الأحد، 26 يناير 2025 11:27 م 1/26/2025 11:27:24 PM
أثار مقترح تعريب العلوم الطبية بجامعة الأزهر حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة، بعد إصدار بيان الجامعة بتعريب العلوم الطبية.
ونستعرض لكم في هذا التقرير أبرز الدول التي تُدرس المواد الطبية بلغاتها القومية: ألمانيا، روسيا، فرنسا، سوريا، إيطاليا، البرازيل، كندا، المكسيك، أستراليا.
أكد الأستاذ الدكتور أحمد زارع، المتحدث الرسمي باسم جامعة الأزهر، أن ما يُثار حول إلغاء اللغة الإنجليزية في المناهج الدراسية الطبية بالجامعة غير صحيح.
دعم للقومية دون إلغاء الإنجليزية
وقال متحدث جامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لموقع “بصراحة الإخباري”، إن الهدف من المشروع هو ترجمة المواد الطبية إلى اللغة العربية، دون المساس بتدريس اللغة الإنجليزية، بهدف الحفاظ على الهوية القومية وتطوير مهارات الطلاب اللغوية.
وأضاف: "نحن لا نسعى لإلغاء اللغة الإنجليزية، بل نهدف إلى خلق طالب متميز في لغته القومية ومتفوق في اللغات الأخرى".
وأوضح زارع أن الطلاب سيحصلون على المناهج الطبية باللغة العربية إلى جانب النسخة الإنجليزية، مما يتيح لهم دراسة العلوم بلغتهم القومية وفي الوقت ذاته تنمية مهاراتهم في اللغة الإنجليزية.
الدول المتقدمة تدرس بلغتها القومية
وأشار الدكتور أحمد زارع إلى أن الدول المتقدمة مثل اليابان، فرنسا، وألمانيا تعتمد في تدريس العلوم على لغاتها القومية، مما ساهم في تحقيق قفزات علمية مذهلة، مستشهدًا بالإسهامات الكبيرة التي قدمها الأطباء السوريون في مجال الطب بألمانيا، حيث يوجد أكثر من 5000 طبيب سوري يسهمون بشكل فعّال في المنظومة الصحية الألمانية.
وأكد زارع أن المشروع لا يزال في إطار الحوار المجتمعي بين العلماء والخبراء، ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد، معلقًا: "نحن نعمل في إطار السياسة التعليمية العامة للدولة، مع الحفاظ على المنهج الأزهري الوسطي الذي ينفتح على كل الثقافات والبيئات".
إنجازات دولية للأزهر
واستعرض متحدث الأزهر الدور العلمي الدولي الذي يقوم به خريجو الأزهر، مشيرًا إلى أن الجامعة لديها علاقات علمية مع أكثر من 60 جامعة دولية، لافتًا إلى أن أبناء الأزهر يشغلون مناصب بارزة في الجامعات والمؤسسات الدولية، مثل الدكتور ياسر البطراوي رئاسة مجموعة التعامل مع الكوارث بالرابطة الدولية لجراحة العظام، وهي أكبر جمعية دولية متخصصة في هذا المجال، واختيار الدكتور عبد الحكيم عبدالله، رئيسًا للجمعية المصرية لجراحة العظام.
وفيما يتعلق بالانتقادات الموجهة للمشروع، شدد زارع على ضرورة أن يكون النقد بناءً وعلميًا، مؤكدًا أن الجامعة ترحب بمشاركة الخبراء وأهل التخصص في الحوار لضمان اتخاذ القرار الأفضل لمصلحة الطلاب والتعليم.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن مشروع الترجمة يهدف إلى الحفاظ على اللغة العربية في ظل التحديات العالمية، مع استمرار الانفتاح على كل الثقافات واللغات بما يضمن تطوير العملية التعليمية وتعزيز مكانة الأزهر عالميًا.
ومن جانبه، أكد الدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، أن قرار جامعة الأزهر بشأن تعريب العلوم يهدف فقط إلى تحسين اللغة العربية لدى الطلاب، وليس له علاقة بتغيير لغة تدريس مناهج كليات الطب أو الصيدلة.
المناهج كما هي
وقال حاتم في تصريحات خاصة لموقع “بصراحة الإخباري”: “إن المناهج الدراسية في القطاعات الصحية بجامعة الأزهر ستستمر كما هي باللغة الإنجليزية، سواء على مستوى البكالوريوس أو الدراسات العليا، بما يشمل الأبحاث العلمية للماجستير والدكتوراه”.
وأوضح رئيس صحة النواب، أن عميد كلية الطب بجامعة الأزهر نفى تمامًا الشائعات المتداولة حول تعريب مناهج الطب أو تغيير لغة التدريس، مشيرًا إلى أن اللغة الإنجليزية تُستخدم في جميع القطاعات الطبية بجامعة الأزهر، وأن الأبحاث تُنشر باللغة الإنجليزية، مثلما هو متبع في الجامعات العالمية الرائدة.
تعريب العلوم
وشدد على أن مصطلح "تعريب العلوم" يشير فقط إلى مبادرات تهدف لتعزيز اللغة العربية في مجال العلوم، وليس إلى التدخل في المناهج الدراسية موضحًا أن هذا الإجراء لا يمت بصلة إلى تغيير لغة التدريس الأساسية.
تقويم اللسان العربي
وجدير بالذكر، أصدرت جامعة الأزهر الشريف بيانًا بتشكيل لجنة من قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر، وذلك لتعريب الطب النفسي برئاسة الدكتور محمود عبدالرحمن حمودة، حيثُ يُعد ذلك كبداية لتعريب باقي أقسام كلية الطب بجامعة الأزهر.
واتخذ الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر قرارًا لتشكيل لجنة لبحث تعريب العلوم في مجالات منها: (الطب ـ الهندسة ـ الصيدلة ـ وغيرها)، مؤكدًا أن كافة هذه العلوم وضعت باللغة العربية وتمت ترجمتها للغات آخرى نقلًا عن العلماء المسلمين، مشيرًا إلى أنه آن الأوان أن نستعيد مكانتنا بالعودة إلى هويتنا في تلقي العلوم التي وضعنا نحن المسلمين أسسها، فابن سينا كَتب الطب بالعربية وجمعه في أرجوزة طويلة تبلغ ألف بيت كألفية بن مالك في علم النحو.
ودعا رئيس الجامعة إلى تقويم اللسان العربي والاهتمام بذلك منذ الصغر، وهو ما يتأتى بحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية والمقطوعات الشعرية والنثرية التي تصقل اللسان وتعوده على التحدث بالعربية، لا سيما في الوقت الحالي الذي بدأت فيه العربية تُهجر، وأصبحت الكلمات الأجنبية تجرى على لسان الأطفال؛ لانتشار المدارس الأجنبية التي تفرض لغتها علينا، وتجعلها لغة للتعلم والتعامل، موصيًا مؤسسات التعليم في وطننا العربي بفرض حفظ النصوص الأدبية على طلاب المدارس في مقرراتها التعليمية؛ حتى نواجه موجة التغريب التي تتعرض لها اللغة العربية والحرب الخفية ضدها.
0 تعليق