منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ورفع القيود على الحركة نحو الشمال، بدأ مئات الآلاف من النازحين من قطاع غزة بالعودة إلى ديارهم، أو ما تبقى منها، وهو ما شيكل لحظة حلم لكنها مؤلمة نظرا لحجم الدمار الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية.

تحت هذه الكلمات وثقت صحيفة “لاكروا” الفرنسية، الجمعة 31 يناير 2025، عودة بعض الفلسطينيين إلى منازلهم المدمرة منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

50 مليون طن من الحطام

الصحيفة أوضحت أنه هناك من لم يجد إلا الدمار والأنقاض ولكن سكان القطاع يحاولون التمسك بالحياة وفي مثل هذه الأوضاع، تصبح كل خطوة نحو الأمام هي معركة للنجاة، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن ما يقرب من 70 في المائة من المباني في قطاع غزة دُمر أو تضرر، بما في ذلك جميع المدارس والمستشفيات تقريباً، ما تسبب في أكثر من 50 مليون طن من الحطام .

وتساءلت هل يمكن الاستقرار مرة أخرى لكن وسط الأنقاض؟ هذه الفكرة خطرت في بال محمد وأسرته، كما فعل العديد من سكان منطقة رفح الذين كانوا مستعدين لإقامة خيام بالقرب من بيوتهم المدمرة.

سيطرة حماس

لكن الواقع كان قاسيًا للغاية؛ فالدمار واسع النطاق والبنية التحتية غير موجودة. لا ماء، ولا كهرباء، فقط الحجارة، والأسلاك المنتشرة، وخزانات المياه المنهارة. محمد يعبر عن معاناته قائلاً: “لقد مضت أيام وأنا أبكي، سيحتاج الأمر إلى أسابيع، وآلات ضخمة لإزالة كل هذا الركام”.

من ناحية أخرى اعتبرت الصحيفة في مقال أخر أن حركة حماس تستعيد سيطرتها الأمنية مناطق مختلفة في غزة لكن هذا التواجد لا يحمل أي خطة سياسية، وترى ليتيسيا بوكيل، أستاذة علم الاجتماع السياسي أن من يمارس السيطرة على سكان القطاع هم الأعضاء في إدارة حماس ولا أحد يحاول أخذ مكانهم.

كما أوضحت سارة داوود الدكتورة في العلوم السياسية أنه حتى لو كانت القوات الإسرائيلية لا تزال موجودة على الحدود، فإن الجهاز الأمني تحت سيطرة حماس، من خلال قوات الشرطة، والكتائب المسلحة، والقوات التي تم تشكيلها لضمان الأمن المدني، وإدارة تنسيق المساعدات الإنسانية والعودة الجماعية للسكان.