ماضٍ مؤلم وبيئة عائلية مضطربة شكلت دوافعها العنيفة ورفضها للوحدة بأي ثمن.

تحول درامي مفاجئ وعمق نفسي مؤلم

في إقامة جبرية، تخلت هنا عن الصورة النمطية لتجسد شخصية معقدة تحمل خلفية مأساوية، نشأت سلمى في بيئة مليئة بالصراعات، حيث شهدت شجارات عنيفة بين والديها انتهت بقتل أمها لأبيها ودخولها السجن، هذا الماضي تركها تعاني من إحساس دائم بالخوف من الوحدة والهجر، وهذا الإحساس تحكم في تصرفاتها لاحقًا، وجعلها تسلك طرقًا قاسية للحفاظ على وجود الأشخاص في حياتها بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب حياتهم.

هذا البُعد النفسي ظهر بوضوح في تعاملها مع خطيبها الأول، حيث دفعها الشك في خيانته إلى ارتكاب فعل مروع، إذ صدمته بسيارتها وتسببت في بتر ساقيه، ومع زواجها لاحقًا، تصاعدت غيرتها المَرَضية إلى درجة دفعتها لقتل زوجها عندما قرر تركها، وأيضًا تشويه وجه امرأة حاولت الاقتراب من حبيبها، وهو ما أضاف لملامح شخصيتها المزيد من العمق والمأساة.

المفارقة في الأدوار.. من العفوية إلى الجنون

المثير أن هذا الأداء العميق في إقامة جبرية جاء بالتزامن مع عرض فيلمها بضع ساعات في يوم ما، حيث قدمت شخصية مختلفة تمامًا، فتاة مرحة، عفوية، تحمل خفة ظل، هذه المفارقة بين الدورين كشفت عن قدرات تمثيلية غير عادية لهنا الزاهد، وأبرزت قدرتها على التنقل بسلاسة بين شخصيات متناقضة في فترة زمنية قصيرة، في بضع ساعات في يوم ما، أظهرت براعة في تقديم الأداء الخفيف والمتزن، بينما في إقامة جبرية، فاجأت الجمهور بقدرتها على الغوص في أعماق شخصية سوداوية ومعقدة.

تفاصيل الأداء.. الحب والخوف والغيرة

أبرزت هنا الزاهد تفاصيل هذه الشخصية ببراعة شديدة، خاصة في مشهدين أراهما حاسمين، الأول، عندما اعترف "موسى" بحبه لها، وتعهد بألا يتركها، ظهرت "سلمى" متأثرة بشدة، وقد انعكس على تعبيراتها خليط من الحب والتعلق والخوف، وكأنها تعيش لحظة أمل نادرة في حياتها المضطربة، هذه اللحظة جسدت ببراعة هروبها من الوحدة وسعيها للتمسك بأي شخص يمنحها شعورًا بالأمان.

أما المشهد الثاني، فجاء صادمًا عندما واجهت "سلمى" صديقة لـ"موسى" قامت باحتضانه، وهنا، انفجرت غيرتها بطريقة عنيفة وغير مبررة، ووجهت لها صفعة شديدة، في لحظة تبرز مدى هشاشتها النفسية وخوفها من فقدان موسى كما فقدت الآخرين من قبل.

نجحت هنا الزاهد خلال حلقات المسلسل في استغلال تعبيرات وجهها، نظراتها المريبة، ونبرة صوتها الهادئة والمتحفظة لتقديم هذه الأبعاد النفسية المتشابكة، جعلت المشاهد يتعاطف مع "سلمى" رغم أفعالها الخطيرة، لأنها كشفت عن دوافع مأساوية تختبئ خلف شخصيتها القاسية.

تقدير دولي مستحق

إنجازاتها هذا العام لم تقتصر على الشاشة فقط، بل توجت بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم الكوميدي فاصل من اللحظات اللذيذة، خلال النسخة الخامسة من مهرجان Joy Awards 2025 بالسعودية، تسلمها للجائزة من النجم العالمي ماثيو ماكونهي كان لحظة بارزة، وتفاعل الجمهور مع فرحتها الصادقة عكس مدى تقديرهم لها.

نجمة تجمع بين الموهبة والنضج

ما بين الرومانسية في بضع ساعات في يوم ما، الكوميديا في فاصل من اللحظات اللذيذة، والدراما النفسية الثقيلة في إقامة جبرية، أثبتت هنا الزاهد أنها ليست مجرد وجه جميل، بل موهبة حقيقية قادرة على مفاجأة الجمهور بأدوار جريئة ومعقدة، نجاحها في تقديم شخصيات متناقضة يؤكد أنها وصلت إلى مرحلة نضج فني جديد، يضعها في مصاف النجمات القادرات على تقديم أعمال استثنائية تبقى عالقة في أذهان الجمهور.

من "باربي" الشاشة إلى "أنابيل" كما يشبهها الجمهور اليوم، أثبتت هنا أنها قادرة على التحول إلى أي شخصية بكامل تفاصيلها النفسية، وأنها واحدة من أبرز نجمات جيلها وأكثرهن موهبة.

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق