ارتفاع طلب الصين على الكهرباء يهدد جهود المناخ العالمية

0 تعليق ارسل طباعة
4

بات ارتفاع الطلب على الكهرباء في الصين قضية محورية في النقاشات العالمية حول التغير المناخي، فالصين، بوصفها أكبر مصدر للانبعاثات الكربونية في العالم، تمتلك دوراً حاسماً في خفض الانبعاثات لتحقيق أهداف المناخ العالمية.

ويكشف التقرير التالي، مدى تأثير وتهديد الانبعاثات الكربونية لجهود المناخ العالمية، ومن ثم ارتفاع طلب الصين على الكهرباء، وفقًا لموقع “الشرق بلومبرج”.

معضلة الكهرباء والانبعاثات

رغم تقدم الصين الكبير في تبني مصادر الطاقة النظيفة، فإن النمو السريع في استهلاك الكهرباء بات يشكل تحدياً أمام جهود تقليل الانبعاثات.

شهد العام الماضي نمو استهلاك الكهرباء في الصين بنسبة 6.8%، وهو معدل يفوق بكثير نمو الاقتصاد نفسه، ويعد الأعلى منذ 15 عاماً.

ويعيق هذا الطلب المتزايد بشكل كبير محاولات الصين لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، خاصةً أن قطاع الكهرباء يعتمد بشكل كبير على الفحم، الذي يُعد المصدر الرئيسي للطاقة.

النمو الاقتصادي وقوة التصنيع

وفقًا للخبير لوري ميليفيرتا من مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، فإن الطلب على الطاقة واستهلاك الكهرباء يعدان العاملين الأكثر تأثيراً على تقلبات الانبعاثات، مضيفًا أن التغيرات في السياسات الدولية والتوترات التجارية قد تُحدث تقلبات إضافية في هذا المجال.

لطالما ارتبط استهلاك الكهرباء بالنمو الاقتصادي في الصين، وكان رئيس الوزراء الأسبق لي كه تشيانغ قد أشار إلى أن استهلاك الكهرباء يمثل مؤشراً أكثر دقة على النشاط الاقتصادي من الناتج المحلي الإجمالي الرسمي.

في السنوات الأخيرة، تغيرت العلاقة بين النمو الاقتصادي واستهلاك الطاقة، حيث اعتمدت الصين على التصنيع لتعزيز الاقتصاد بعد جائحة كوفيد-19، وشهدت السنوات الخمس الأخيرة تجاوز نمو استهلاك الكهرباء لنمو الناتج المحلي الإجمالي في بعض الفترات.

تأثير القطاع الصناعي

يتوقع مجلس الكهرباء الصيني أن يستمر استهلاك الكهرباء في النمو بمعدل 6% سنوياً حتى عام 2025، ويعزى ذلك إلى التحول المستمر نحو الصناعات التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، مثل إنتاج النحاس والألمنيوم والبتروكيماويات.

يشكل القطاع الصناعي حوالي ثلثي استهلاك الكهرباء في الصين. ورغم تباطؤ قطاع العقارات وتراجع إنتاج الصلب والأسمنت، فإن إنتاج مواد أخرى مثل الألمنيوم والبتروكيماويات سجل مستويات قياسية العام الماضي.

وساهم توجه الرئيس شي جين بينج نحو تطوير “قوى إنتاجية جديدة ذات جودة عالية” في تعزيز الطلب على الطاقة لإنتاج سلع متطورة، مثل الأدوية الحيوية والسيارات الكهربائية والألواح الشمسية.

النقل والطاقة النظيفة

شهد قطاع النقل تحولاً كبيراً نحو الكهرباء، مع ازدهار مبيعات السيارات الكهربائية التي زاد الطلب على شحنها بنسبة 38% العام الماضي، ورغم من أن شحن السيارات الكهربائية يزيد من الضغط على شبكة الكهرباء، فإنه يمثل خطوة إيجابية للمناخ، حيث تعد المحركات الكهربائية أكثر كفاءة من محركات الوقود التقليدي.

من المتوقع أن تلعب مراكز البيانات دوراً متزايداً في استهلاك الطاقة، مع تقديرات تشير إلى أنها ستشكل 5% من إجمالي استهلاك الكهرباء بحلول عام 2030، مقارنة بـ1.6% فقط في عام 2023.

إلى جانب ذلك، تسببت موجات الحر التي اجتاحت الصين خلال السنوات الثلاث الماضية في ارتفاع مبيعات مكيفات الهواء، مما أدى إلى زيادة استهلاك الكهرباء بشكل كبير خلال فترات الذروة الصيفية.

إشارات على تباطؤ التصنيع

رغم هذا النمو الهائل في استهلاك الطاقة، تشير بعض المؤشرات إلى احتمالية تباطؤ طفرة التصنيع في الصين، فقد تراجع نمو الطلب الصناعي على الكهرباء في الأشهر الأخيرة من عام 2024، وفقاً لتقارير “مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف”.

ومع استعداد الحكومة الصينية للكشف عن حزمة تحفيز اقتصادي جديدة، ووسط التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، تبقى الكثير من الشكوك حول مستقبل الاقتصاد الصيني ومساره نحو تحقيق أهداف خفض الانبعاثات.

اقرأ أيضا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق