تراجعت الأسهم التكنولوجية في الأسواق الآسيوية الاثنين 27 يناير 2025، وسط قلق المستثمرين حول الاستثمارات العالمية في الذكاء الاصطناعي، بعد تطورات مفاجئة من شركة ديب سيك (DeepSeek) الصينية الناشئة.

وسجلت شركات الرقائق اليابانية، مثل ديسكو كورب وأدفانتست شريكة إنفيديا، تراجعات ملحوظة بنسبة 2.6% و8.8% على التوالي، بينما تراجع سهم شركة SMIC الصينية بنسبة 2.9%، وكانت توقعات الأسواق الأمريكية تشير إلى انخفاض أسهم إنفيديا بعد إغلاق يوم الجمعة الماضي، بحسب فايننشال تايمز.

منافس لـ ChatGPT

تأتي هذه الانخفاضات في ظل استيعاب الأسواق للتقدم الذي أحرزته “ديب سيك”، التي أطلقت الأسبوع الماضي نموذجها “R1” المنافس لنظام “ChatGPT” التابع لـ”OpenAI”، مما أثار تساؤلات حول جدوى ضخ الاستثمارات الضخمة في بناء تجمعات شرائح الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.

وقال مارك أندريسن، المستثمر في رأس المال الاستثماري، إن إطلاق “R1” يُعتبر بمثابة لحظة اطلاق القمر الصناعي سبوتنيك للذكاء الاصطناعي، في إشارة إلى تحذير الصناعة من تقدم مفاجئ من الصين في هذا المجال.

وتصدرت “ديب سيك” قائمة تحميلات التطبيقات في متجر “آب ستور” الأمريكي، حيث ادعت الشركة أنها تبني نماذج تنافسية بميزانية محدودة، ما دفع المتخصصين إلى التشكيك في الحاجة لاستثمار عشرات المليارات من الدولارات في تطوير رقائق الذكاء الاصطناعي.

ارتفاع أسواق الأسهم الصينية

قال متول كوتيشا، رئيس قسم الاقتصاد الكلي في بنك باركليز البريطاني، إن التفوق التكنولوجي الذي أظهرته الصين فاجأ الكثيرين، مضيفًا أن هذا التقدم كان حافزًا لتحول في مشاعر السوق.

وفي المقابل، شهدت أسواق الأسهم الصينية في هونج كونج ارتفاعًا، خاصة أسهم شركات مثل “تن ست” و”علي بابا”، وارتفعت أسهم شركة “آي فلاي تك” الصينية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي بنسبة 1.75%.

تراجع الأسهم اليابانية

من جانب آخر، شهدت الأسهم اليابانية الكبيرة تراجعات حادة، في مقدمتها شركة “فوروكاوا إلكتريك”، التي سجلت أكبر خسارة بنسبة 11.3%، وأوضح أحد مديري الصناديق اليابانيين أن هذه التراجعات يمكن أن تكون بداية لتصحيح في السوق الياباني، مشيرًا إلى أن المستثمرين بدأوا في تأجيل أو تقليص استثماراتهم في الشركات التي استفادت من الضخ الكبير للاستثمار في الذكاء الاصطناعي.

ورغم الهبوط في القطاع التكنولوجي، ارتفعت أسهم البنوك الكبرى في اليابان بنسبة 1% وسط توقعات بأن يؤدي رفع أسعار الفائدة إلى تعزيز الأرباح المحلية لهذه البنوك.