حرب الظلال.. تهديدات غير مرئية تشتعل بين حزب الله وإسرائيل

0 تعليق ارسل طباعة
0

في تصعيد جديد للصراع الإقليمي، تقدمت إسرائيل بشكوى رسمية إلى اللجنة الدولية المكلفة بالإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، متهمةً إيران بتمويل حزب الله اللبناني بشكل غير قانوني عبر نقل ملايين الدولارات في حقائب دبلوماسية.

تشير الشكوى إلى أن الدبلوماسيين الإيرانيين استخدموا الطائرات المدنية لنقل الأموال من طهران إلى بيروت، ما أثار تساؤلات بشأن انتهاك لبنان لاتفاقية وقف إطلاق النار وتهديد استقرار المنطقة، ويعرض تقريرنا التالي تفاصيل الشكوى الإسرائيلية والردود عليها من مختلف الأطراف المعنية.

تمويل حزب الله

أفادت مصادر في الحكومة الإسرائيلية أن إيران مستمرة في تمويل حزب الله بهدف تمكينه من إعادة بناء قدراته العسكرية التي تضررت بشدة نتيجة للعمليات الإسرائيلية في الخريف الماضي، وفق ما نشرت “وول ستريت جورنال”، الجمعة 31 يناير 2025.

الشكوى التي تقدمت بها إسرائيل إلى اللجنة الدولية كشفت عن أن الدبلوماسيين الإيرانيين يطيرون بشكل دوري من طهران إلى بيروت مع حقائب مليئة بالدولارات الأمريكية. وأشارت الشكوى إلى أن تلك الأموال يتم نقلها عبر مطار بيروت الدولي، وهو ما يمثل خرقًا واضحًا لوقف إطلاق النار، الذي يفرض على لبنان مراقبة منافذه بشكل صارم لمنع تدفق الأسلحة والمواد العسكرية إلى الجماعات المسلحة مثل حزب الله.

استخدام الطائرات التركية لنقل الأموال

بالإضافة إلى نقل الأموال عبر الطائرات الإيرانية، اتهمت إسرائيل أيضًا تركيا بأنها جزء من العملية، حيث قالت إن هناك مواطنين أتراك متورطين في نقل الأموال عبر إسطنبول.

بحسب التقارير، يتم إرسال الأموال من تركيا إلى لبنان عبر الطائرات المدنية، ما يثير مزيدًا من التساؤلات حول دور تركيا في هذه الأنشطة المزعومة. مع ذلك، نفت الحكومة التركية هذه الادعاءات، مؤكدة أنه لو كانت هناك حركة أموال ضخمة عبر مطار إسطنبول، لكانت قد رصدتها أجهزة الأمن التركية عبر الأجهزة الإلكترونية مثل الأشعة السينية.

اللجنة الدولية تتدخل

اللجنة الدولية المشرفة على وقف إطلاق النار، والتي تضم ممثلين من إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة، لم تتخذ أي إجراء بشأن الشكوى الإسرائيلية حتى الآن، بل قامت فقط بإحالة الشكوى إلى الحكومة اللبنانية للنظر فيها.

الجدير بالذكر أن اللجنة لا تتعامل مع الانتهاكات المباشرة للقوانين أو تراقب تنفيذ الاتفاقيات الأمنية، بل تركز بشكل أساسي على مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار، ورغم ذلك، أكد عدد من المسؤولين الدوليين في اللجنة أنهم على علم باستخدام إيران لمطار بيروت في نقل الأموال.

لبنان يلتزم الصمت

حتى الآن، لم تصدر أي ردود رسمية من الحكومة اللبنانية أو القوات المسلحة عن هذه الشكوى الإسرائيلية. لبنان، الذي يواجه وضعًا سياسيًا واقتصاديًا صعبًا، يجد نفسه في وسط هذا الصراع الإقليمي بين إسرائيل وإيران وحزب الله.

في وقت حساس مثل هذا، قد يكون من المصلحة اللبنانية عدم التدخل في هذه الاتهامات، خاصة في ظل الوضع الأمني المتوتر في الجنوب. كما أن الحكومة اللبنانية كانت دائمًا تحت ضغوط كبيرة بشأن دورها في مراقبة الحدود والمطارات لمنع تسريب الأسلحة إلى الجماعات المسلحة.

إيران وحزب الله

من جانبها، نفت إيران الاتهامات الإسرائيلية بشأن نقل الأموال عبر الطائرات، في تصريح خاص لوكالة الأنباء الإيرانية، قال بهنام خسروي، أحد الدبلوماسيين في السفارة الإيرانية في لبنان، إن إيران لا تستخدم الطائرات المدنية لنقل الأموال إلى حزب الله.

وأشار إلى أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة. كما أكد أن طهران تستمر في دعم حزب الله عبر القنوات القانونية والشرعية، نافيًا أي تورط في عمليات تهريب عبر الحدود اللبنانية.

رد حزب الله

أما حزب الله، فقد امتنع عن إصدار أي تصريح رسمي بشأن هذه الاتهامات حتى الآن، إلا أن مصادر مقربة من الحزب أكدت أن الحزب يواصل معركته لاستعادة قدراته العسكرية ويعتمد على الدعم الإيراني في مواجهة إسرائيل.

وحسب المصادر، فإن حزب الله يواجه تحديات كبيرة في إعادة بناء قوته بعد تدمير العديد من مخازنه وأماكن تمركزه نتيجة للغارات الإسرائيلية المكثفة.

التصعيد العسكري الإسرائيلي

في إطار محاولاتها لتقليص قدرة حزب الله على التسلح وإعادة بناء قوته، نفذت إسرائيل خلال العام الماضي العديد من الغارات الجوية ضد مواقع يُعتقد أنها تخزن الأموال والمعدات التي يستخدمها حزب الله.

وقد شملت هذه الغارات تدمير فروع بنك “القدس الحسن”، الذي يُعتبر مصدرًا رئيسًا لتسهيل عمليات تمويل حزب الله، كما استهدفت إسرائيل مواقع أخرى يعتقد أنها كانت تُستخدم لتخزين الأموال والذهب، ما دفع حزب الله إلى البحث عن مصادر جديدة لتمويل عملياته.

تداعيات تزايد التمويل الإيراني

إذا تأكدت صحة هذه الادعاءات، قد يشهد لبنان تصاعدًا في التوترات بين إسرائيل وحزب الله، خاصة في ظل الوضع الأمني المعقد في جنوب لبنان، كما أن تصعيد الوضع الأمني قد يؤدي إلى إعادة إشعال الاشتباكات العسكرية في المنطقة، وهو ما قد ينعكس بشكل سلبي على الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان.

بعد أن خسر العديد من قيادييه في الهجمات الإسرائيلية، يواجه حزب الله تحديات كبيرة في استعادة قوته العسكرية، ويُعد التمويل أمرًا حيويًا في هذا السياق، حيث يعتمد الحزب على الأموال لدفع رواتب مقاتليه وتعويض الأسر المتضررة من الصراع، وكذلك لتغطية تكاليف دعم الأنشطة الاجتماعية والسياسية التي ينفذها في جنوب لبنان.

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق