تحديات أمام ترامب في الـ 100 يوم الأولى.. منها "نقل المهاجرين غير الشرعيين إلى خارج الحدود"

0 تعليق ارسل طباعة

ذكرت صحيفة ميامي هيرالد الأمريكية أن العالم ينتظر أولى خطوات تنفيذ البرنامج الدبلوماسي للرئيس ترامب إلى جانب محاولة إنهاء الحرب في أوكرانيا.

ويركز المراقبون على حقيقة أنه على مدار السنين في السياسة الأمريكية تخصص الـ100 يوم الأولى من حكم أي إدارة جديدة لرسم صورة هي المرغوب في تصديرها للرأي العام. فما هي طبيعة السياسات المتوقعة خلال الأعوام الأربعة التالية وفي الـ100 يوم الأولى؟

يرى المراقبون أن الواقع الأول هو محاولة تنفيذ البرامج الانتخابية خلال العام الماضي التي سمعها الناخب لأشهر، والثاني هو تدشين الحدود الطبيعية لأهداف الحملة الانتخابية بعد تسلم الإدارة الجديدة السلطة في البيت الأبيض ومختلف الوزارات.

ومن المنتظر أن تواجه إدارة ترامب الثانية الآلية ذاتها، فالمبدأ يبقى قائمًا، وتجلى ذلك على الأقل منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة، مع إدارة جورج بوش الأب وفترة رئاسة بيل كلينتون وبعدها فترة بوش الابن، ومن هناك إلى ثمانية أعوام للرئيس باراك أوباما، وأربع سنوات أولى للرئيس المنتخب دونالد ترامب، ثم أربع سنوات لجو بايدن، والآن بداية عهد رئاسي ثانٍ للرئيس ترامب.

وفي كل مرة تنتقل السلطة من فريق سياسي إلى آخر، ومن رئيس إلى آخر تأتي الـ 100 يوم، ومضت الصحيفة في تلخيص أهمية الأيام المائة وتكمن في التحقق من أن هناك ما تريده أية إدارة جديدة وسط الوقائع العالمية والتطورات المتسارعة.

وحاولت الصحيفة استشراف ما يمكن أن يكون في الـ 100 يوم الأولى لإدارة ترمب، وما هي المواقف الأساسية التي اتخذتها قيادته خلال حملته الانتخابية من ناحية، والحدود التي يمكن أن تتبدل في التصورات، وتفرز أمرًا واقعًا ما بين الوعود الانتخابية من ناحية، والحال الدولية والإقليمية والداخلية من ناحية أخرى، وهناك الملفات الخارجية وما يرتبط بها في السياسة الداخلية.

أولًا، إقفال الحدود أمام المهاجرين غير الشرعيين من ناحية، وملف الذين دخلوا. فالمبادرة التي يشجعها ترامب هي أن يتم إخراجهم إلى خارج الحدود وربما إعادة السماح لهم بالدخول ببرامج قانونية. ومما لا شك فيه أن إدارة ترامب الثانية ستركز في أيامها الأولى أو الأسابيع الأولى على معركة الحدود، مما يعني أنها ستعلن الجهود لإقفال هذه الحدود في ولايات عدة، بخاصة مع المكسيك، مما يعني زيادة القوات الأمنية والإدارات التي تهتم بحماية الحدود ومنع المهاجرين غير الشرعيين والسماح للمهاجرين الشرعيين بالدخول.

وهذه المرحلة قد تكون أسهل من المرحلة الثانية بالنسبة إلى إدارة ترامب. لماذا؟، لأن السلطة الجديدة لها أجهزة قادرة. في الماضي، ما أقلق الرأي العام حول مسألة حماية الحدود كان السياسة التي اعتمدتها إدارة أوباما، ولم تكُن تتعلق بعدم قدرة الولايات المتحدة اللوجستية والأمنية، بل كانت أوامر تأتي من البيت الأبيض تطلب من السلطات على الأرض أن تعترض دخول هذه الجماعات الكبيرة.

ولو كانت هناك أوامر بعدم السماح، لما حدث دخول كبير من هذا النوع إذ إن في الولايات المتحدة اليوم أكثر من 10 ملايين من المهاجرين غير الشرعيين، وربما تكون الأعداد أكبر من ذلك. والمرحلة الأولى ستكون بإعلان من البيت الأبيض والوزارات المعنية أن المهاجرين غير الشرعيين الذين دخلوا، تحت أي ظرف، بطريقة غير شرعية أراضي الولايات المتحدة، سيتم الإمساك بهم. إن القرار الوحيد هو إخراجهم إلى خارج هذه الحدود بطريقة أو بأخرى، وثانيًا ستبدأ الإدارة بالعمل مجددًا على ما يسمى "الجدار الحدودي".

وسترى الإدارة الجديدة ما بإمكانها أن تصوره للجمهور على أنها ستعود لبناء الجدار واستكماله، وثانيًا على مستوى منع المهاجرين غير الشرعيين من الدخول، وانتشار أوسع لقوات حرس الحدود، وربما يتم الاستعانة بألوية الحرس الوطني في كل الولايات المحاذية للحدود مع المكسيك. وهذا الرئيس سيحصل على صور يمكن استخدامها في الإعلام وإعلان النجاح في ثلاثة أشهر كمرحلة أولى.

أما المشروع الثاني، فهو يتعلق بإعادة نقل المهاجرين غير الشرعيين إلى خارج الحدود. وهذه المرحلة لن تكون لها نتائج مباشرة، ولكن ستكون هناك مواقف للأجهزة التي ستعالج هذا الموضوع، وأهمها إعلان بيانات مفصلة حول كيفية توجه هؤلاء غير الشرعيين للتسجيل لدى مراكز الهجرة ومراكز الشرطة، مما يعني أنه ستكون هناك جهود كبيرة وبيانات كبيرة تسبق عملية إخراج المهاجرين، وهنا سوف يكون التحدي أكبر على صعيد معركة ضبط الحدود ومعالجة الهجرة غير الشرعية.

وفي الملفات الخارجية يبدو أن هناك سباقًا بين كل هذه الملفات، وكتبنا في الماضي أن الأولويات من الممكن أن تحصل في الوقت نفسه، إلا أن إدارة ترامب حددت أهمية هذه الأولويات بالنسبة إلى الأمن العالمي.

وقد نرى تنفيذ البرنامج الدبلوماسي للرئيس ترامب إلى جانب محاولة إنهاء الحرب في أوكرانيا، وكما ذكرنا سابقًا أن الأولوية في تلك السياسة الجديدة ستكون في التوصل إلى وقف إطلاق النار، وربما أن بعض هذه المفاوضات قد حدث بوساطة عبر جرعات، ولكن بصورة غير رسمية بين فريق ترمب وروسيا وأوكرانيا. والهدف الأول هو التوصل إلى إعلان مشترك، ليس من الواضح إذا كان بحضور الزعماء أو عدم حضورهم، ولكن هذا الإعلان المشترك إلى وقف العمليات العسكرية وإطلاق النار على الحدود بمثابة بداية للمفاوضات وليس نهاية لها.

في الـ 100 يوم الأولى بعد التسلّم، هذا ما يمكن تحديده، وطبعًا على طريقة ترامب ستكون هناك صورة لاجتماع ما يتم فيه إعلان وقف إطلاق النار على أمل مفاوضات لإنهاء الحرب.

بعد ذلك إلى الشرق الأوسط حيث الأمور معقدة وصعبة، لكن الإدارة ستبدأ في الـ 100 يوم الأولى بإنجاز اتفاق إنهاء مشكلة غزة ويجري العمل على ذلك الآن.

ومن أهم ما يريد إنجازه الرئيس في أول 100 يوم أن يرى وقفًا لإطلاق النار، ولكن إعلانًا يأتي من الأطراف على الأرض، بما في ذلك بالطبع إسرائيل ودول عربية لتنظيم وقف إطلاق النار وتخلي حركة "حماس" عن العمل العسكري من دون أن يعني ذلك أنها ستتخلى عنه بصورة مباشرة وفورية، ولكن هذا الإعلان مطلوب غربيًا ودوليًا لكي تبدأ المفاوضات على المدى الطويل.

وليس واضحًا إذا كان ممكنًا حل مشكلة الرهائن بالكامل ووقف إطلاق النار في الـ100 يوم المقبلة، ولكن ربما يعطي أي إعلان عن تطورات جديدة دفعًا لإدارة ترمب بأنها قادرة على التواصل بين مختلف الأطراف، لا سيما بعد منع النظام الإيراني من تواصله مع "حماس" و"حزب الله"، أضف إلى ذلك ما جرى في سوريا من إسقاط نظام بشار الأسد، بالتالي منع "الحرس الثوري" من أن يستعمل سوريا ليدعم "حزب الله" و"حماس"، إذ إن الرئيس ترامب شخصيًا يريد التوصل إلى إعلان ما حول إيقاف حرب غزة، وهو يضغط على كل الأطراف للتوصل إلى هدف كهذا، ولكن هذه المسألة قد تكون أكثر تعقيدًا مما يريده الرئيس.

معادلة "حماس"

يبدو أن حماس تريد أولًا أن تؤمن على بقائها على الأرض وبقائها مسلحة، ولو بطريقة غير متفق عليها ما ينتج معادلة تعيد عبرها الرهائن الإسرائيليين، وقد يكون هناك خيار احتمال قيام مبادرة دولية عربية بتأمين بعض مناطق غزة وتؤمن مظلة، ولو غير مباشرة، لـ"حماس".

سوريا

كما يبدو أن الرئيس ترامب لم يحدد بعد خططه النهائية، وفريق عمله سينكبّ على هذا التطور السريع الذي لم يكُن في الحسبان، وهناك أسئلة عدة أولها ما سيكون عليه موقف واشنطن من "هيئه تحرير الشام"، وهي النظام القائم حاليًا في سوريا، وسيكون هناك التحليل المركزي في البيت الأبيض وتأثيرات متناقلة من قبل المستشارين والأجهزة أن هناك من سينصح الرئيس بطبيعة العلاقة مع النظام الإسلامي الجديد.

وخلال مرحلة أولى، سينصح فريق بالتفاوض مع من يعتبرهم قوة أمر واقع أما الفريق الآخر، فسيقترح معالجة أو إدارة الأزمة الحالية والمواجهة الحالية مع بقاء الاتصالات مع كل الأطراف، بما فيها "هيئه تحرير الشام" و"قوات سوريا الديمقراطية" و"قوات الدفاع الدرزي" في الجنوب، وأيضًا المكونات من المسيحيين والعلويين والمجتمع المدني. وقد يشجع هذا الفريق الرئيس ترامب على إشراك الدول العربية في هذه الآلية إضافة إلى تركيا، ويقوم التحالف العربي أو المعادلة الحالية لهذا التحالف بدور كبير.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق