أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، عزمه التوقيع على أمر تنفيذي لإنشاء نظام دفاع جوي جديد، مشابه للقبة الحديدية الإسرائيلية، بهدف تعزيز قدرات الولايات المتحدة في مواجهة التهديدات الصاروخية والهجمات الجوية المتطورة. جاء الإعلان خلال مؤتمر للحزب الجمهوري في ميامي، تزامنًا مع تولي وزير الدفاع الجديد، بيت هيغسيث، منصبه رسميًا.
قبة لا يمكن اختراقها .. وعود ترامب تتحقق
قال ترامب خلال المؤتمر: "نحن بحاجة إلى البدء على الفور بإنشاء قبة حديدية بأحدث التقنيات"، مؤكدًا أن النظام الجديد، الذي يحمل اسم "الجيل القادم"، سيكون قادرًا على حماية الولايات المتحدة من الصواريخ البالستية والصواريخ الأسرع من الصوت والصواريخ المجنحة، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الهجمات الجوية المتقدمة.
وأضاف الرئيس الأميركي أن هذا المشروع يأتي ضمن وعوده الانتخابية ببناء "قبة لا يمكن اختراقها"، لحماية سماء الولايات المتحدة من أي تهديدات محتملة، رغم أن البلاد لم تتعرض لهجمات من هذا النوع في العصر الحديث.
مستوحى من القبة الحديدية الإسرائيلية
يستند المشروع الجديد إلى القبة الحديدية الإسرائيلية، التي طورتها إسرائيل بمساعدة مالية وتقنية من الولايات المتحدة، وبدأ تشغيلها عام 2011. يعمل النظام الإسرائيلي على مدار الساعة، حيث يرصد التهديدات على بعد 60 كيلومترًا، ثم يطلق صواريخ اعتراضية لمنع وصولها إلى أهدافها. وتُقدَّر نسبة نجاح القبة الحديدية الإسرائيلية بنحو 90%، وفقًا لشركة "رافائيل" لأنظمة الدفاع المتقدمة.
وقدمت واشنطن لإسرائيل أكثر من ملياري دولار لإنشاء القبة الحديدية وصيانتها، إلا أن ترامب أكد أن النسخة الأميركية ستكون أكثر تطورًا، مشددًا على أن "النظام سيتم تصنيعه بالكامل داخل الولايات المتحدة".
كيف ستعمل القبة الحديدية الأميركية؟
بحسب ما أوردته شبكة "سي إن إن"، فإن النظام الدفاعي الجديد سيعتمد على تقنيات فضائية متقدمة للكشف المبكر عن التهديدات واعتراضها في مراحل مبكرة قبل وصولها إلى الأراضي الأميركية. كما سيكون النظام قادرًا على التعامل مع تهديدات أكثر تعقيدًا من تلك التي تواجهها إسرائيل، مثل الصواريخ طويلة المدى والأسلحة الأسرع من الصوت.
وتعتمد الولايات المتحدة حاليًا على أنظمة دفاعية مثل نظام "باتريوت" وقاذفات "ستينغر"، وكلاهما مصمم لاعتراض التهديدات الجوية وإسقاطها. لكن ترامب يرى أن الأنظمة الحالية لم تعد كافية لمواكبة التطورات العسكرية الحديثة، مما يستوجب تطوير نظام أكثر تقدمًا لحماية الأراضي الأميركية.
التكلفة والفترة الزمنية لإنجاز المشروع
لم يتضمن الأمر التنفيذي أي تفاصيل حول تكلفة بناء "القبة الحديدية الأميركية" أو الفترة الزمنية المطلوبة لتطويرها. ومع ذلك، يرى خبراء عسكريون أن تنفيذ مشروع بهذا الحجم سيتطلب استثمارات ضخمة قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، إلى جانب سنوات من الأبحاث والاختبارات لضمان كفاءة النظام الجديد.
أبعاد استراتيجية ودفاعية
يأتي هذا القرار وسط تصاعد المنافسة بين القوى العالمية في مجال تطوير أنظمة الدفاع الصاروخي، لا سيما مع تزايد التهديدات المحتملة من الصين وروسيا وإيران، التي تعمل جميعها على تطوير صواريخ أسرع من الصوت يصعب اعتراضها بالأنظمة التقليدية.
ويرى المحللون أن "القبة الحديدية الأميركية" قد تمثل نقلة نوعية في الدفاعات الجوية للولايات المتحدة، لكنها في الوقت نفسه قد تؤدي إلى سباق تسلح جديد مع القوى الكبرى التي قد تعمل على تطوير تقنيات مضادة لهذا النظام.
0 تعليق