تعدين الذهب غير القانوني "الكوكايين الجديد" في الأمازون.. إيراداته 48 مليار دولار سنويًا (فيديو)

0 تعليق ارسل طباعة

اقرأ في هذا المقال

  • تتسارع أنشطة تعدين الذهب غير القانوني في غابات الأمازون.
  • أسعار الذهب تلامس مستويات قياسية غير مسبوقة.
  • تعدين الذهب بشكل غير قانوني مصحوب بتداعيات بيئية خطيرة.
  • هناك 4.472 منطقة لتعدين الذهب غير القانوني في الأمازون.
  • يأتي 20% من إنتاج سبائك الذهب عالميًا من أنشطة التعدين غير القانوني.

تتسارع أنشطة تعدين الذهب غير القانوني في غابات الأمازون من قِبل عصابات الاتجار بالمخدرات، في أعقاب الزيادة القياسية التي شهدتها أسعار المعدن الأصفر في السنوات الأخيرة.

وتُعد عمليات التعدين غير القانوني للذهب بمثابة "الكوكايين الجديد" في أميركا الجنوبية؛ إذ أضحت ملاذًا للمنظمات الإجرامية التي كانت تركز في السابق على تجارة المخدرات والأسلحة، لكون الأولى أكثر ربحية وأسهل من حيث الغسل وأقل خطورة نوعًا ما.

ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تلامس إيرادات صناعة تعدين الذهب غير القانوني في منطقة الأمازون نحو 48 مليار دولار سنويًا.

وجاء التوسع الكبير في تجارة الذهب غير القانونية مقترنًا بتداعيات بيئية بالغة الخطورة؛ لما تسببه أنشطة تعدين ذات الصلة من إزالة الغابات، وتسميم النظم البيئية بعنصر الزئبق، وتهديد الأنواع المحمية، وتدمير الأراضي الأصلية.

وتؤثر أنشطة التعدين تلك سلبًا في أكثر من 17% من المناطق الطبيعية المحمية في الأمازون و10% من أراضي الشعوب الأصلية التي تسكن المنطقة.

اندفاع متهور

دفعت أسعار الذهب القياسية عصابات الاتجار في المخدرات إلى الاندفاع المتهور نحو أنشطة تعدين المعدن النفيس غير القانوني في غابات الأمازون؛ لما تدره من أرباح خيالية تزيد حتى على نظيرتها من تجارة الكوكايين في أكبر بلدين منتجين لهذا المخدر في أميركا الجنوبية وهما بيرو وكولومبيا.

ويبلغ عدد المناطق التي تشهد أنشطة تعدين الذهب غير القانوني في منطقة الأمازون 4.472، يقع نصف تلك المناطق في البرازيل وقرابة الثلث في فنزويلا، وفق أرقام صادرة عن شبكة الأمازون للمعلومات الاجتماعية والبيئية آر إيه آي إس جي (RAISG).

ويوجد عمال المناجم المتهورون، المعروفون باسم غاريمبيروس (garimpeiros)، في المنطقة منذ نحو قرن من الزمان، وكانت تتسبب أنشطتهم بإزالة الغابات وتلويث المياه.

غير أن حملة صارمة تطلقها حاليًا السلطات الفيدرالية البرازيلية ضد الجرائم البيئية وارتفاع أسعار الذهب بمستويات قياسية، قد غلّفت صناعة تعدين الذهب بمزيد من عدم اليقين.

وكشفت زيارات ميدانية إلى مواقع تعدين الذهب في الأمازون -إلى جانب مقابلات مع عشرات مع عمال المناجم والخبراء والسكان المحليين والمسؤولين- النقاب عن عالم وقعت فيه صناعة عمرها عقود تحت سطوة عصابات المخدرات.

وقال المدّعي العام الفيدرالي المكلف بالتحقيقات في أنشطة التعدين غير القانوني في جميع أنحاء الأمازون أندريه لويز فيريرا كونيا: إن "المنظمات الإجرامية المتخصصة في الاتجار بالمخدرات منذ مدة طويلة قد اكتشفت سوقًا جديدةً".

وأضاف: "إنها تصنع دولًا موازية في منتصف غابات الأمازون، وهذا أمر مرعب"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

تعدين الذهب غير القانوني
منطقة تعدين ذهب غير قانوني في الأمازون - الصورة من mongabay

20% من الإنتاج غير شرعي

يأتي قرابة 20% من إنتاج سبائك الذهب عالميًا من أنشطة التعدين صغير النطاق غير الرسمي، ويُطلق على المنتجين أحيانًا اسم "عمال المناجم الحرفيين"، لكنها صناعة غير قانونية عادةً، ولا تُفرَض عليها ضرائب، وغالبًا ما تنتهك اللوائح البيئية وغيرها من المعايير التنظيمية الأخرى.

وفي البرازيل يُعد عمال المناجم عاملًا رئيسًا في تدمير غابات الأمازون، وعالميًا فإن قطاع تعدين الذهب هو المصدر الأكبر للتلوث بالزئبق، متجاوزًا بذلك محطات الكهرباء العاملة بالفحم، وفقًا لدراسة أجرتها الأمم المتحدة.

وتجذب أنشطة تعدين الذهب الذي يُعد غالبًا أقدم مهنة في العالم، على مدار آلاف السنين، شخصيات من عالم الجريمة، وكانت تلك الأنشطة دائمًا مدعومة بحمى أسعار الذهب، التي منحت عمال المناجم غير الشرعيين حافزًا أكبر للتنقيب عن المعدن الأصفر بأي طريقة ومهما كان الثمن.

أسعار قياسية

ارتفعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 27% في عام 2024، ولامس المعدن أعلى مستوى له على الإطلاق مستقرًا عند 2790.10 دولارًا للأوقية في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مسجلًا زيادة بأكثر من الضعف منذ نهاية عام 2018.

وفي البرازيل بدأت أنشطة تعدين الذهب غير القانونية في الارتفاع إلى مستوى آخر في عهد حكومة الرئيس السابق جايير بولسونارو، المتطرف المعروف بتأييده لعمال المناجم "غاريمبيروس" والذي سبق أن ألغى تمويلات مخصصة لمكافحة الجرائم البيئية، وشجّع أنشطة إزالة الغابات لصالح النمو الاقتصادي.

لكن عندما وصل الرئيس لويس إناسيو لولا دا سيلفا، المنافس اليساري لـ"بولسونارو"، إلى سُدة الحكم في عام 2023، أطلق حملة مسلحة واسعة ضد "غاريمبيروس"، شملت أحيانًا مداهمات مميتة بوساطة قوات الشركة على أوكار هؤلاء العمال.

وقالت الوزيرة الوطنية لشؤون المخدرات في البرازيل مارتا ماتشادو، إن "الافتقار إلى الرقابة" في عهد الحكومة السابقة منح الفرصة لتجار المخدرات والفصائل للانتقال إلى غابات الأمازون واحتلال تلك المساحة".

وعلى الرغم من أن المداهمات الأمنية قد أسفرت عن غلق بعض عمليات تعدين الذهب غير الشرعية؛ فإنها دفعت آخرين إلى التوغل أكثر في السوق السوداء التي لا يجد فيها المجرمون المتشددون رادعًا من الرقابة الأمنية المتزايدة.

عمال تعدين غير قانوني في الأمازون
عمال تعدين غير قانوني في الأمازون - الصورة من "بي بي سي"

مقابلات حية مع "غاريمبيروس"

أجرى أستاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة الفيدرالية رورايما رودريغو تشاغاس، مقابلات حية مع عمال المناجم "غاريمبيروس" لسنوات في إطار بحثه الذي تناول الجريمة في الأمازون.

وفي أوائل عام 2019 قال تشاغاس إنه لم يسمع شيئًا على الإطلاق عن أعضاء العصابة في مخيمات التعدين، مضيفًا: "لكن بحلول عام 2022، كان المخيم مليئًا بتجار المخدرات".

وظهر أول دليل دامغ على هذا التطور في عام 2021 في مستوطنة باليميو الأصلية الواقعة على نهر أوراريكويرا، حينما تعرضت للهجوم من قِبل "غاريمبيروس" المرتبطين بما يسمى بـ"فيرست كابيتال كوماند"، وهي مجموعة الاتجار بالمخدرات الأكثر كفاءة وتنظيمًا في البرازيل والمعروفة باسم بي سي سي (PCC).

وفي اليوم التالي، أطلق نفس رجال تلك العصابة النار على ضباط الشرطة الفيدرالية الذين وصلوا لتأمين البلدة.

ذهب غير قانوني

خلال المدة من عام 2015 إلى عام 2020، كان نحو نصف الذهب المنتَج في البرازيل، والذي يزن 229 طنًا بقيمة تزيد على 20 مليار دولار بالأسعار الحالية، غير قانوني أو من أصل مشبوه، وفق تقديرات منظمة إنستيتوتو إسكولهاس (Instituto Escolhas) البحثية، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

واستأثرت إيتايتوبا، وهي العاصمة غير الرسمية لتجارة الذهب غير القانونية في البرازيل، وبلديتان مجاورتان، بإنتاج أو غسل 86% من إجمالي الذهب غير الشرعي في البرازيل خلال المدة بين عامي 2019 و2020، وفق تقرير صادر عن المدعين الفيدراليين.

وعبر دعم عمليات تعدين الذهب، لا تستفيد العصابات من عائداتها فحسب، بل تستعمل الذهب نفسه بوصفه عملةً غير قابلة للتتبع، ويمكنها أيضًا غسل أموال الكوكايين عبر سوق المعادن النفيسة.

ويوضح الفيديو أدناه جوانب من تعدين الذهب غير القانوني في منطقة الأمازون:

" title="YouTube video player" frameborder="0">

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. حمى أسعار الذهب تزيد اندفاع تجار المخدرات نحو أنشطة تعدين هذا المعدن النفيس في غابات الأمازون.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق