الاستثمارات العربية الصينية في قطاع الطاقة.. أبرز المشروعات والمجالات (تقرير)

0 تعليق ارسل طباعة

في السنوات الأخيرة، شهدت الاستثمارات العربية الصينية في قطاع الطاقة تصاعدًا ملحوظًا؛ ما بات يعكس مدى التعاون المثمر بين الجانبين.

وفي ظل التحديات الاقتصادية العالمية، أظهرت الصين والدول العربية رغبة متزايدة في تعزيز الشراكات الإستراتيجية لدفع عجلة النمو وتحقيق الاستفادة المتبادلة؛ ما جعل من هذه الاستثمارات نموذجًا يُحتذى به في التعاون الدولي.

وفي خضم هذه الشراكة، برزت الدول العربية بوصفها أحد أكبر المستثمرين في السوق الصينية؛ بفضل وفرة رأس المال والإمكانات لديها، في حين قدمت الصين تقنيات متطورة ومشروعات رائدة لتوسيع آفاق هذا التعاون.

ووفقًا لتقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تأخذ المشروعات العملاقة بين الجانبين حيزًا كبيرًا من المشهد الاقتصادي العالمي، وأصبحت الاستثمارات العربية الصينية في قطاع الطاقة عاملًا حاسمًا في رسم مستقبل أكثر استدامة، إذ يسعى الطرفان للاستفادة من الموارد والابتكار لدعم الانتقال إلى طاقة نظيفة ومستدامة.

ويعكس هذا التقارب رغبة الطرفين في استغلال المزايا التنافسية وتعزيز التكامل الاقتصادي من خلال مشروعات كبرى في مختلف مجالات الطاقة التقليدية والجديدة.

وفي هذا الإطار، يستعرض هذا التقرير، تفصيليًا، أهم مشروعات واتجاهات الاستثمارات العربية الصينية في قطاع الطاقة التي تعكس قوة العلاقات بين الطرفين، وفرص النمو المستقبلية.

مشروعات النفط والبتروكيماويات العربية في الصين

في الصين، تقود الشركات العربية والصينية مشروعات طموحة تُسهم في تطوير قطاع الطاقة، ومن أبرزها مشروع "قولي" المتكامل للتكرير والبتروكيماويات في مقاطعة فوجيان بجنوب شرقي الصين، الذي يُطوّر بالشراكة بين أرامكو السعودية وشركة سينوبك الصينية.

شعار شركة سينوبك الصينية
شعار شركة سينوبك الصينية - الصورة من رويترز

وتبلغ استثمارات هذا المشروع الضخم نحو 71.1 مليار يوان (9.7 مليار دولار)؛ ما يجعله أحد أكبر المشروعات الصناعية في المنطقة حتى الآن، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

*(اليوان الصيني = 0.14 دولارًا أميركيًا).

ويُبرز مشروع آخر مستوى التعاون المتنامي بين الجانبين، وهو مشروع الإيثيلين الذي تطوّره شركة سابك السعودية مع مجموعة فوجيان المحدودة للبتروكيماويات باستثمارات تصل إلى 44.8 مليار يوان (6.11 مليار دولار).

ويُتوقع أن يُسهم هذا المشروع في تحفيز استثمارات تتجاوز 200 مليار يوان (27.28 مليار دولار) في صناعات المنبع والمصب، وهو ما يعكس التأثير الاقتصادي الكبير لهذه الشراكة.

وفضلًا عن ذلك، شهد شمال الصين إنجازًا جديدًا لشركة أرامكو السعودية، إذ جرى الانتهاء من منصة بحرية لتجميع ونقل النفط والغاز في مدينة تشنغداو.

وتُعد هذه المنصة واحدة من أكبر المشروعات البحرية في العالم؛ ما يعزّز من مكانة الاستثمارات العربية الصينية في قطاع الطاقة بصفتها حافزًا رئيسًا للتنمية الاقتصادية.

استثمارات الطاقة المتجددة العربية في الصين

لم تقتصر الاستثمارات العربية الصينية في قطاع الطاقة على البتروكيماويات، وإنما شملت قطاعات تقنيّة وإستراتيجية أخرى.

فعلى سبيل المثال قدّمت شركة مبادلة الإماراتية استثمارات في أكثر من 100 شركة صينية منذ 2015، مع التركيز على مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا.

شعار شركة مبادلة الإماراتية
شعار شركة مبادلة الإماراتية

كما استثمر صندوق الاستثمارات العامة السعودي ملياري دولار في شركة لينوفو الصينية، ما يعكس تنوع التوجهات الاستثمارية.

وفقًا لتقرير لوكالة شينخوا الصينية، نقلًا عن بلومبرغ، بلغ حجم معاملات الشركات الشرق أوسطية في الصين خلال العام الماضي 2024 نحو 9 مليارات دولار، مع توقعات بازدياد هذه الأرقام في المستقبل.

التوسع الصيني في الدول العربية

في المقابل، تسعى الشركات الصينية لتوسيع حضورها في الأسواق العربية، إذ نفّذت مشروعات مبتكرة تعزّز من عمق التعاون بين الجانبين.

ففي قطر، دشّنت شركة يويتونغ الصينية أول مصنع لتجميع الحافلات الكهربائية في منطقة أم الحول الحرة، ما يُعد خطوة مهمة نحو تعزيز استعمال الطاقة النظيفة.

أما في الإمارات فأطلقت شركة ميتوان الصينية خدمات التوصيل بالطائرات دون طيار في دبي، ضمن جهودها لتطوير تقنيات متقدمة في مجال الخدمات اللوجستية.

آفاق التعاون العربي الصيني

مع استمرار الزخم الاستثماري، يتوقع الخبراء أن تشهد الاستثمارات العربية الصينية في قطاع الطاقة نموًا ملحوظًا خلال السنوات المقبلة.

ويشمل ذلك استثمارات في الطاقة المتجددة، والسيارات الكهربائية، والتقنيات الحديثة التي تعزّز من التحول نحو اقتصاد أخضر ومستدام.

السيارات الكهربائية الصينية

وأكدت تقارير صادرة عن شركة إرنست ويونغ العالمية للاستشارات، في ديسمبر/كانون الأول 2024، أن معدل النمو السنوي للاستثمارات الصينية المباشرة في الدول العربية شهد ارتفاعًا كبيرًا في عام 2023، ما يعكس أهمية هذه الشراكة في تحقيق التنمية الاقتصادية.

الخلاصة..

لا تُعد الاستثمارات العربية الصينية في قطاع الطاقة مجرد شراكة اقتصادية، وإنما هي رؤية مستقبلية تدعم الابتكار والتنمية المستدامة.

ومن خلال تعزيز التعاون في مشروعات كبرى وإستراتيجية، يتمكّن الطرفان من مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية وتحقيق منافع مشتركة تُسهم في رسم ملامح الاقتصاد العالمي الجديد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. أبرز مجالات الاستثمارات العربية الصينية في قطاع الطاقة من وكالة "شينخوا".
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق