تجاهل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ذكر إيران خلال مراسم تنصيبه يوم الاثنين الماضي 20 يناير 2025، ما اعتبره مراقبون إشارة إلى رغبته في الحوار مع الدولة النووية.
بينما تخرج تصريحات من جانب فريق إدارته تشير إلى احتمالية العودة إلى ممارسة سياسة أقصى ضغط من العقوبات ضد إيران، من أجل إخضاعها للقرارات الأمريكية فيما تخص منطقة الشرق الأوسط.
إيران الضعيفة
يروج ترامب إلى صورة إيران الضعيفة، إذ قال قبل ساعات من مراسم تنصيبه، إن إيران كانت مفلسة تمامًا خلال فترة رئاسته السابقة، ولم يكن لديها أي أموال لتمويل حماس وحزب الله. في إشارة إلى إعجابه بسياسة أقصى ضغط من العقوبات التي منعت إيران من الحصول على أموالها بالخارج.
ويشير الدبلوماسي الإيراني السابق، فريدون مجلسي في حوار مع صحيفة سناره صبح، اليوم الخميس 23 يناير 2025، إلى أن ترامب يفترض أن إيران باتت ضعيفة، وعدم ذكره لها ضمن خطابه يوم التنصيب يظهر وجهة نظره.
وأوضح أن الولايات المتحدة تركز الآن على المسألة النووية بالنسبة لإيران، إذ يشغلها عدم حصولها على السلاح النووي أو الاقتراب من عتبة تصنيعه.
نهج إيران
دائمًا ما يشير المسؤولون في إيران إلى انتظارهم تقييم نهج الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه بلادهم، لكن محلل العلاقات الدولية، بيروز مجتهد زاده، أشار إلى أن تصريحات ترامب دفعت الأجواء في اتجاه، أنه سيتبع سياسة الضغط الأقصى على إيران. ما يعني أن طهران هي التي عليها أن تعدل من سياستها الخارجية ونهجها في التعامل مع الغرب.
وأوضح السياسي الإيراني في صحيفة آرمان امروز، أن إيران في حاجة إلى مراجعة سياستها الخارجية طالما لم تثمر طوال هذه السنوات، فإيران ليست منافسًا للولايات المتحدة الأمريكية لا على المستوى الدولي أو حتى الإقليمي. والأولوية لمصالحها الوطنية وليس لبناء تصورات غير واقعية حول تهديد الهيمنة الأمريكية في العالم.
فرصة ترامب
أستاذ العلوم السياسية، علي بكدلي، أكد أن إدارة ترامب تمثل فرصة بالنسبة لإيران، إذ أظهرت الولاية الأولى لرئاسته أنه يعطي الأولوية للمصالح الاقتصادية ويتجاهل قضايا حقوق الإنسان، فلديه شخصية تجارية تجيد عقد الصفقات.
وأوضح الأكاديمي الإيراني، أن عودة ترامب قد تكون فرصة أو تهديدًا لسياسة إيران الخارجية، إذا كان سلوك إيران عقلانيا وذكيا، فإن ترامب هو صانع الصفقات ولن يعتبر تهديدًا.
وأضاف: رغم أن إيران تمكنت من البقاء محصنة من العقوبات الأمريكية منذ تولي الرئيس السابق جو بايدن منصبه، لكن مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فإن الاقتصاد الإيراني مهدد بالوقوع مرة أخرى تحت وطأة العقوبات الغربية.
الوقت مناسب
خبير القضايا الدولية، عبد الرضا فرجي راد، أشار إلى أن ترامب اليوم على عكس إدارته الأولى، فقد اكتسب خبرة ولا يريد تكرار أخطائه مع إيران، ولذلك سيحاول تقديم مقترحات للوصول معها إلى صفقة مشتركة. وأوضح الخبير الإيراني في صحيفة تجارت، اليوم الخميس، أن الظروف الآن مهيأة لبدء المفاوضات بين إيران وإدارة ترامب الجديدة.
وأضاف: أصبح ترامب الآن يعرف الكثير عن إيران ويعرف ما هو موقعها الأساسي في منطقة الشرق الأوسط. وهو لا يسعى بأي حال من الأحوال إلى تأجيج أجواء التوتر معها. والأولوية بالنسبة له هي استعادة وإحياء القوة الاقتصادية لأمريكا في العالم. ويبدو أن الظروف مهيأة لبدء المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
البحث عن صفقة
أشار فرجي راد إلى أن ترامب لن يوقع ترامب إلا على اتفاق يضمن المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة، وهو حريص على ذلك الاتفاق في ظل الاتفاقيات الاستراتيجية التي عقدتها إيران مع روسيا والصين، وهو ما يدفع ترامب إلى البحث عن صفقة مع طهران على غرار تلك الاتفاقيات.
وأوضح الخبير الإيراني، أن ممثل الرئيس الإيراني في تطوير سواحل مكران، علي عبد العلي زاده، قد صرح بالترحيب بالشركات الأمريكية بالاستثمار في إيران سواء تم الاتفاق مع واشنطن أم لا. وهذا يعني أن واشنطن وطهران قد أدركا أهمية المسألة الاقتصادية للتعاون بينهما. ولذلك فإن الشرط الأساسي لأي اتفاق مع الحكومة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، التي لها ممارسات وأفكار تجارية، هو الاستفادة من الاقتصاد أو التعاون التجاري المشترك.
وتابع: إن ترامب لن يوقع على أي اتفاق يحرم الأمريكيين من فوائده الاقتصادية. وإن الضمان الرئيسي للالتزام الأمريكي بالاتفاق مع إيران لا يمكن إلا أن يكون المصالح التجارية المشتركة.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق