أصدر بنك الاستثمار جي بي مورجان، أمس الخميس 23 يناير 2025، تحذيرًا بشأن احتمالية توقف مفاجئ لتدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

ووفقًا لوكالة أنباء “رويترز”، تأتي هذه المخاوف في ظل سياسات “أمريكا أولًا” التي يتبعها الرئيس دونالد ترامب، حيث تعزز الاقتصاد الأمريكي وتجذب رؤوس الأموال بعيدًا عن الدول النامية.

الاقتصادات الناشئة

وأعرب محللون عن قلقهم من أن توقف هذه التدفقات قد يحرم الاقتصادات الناشئة من الموارد المالية الضرورية للنمو أو حتى للحفاظ على استقرارها.

وتشير بيانات داخلية من البنك إلى تخارج صافٍ لرؤوس الأموال بلغ 19 مليار دولار من الأسواق الناشئة، باستثناء الصين، خلال الربع الأخير، مع توقع خروج 10 مليارات دولار إضافية في الربع الأول من هذا العام.

وقال البنك في مذكرة بحثية “ببساطة، وباستخدام التعريف الأكاديمي الذي يشيع قبوله، فهذا يشير إلى أن الأسواق الناشئة باستثناء الصين على وشك توقف مفاجئ”، وإن هذه الظاهرة “يتعين عدم التعامل معها باستهانة”.

تشديد الظروف المالية

لا ينشأ التباطؤ الحالي في تدفقات رأس المال عن حدث مرتبط بالأسواق الناشئة، بل بسبب تشديد الظروف المالية على مستوى العالم لأن تعهدات ترامب بزيادة الرسوم الجمركية وخفض الضرائب عزز احتمال بقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول.

وأضاف “جيه.بي مورجان” أنه مع وضع هذا في الاعتبار “ليس هذا وضع تتعرض فيه بلدان أسواق ناشئة بعينها لضغوط وتواجه ضغوطا في ميزان المدفوعات أو العملة كما كان الحال بين عامي 1998 و2002 وعامي 2013 و2015”.

موجة بيع تحوطية عالمية

كتب المحللون أن القضية لا تتعلق أيضا باقتصاد أمريكي ضعيف دفع إلى موجة بيع تحوطية عالمية “بل القضية تتعلق باقتصاد أمريكي قوي ومخاطر سياسات تسحب التدفقات من الأسواق الناشئة”.

وقال البنك إن مسار تطورات الوضع من الآن سيتوقف على ما سيفعله ترامب ومدى قوة البيانات الأمريكية الرئيسة في الوظائف والتضخم ومبيعات التجزئة، بما يكفي للتأثير على تحركات أسعار الفائدة في مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي).