سلطت صحيفة جريك ريبورتر اليونانية الضوء على اكتشاف مدينة عمرها حوالي 3500 سنة في كوم النقوس بمصر، وتقع على بعد حوالي 27 ميلًا إلى الغرب من الإسكندرية.
وقد تحدت الاكتشافات الحديثة الافتراض السابق بأن المنطقة كانت مأهولة حصريًا خلال الفترة الهلنستية. فقد كشف فريق البحث، برئاسة سيلفان دينين، عن أدلة تشير إلى أن المستوطنة كانت مأهولة خلال عصور متعددة، يعود تاريخها إلى المملكة المصرية القديمة الحديثة. وتتميز هذه الأرض الواقعة بين البحر الأبيض المتوسط وبحيرة مريوط بتضاريسها المميزة على شكل حدوة حصان تسمى كوم.
وتكشف الدراسة التي نشرتها جامعة كامبريدج أنه على الرغم من النتائج الأولية التي تعود إلى عام 2013، والتي تشير إلى أن الأرض كانت مأهولة خلال الفترة الهلنستية، فإن الأدلة تشير الآن إلى أن الناس كانوا يعيشون في المنطقة لفترة أطول بكثير.
وقال الباحثون في بحثهم "على الرغم من أن الموقع من المفترض أنه تأسس في الفترة الهلنستية (332-31 قبل الميلاد)، إلا أن الحفريات في كوم النوجس/بلينثين كشفت عن بلدة كبيرة من القرن السابع قبل الميلاد".
وكان الاكتشاف الأساسي هو تحديد مستوطنة تعود إلى عصر الدولة الحديثة. ومن بين الاكتشافات البارزة غطاء جرة منقوش عليه اسم ميريت آتون، ابنة أخناتون ونفرتيتي، مما يشير إلى أن المدينة تأسست خلال الأسرة الثامنة عشرة (1550-1292 قبل الميلاد). ويُعتقد أنها كانت تركز على الأنشطة الزراعية، مع وجود مؤشرات على إنتاج النبيذ.
وكتب الباحثون: "إن الاكتشاف الأخير لمستوطنة كبيرة تعود إلى عصر المملكة الحديثة (حوالي 1550-1069 قبل الميلاد) في الموقع يساهم في إعادة تقييم التاريخ القديم لشمال مصر".
واكتشف علماء الآثار أدلة تشير إلى أن المستوطنة خضعت لعمليات إعادة بناء وإعادة تشكيل متعددة بمرور الوقت حيث سكنت مجموعات مختلفة المنطقة.
ومن بين الهياكل المكتشفة أنظمة الصرف المصممة لحماية جدران الأساس، بالإضافة إلى العديد من المباني التي من المحتمل أن تخدم أغراضًا متنوعة، بما في ذلك معبد يقع في موقع مركزي.
وبُني المعبد خلال العصر الهلنستي عندما شهد كوم النجع تحولًا كبيرًا. ولم يتبق منه في الصخر سوى آثاره. ووجد الفريق أن المستوطنين الهلنستيين دمروا أو أعادوا استخدام ما كان موجودًا من قبل من مستوطنة المملكة الحديثة والعصور السابقة، على الرغم من أن بعض مكونات الهياكل الأقدم ظلت سليمة.
وكتب الباحثون في الدراسة: "العديد من العناصر المعاد استخدامها هي الآثار المتبقية الوحيدة من المعالم الحجرية من عصر الدولة الحديثة: جزء من لوحة حجرية عليها خراطيش سيتي الثاني؛ وعدة كتل من معبد كرسه رمسيس الثاني؛ وشظايا من مصليات خاصة من فترة الرعامسة (1292-1069 قبل الميلاد)".
0 تعليق