اقرأ في هذا المقال
- الصين توسّع الفارق بينها وبين الهند بصفتها أكبر مستورد للفحم عالميًا
- ارتفعت واردات الصين من الفحم 14.4% في 2024
- ما يزال الفحم مكونًا رئيسًا في مزيج الطاقة في الصين
- أسعار الفحم المنخفضة عالميًا تُسهم في رفع مشترياته
- هبطت واردات الهند من الفحم الحراري 3% في 2024
واصلت الصين أكبر مستهلك للفحم في العالم توسيع الفارق بينها وبين الهند صاحبة المركز الثاني في قائمة أكبر مستوردي هذا الوقود الأحفوري الأكثر تلويثًا للبيئة عالميًا خلال العام الماضي.
وارتفعت واردات الصين من الفحم 14.4% إلى مستوى قياسي خلال عام 2024، بدعم من الهبوط في أسعار هذا الوقود عالميًا؛ ما حفّز المشترين على استبدال الواردات بالإمدادات المحلية.
وبذلك توسّع الصين الفارق بينها وبين الهند إلى أعلى مستوى منذ عام 2013 على الأقل، وفق آخر تحديثات قطاع الفحم العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ولامس إجمالي واردات أكبر مستهلك للفحم في العالم من تلك السلعة الأحفورية 542.7 مليون طن متري في عام 2024، ارتفاعًا من 474.42 مليون طن في العام السابق.
مكوّن رئيس في مزيج الطاقة
يعكس استمرار وجود أكبر مستهلك للفحم في العالم على رأس قائمة أكبر مشتري هذا الوقود الأحفوري عالميًا سياسة بكين الرامية إلى الحفاظ على الفحم بصفته مكونًا رئيسًا في مزيج الطاقة الوطني.
ويعزّز هذا التفوّق الصيني في واردات الفحم قبضة المارد الآسيوي على أسواق الفحم العالمية، كما يساعد في تفادي أي تراجع محتمل في الأسعار.
وتراجعت أسعار الفحم الحراري العالمية من مستويات قياسية كانت قد لامستها في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت شرارتها الأولى في 24 فبراير/شباط (2022)، غير أنها قد ارتفعت عن المتوسط بنسبة 50% خلال المدة من عام 2017 إلى 2019، وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية.
وقال مدير شركة التعدين الإندونيسية أومبلين إنرجي (Ombilin Energi)، راملي أحمد: "شهية الصين المرتفعة تتسبب في بقاء أسعار الفحم في نطاق المتوسط الحالي"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
واردات الصين من الفحم
استقرت واردات الصين من الفحم عند مستوى قياسي بلغ 542.7 مليون طن متري خلال العام المنصرم، صعودًا بأعلى من ضعف نظيراتها الهندية البالغة 250.2 مليون طن؛ لتزيد بكين بذلك الفجوة الضيقة مع نيودلهي التي ظهرت خلال السنوات الـ4 والتي سبقت تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" حينما كانت بكين تتصدّر بنسبة 26%.
وقال كبير الباحثين المتخصصين في أسواق الفحم لدى شركة "إل إس إي جي" (LSEG)، إن واردات الصين من الفحم شكّلت 41% من إجمالي حجم الواردات العالمية خلال العام الجاري (2025).
وعلى الرغم من أن التوقعات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية آي إي إيه (IEA) ومنصة أرغوس (Argus) تشير إلى انكماش في واردات الصين من الفحم بالمستقبل القريب، فإن الوكالة حذّرت من أن "واردات بكين من هذا الوقود الأحفوري الحساس جدًا للبيئة كثيرًا ما ارتفعت بأعلى من المتوقع خلال السنوات الأخيرة".
كما توقعت "أرغوس" تراجعًا في متطلبات بناء المخزون بالنسبة لمحطات الطاقة الصينية، وأن يؤدي تراجع حصة الفحم في توليد الكهرباء لدى البلد الآسيوي إلى هبوط وارداته من هذا الوقود هذا العام.
غير أن "أرغوس" قالت إن واردات الفحم الصينية ستقترب من مستويات عام 2024، نتيجة الطلب القوي من الصناعات، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
الصين مقابل الهند
أظهر مشترون صينيون أفضلية متزايدة للفحم المستورد خلال العام الماضي بفضل الحسومات المقدمة على الأسعار المحلية، في حين يُظهر الفحم المنتَج محليًا في الهند تنافسية أكبر في الأسعار نتيجة تراجع تكاليف الإنتاج، بحسب مصادر في الصناعة.
وسعت بكين ونيودلهي إلى تعزيز إنتاجهما من الفحم بهدف خفض فواتير الطاقة، غير أن قواعد التدقيق الخاصة بالمناجم في ثاني أكبر بلد تعدادًا للسكان في العالم، قد أسهمت في تباطؤ نمو الإنتاج لدى البلاد.
وهبطت واردات الهند من الفحم الحراري بنحو 3% خلال عام 2024، في حين زادت الواردات نفسها في الصين بنسبة 13% خلال الشهور الـ11 الأولى من عام 2024.
ووفق تقديرات صادرة عن شركة الاستشارات بيج مينت Bigmint زادت واردات الهند من فحم الكوك بنسبة 4.7% في عام 2024.
وبالمثل، ارتفعت واردات الصين من الوقود نفسه المستعمَل في تصنيع الصلب بنسبة 23% خلال الشهور الـ11 المنتهية في نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، وفقًا لبيانات إدارة الجمارك الصينية؛ ويُعزى هذا جزئيًا إلى الاضطرابات الناجمة عن حوادث المناجم في مركز الإنتاج الرئيس في محافظة شانشي شمال البلاد.
الفحم الإندونيسي أولوية
اتجه المشترون الهنود نحو الفحم الحراري الإندونيسي والجنوب أفريقي الأرخص ثمنًا، مفضلين إياه على نظيره المستورد من روسيا وأستراليا، وفق بيانات منصة بيغ مينت (Bigmint) المتخصصة في إعداد تقارير الأسعار ومعلومات السوق والاستشارات المتعلقة بالسلع.
وفي هذا الصدد قال مدير شركة آي إنرجي ناتشورال ريسورسيز (I-Energy Natural Resources) الهندية، فاسوديف بامناني: "في الوقت الذي أصبح فيه الفحم الروسي أقل تنافسية من حيث الأسعار، استعادت دول، مثل إندونيسيا وجنوب أفريقيا، موقعها بصفتها من المصدرين الكبار إلى الهند".
وفي عام 2024 ارتفعت واردات الصين من الفحم الحراري الآتية من روسيا ومنغوليا المجاورتين؛ ما قلل اعتماد بكين على إندونيسيا، أكبر مصدر للفحم، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت "أرغوس": "من المرجح أن يؤثر أي خفض في الطلب الصيني في الموردين الإندونيسيين أولاً، قبل أن يمتد هذا التأثير إلى موردين إقليميين آخرين أمثال كولومبيا أو جنوب أفريقيا"، وفق ما ورد في تقريرها السنوي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.الصين تواصل الحفاظ على لقب أكبر مستورد للفحم في العالم وتوسع الفارق مع الهند من رويترز.
0 تعليق