قبل قرابة أسبوع أطلقت شركة ناشئة صينية تُدعى DeepSeek نموذجًا لغويًا كبيرًا يُسمى “DeepSeek-R1″، وهو نموذج مفتوح المصدر مصمم لتعزيز قدرات حل المشكلات والتحليل. وقد حظي النموذج باستحسان الكثير من المطورين والمستخدمين لقدراته المتقدمة وتكلفته المنخفضة، وقد انتشر بنحو واسع جدًا خلال بضعة أيام، وأصبح تطبيق DeepSeek الذي يعمل به هذا النموذج يحتل حاليًا المرتبة الأولى كأفضل تطبيق مجاني على متجر آبل متفوقًا على روبوت ChatGPT من OpenAI الذي يتصدر قائمة أفضل روبوتات الدردشة منذ سنتين تقريبًا.

الآن، يتساءل العديد من الأشخاص عن قدرات DeepSeek وهل يتفوق فعلًا على روبوت ChatGPT؟ وهل يمكن استخدامه في جميع المهام التي يُستخدم فيها ChatGPT؟

للإجابة عن هذه الأسئلة ومساعدتك في تعرّف قدرات روبوت DeepSeek، وما المهام التي يمكنك الاستعانة به للقيام بها، سنقدم فيما يلي مقارنة بين DeepSeek و ChatGPT وسنستخدم خمس مطالبات صُممت لاختبار قدرة روبوتات الدردشة على فهم اللغة، والاستدلال، والكتابة الإبداعية.

1- حل المشكلات المعقدة:

المطالبة: “يغادر قطار نيويورك في الساعة 8:00 صباحًا متجهًا غربًا بسرعة تبلغ 60 ميلًا في الساعة. يغادر قطار آخر لوس أنجلوس في الساعة 6:00 صباحًا متجهًا شرقًا بسرعة تبلغ 70 ميلًا في الساعة على المسار نفسه. إذا كانت المسافة بين نيويورك ولوس أنجلوس 2800 ميل، ففي أي وقت سيلتقي القطاران؟”

قدم كلا الروبوتين خطوات الحل، والنتيجة النهائية كانت متطابقة وصحيحة لدى كلا الروبوتين.

الفائز: كلا الروبوتين يمكنهما التعامل بسلاسة مع المشكلات المعقدة.

2- الترجمة الاحترافية:

المطالبة: “ترجم الجملة الإنجليزية التالية إلى العربية: It’s raining cats and dogs

ترجم ChatGPT الجملة بطريقة صحيحة، وأما DeepSeek R1، فقد ترجم الجملة أيضًا بطريقة صحيحة، لكنه قدم شرحًا أعمق عن معنى الجملة.

الفائز: DeepSeek R1، لأنه قدم شرحًا إضافيًا.

 3- التحليل التاريخي:

المطالبة: “ناقش الأسباب الرئيسية ونتائج سقوط الإمبراطورية الرومانية”.

قدم ChatGPT إجابة شاملة ولكن بأسلوب بسيط، وقد سرد الأحداث التاريخية والعوامل التي أدت إلى سقوط الإمبراطورية. وأما DeepSeek R1، فقد قدم تفاصيل أكثر، مضيفًا تواريخ دقيقة، وقدم استنتاجًا شاملًا ومترابطًا وكان أسرع قليلًا من ChatGPT في كتابة الإجابة.

الفائز: DeepSeek R1 بفضل سرعته ودقته والتفاصيل الغنية التي يقدمها عن الأحداث التاريخية.

4- الكتابة الإبداعية:

المطالبة: “اكتب قصة قصيرة عن مستقبل يتعايش فيه البشر والذكاء الاصطناعي بسلام”.

أنشأ ChatGPT قصة تدور أحداثها في عام 2105، لكنها افتقرت إلى التشويق ولم يكن لها بداية جذابة. وبدت القصة مكررة دون لمسات إبداعية مميزة.

وأما DeepSeek R1، فقد قدم في البداية قصة مكتوبة باللغة الإنجليزية مع أن المطالبة مكتوبة باللغة العربية، وبعد أن طلبنا إعادة كتابة القصة باللغة العربية، أنشأ قصة غريبة تدور أحداثها في عام 2150، ولم تكن القصة جذابة ومترابطة.

الفائز: ChatGPT لتقديمه قصة أفضل قليلًا، ولأنه فهم من أول مرة أن المطلوب كتابة قصة باللغة العربية.

5- الاستدلال المنطقي:

المطالبة: “إذا كان كل Wibbles هم Wobbles، وكل Wobbles هم Wubbles، فهل يمكننا الاستنتاج أن كل Wibbles هم Wubbles؟ وضّح استدلالك”.

كلا الروبوتين أجابا بطريقة صحيحة، مع وجود فروق طفيفة في طريقة تقديم الشرح، لكن كلا الروبوتين قدما شرحًا واضحًا للفكرة وكيفية الوصول إلى الإجابة النهائية.

الفائز: كلا الروبوتين يتمتعان بقدرات استدلالية عالية.

النتيجة النهائية:

من خلال اختبار كلا الروبوتين باستخدام المطالبات السابقة، يمكننا استنتاج أنه لا توجد فروق جذرية بينهما، لكن DeepSeek يقدم في بعض الأحيان تفاصيل إضافية.

والأمر اللافت للنظر أننا استخدمنا في الاختبار الإصدار المأجور من ChatGPT واخترنا نموذج ChatGPT 4o المتطور، مقابل الإصدار المجاني من روبوت DeepSeek الذي يعمل بنموذج DeepSeek R1، وهذا يشير إلى أن هذا النموذج يتمتع بقدرات متقدمة، ومع تطوره في المستقبل قد يصبح أفضل من ChatGPT بكثير.

لذلك ليس من المستغرب أن يزداد الإقبال على DeepSeek R1، وسيكون من المثير للاهتمام معرفة كيف ستستجيب OpenAI لهذا التحدي مع استمرار المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي.

يمكنك تعرّف المزيد عن شركة DeepSeek وروبوتها الذي أحدث ضجة في الوسط التقني، وآراء عمالقة التكنولوجيا في هذا الانتشار السريع لروبوت DeepSeek في المقالات التالية:

نسخ الرابط تم نسخ الرابط