للمرة الأولى منذ مئات السنين.. جامعة الأزهر تبدأ تشكيل لجان لتعريب علوم الطب والصيدلة

0 تعليق ارسل طباعة

أخبار  جامعة الأزهر.. في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الجامعات العربية، أعلن الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، عن قرار تاريخي من مجلس الجامعة بتشكيل لجنة متخصصة لدراسة سُبل تعريب العلوم في مجالات متعددة مثل الطب والهندسة والصيدلة وغيرها. 

جاء هذا القرار استجابةً للحاجة المتزايدة لاستعادة الهوية الثقافية والعلمية للعالم العربي، والتي شهدت تراجعًا في السنوات الأخيرة، خاصة مع انتشار اللغات الأجنبية في مجالات التعليم والتواصل.

رئيس جامعة الأزهر يشيد بالتاريخ العلمي المشرق للأمة الإسلامية

وأشاد رئيس جامعة الأزهر بالتاريخ العلمي المشرق للأمة الإسلامية، حيث أكد أن الكثير من العلوم التي تُدرس اليوم كانت قد كُتبت في الأصل باللغة العربية على يد علماء مسلمين كبار، مثل ابن سينا الذي وضع أسس علم الطب ودوّنها باللغة العربية في مؤلفه الشهير "القانون في الطب". 

كما أشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن هذه العلوم قد ترجمها الغرب بعد قرون من إبداع العلماء العرب والمسلمين. 

وأضاف رئيس جامعة الأزهر أن "ابن سينا كتب الطب بالعربية وجمعه في أرجوزة طويلة تصل إلى ألف بيت، تمامًا مثل ألفية ابن مالك في علم النحو"، في إشارة إلى ضرورة العودة إلى تلك المصادر الأصلية لتعزيز قدرة الطلاب العرب على استيعاب هذه العلوم بلغة أجنبية هي لغتهم الأم.

وأكد رئيس جامعة الأزهر أن هذا القرار يأتي في وقت حاسم، حيث بدأ اللسان العربي يشهد تراجعًا ملحوظًا بين الأجيال الجديدة، نتيجة للانتشار الكبير للمدارس الأجنبية وتزايد استخدام اللغات الغربية في التعامل اليومي. 

في هذا السياق، دعا رئيس جامعة الأزهر إلى ضرورة تقويم اللسان العربي من خلال التركيز على تعليمه منذ الصغر، مشددًا على أهمية حفظ القرآن الكريم، الأحاديث النبوية، والمقطوعات الأدبية التي تساعد على صقل اللغة العربية وتطوير قدرة الأطفال على التعبير بها بطلاقة.

وأشار إلى أن اللغة العربية أصبحت تُهجر بشكل متسارع، وأن الأطفال باتوا يتحدثون كلمات أجنبية بفضل التأثير المتزايد للمدارس الأجنبية التي تفرض لغاتها على الطلاب وتعتبرها لغة التعليم والتعامل الأساسية. واعتبر أن هذا يشكل تهديدًا مباشرًا للهوية الثقافية والعلمية للعالم العربي.

في إطار هذا السياق، أوصى رئيس جامعة الأزهر بضرورة أن تقوم المؤسسات التعليمية في الدول العربية بتبني سياسات فعّالة للحفاظ على اللغة العربية. وأشار إلى ضرورة تضمين النصوص الأدبية في المناهج التعليمية لطلاب المدارس في مختلف مراحل التعليم، بحيث تشمل هذه النصوص الشعرية والنثرية التي تساهم في تعزيز الفهم اللغوي وتعيد الاعتبار للغة العربية كلغة علم وفكر. كما دعا إلى تبني هذه السياسات لمواجهة ما وصفه بـ "موجة التغريب" التي تتعرض لها اللغة العربية، والتصدي لـ "الحرب الخفية" التي تُشن ضدها.

ويُعتبر هذا القرار خطوة هامة نحو تعزيز مكانة اللغة العربية في مجالات العلوم والتعليم، وهو بمثابة ردّ على المحاولات المستمرة لتهميشها واستبدالها باللغات الأجنبية. كما أنه يمثل دعوة مفتوحة لتوحيد الجهود العربية للحفاظ على التراث العلمي والثقافي الذي أسهم به العلماء العرب والمسلمون في مختلف المجالات عبر التاريخ.

 

 

 

 

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق