«استراتيجية المجنون».. لعبة ترامب الخطيرة في السياسة الدولية

0 تعليق ارسل طباعة
0

منذ دخوله السباق الرئاسي في 2016، أصبح دونالد ترامب نموذجًا للزعيم غير المتوقع، ففي ظل حكمه، أثار موجات من الجدل بسبب تصريحاته وأفعاله التي لا تُشبه تلك التي قد يتوقعها المتابعون أو حتى حلفاء الولايات المتحدة.

قدّم ترامب نفسه كزعيم يُصعب التنبؤ بتصرفاته، ويعتمد في ذلك على قدرته على اتخاذ قرارات غير متوقعة، ويرى العديد من المحللين أن هذه السمة تعتبر نقطة قوة في السياسة الخارجية الأمريكية.

نظرية المجنون

سلط تقرير نشرته مجلة “فورين آفيرز” الأمريكية في 24 يناير 2025، الضوء على استراتيجية ترامب الفريدة في السياسة الدولية، خاصةً فيما يتعلق بما يُعرف بـ”نظرية المجنون”، التي تبنّاها في إدارة علاقاته مع خصومه الدوليين.

منذ بداية فترة حكمه، أكد ترامب مرارًا وتكرارًا ضرورة أن تتسم السياسة الخارجية الأمريكية بالتقلب والتهديدات غير المتوقعة.

تعزيز صورة المجنون

في عام 2018، على سبيل المثال، وصف نفسه بـ”المجنون” أثناء نقاشه حول مفاوضات كوريا الشمالية، مؤكدًا أن هذا التصرف يعزز موقفه التفاوضي.

في سياق حملته الانتخابية لعام 2024، ردّ ترامب على سؤال حول كيفية التصرف في حال حدوث حصار صيني لتايوان قائلاً: “لن أحتاج إلى الرد لأن شي جين بينج يحترمني ويعرف أنني مجنون”، هذه التصريحات تكشف عن استراتيجية ترامب في استخدام صورته كمجنون لفرض هيبة الولايات المتحدة.

دونالد ترامب

دونالد ترامب

التحديات المترتبة على سلوك ترامب

لكن ليست كل المفاجآت تعود بالنفع، رغم محاولات ترامب تقديم نفسه كزعيم غير قابل للتوقع، هناك عواقب غير محسوبة قد تنتج عن اتباع هذه الاستراتيجية.

في حين يرى البعض أن غموض ردود فعله يعزز قوتها، هناك من يعتقد أن سلوكه الغريب قد يؤدي إلى فقدان الثقة من قبل حلفاء الولايات المتحدة، وفي فترة حكمه الأولى، حاول ترامب فرض ضرائب على بعض الحلفاء مثل كندا بينما استثنى آخرين مثل أستراليا، وهو ما يبدو في بعض الأحيان غامضًا أو غير مبرر، ما يعكس جوًا من الاضطراب في السياسة الأمريكية.

هل ينجح ترامب حيث فشل الآخرون؟

تاريخ السياسة العالمية مليء بزعماء حاولوا استخدام “نظرية المجنون” لتحقيق مكاسب دبلوماسية، وفي الحرب الباردة، اعتقد بعض الاستراتيجيين أن التصرف بطريقة غير متوقعة قد يضعف من تصورات العدو وقدرته على التنبؤ بالخطوات المستقبلية. لكن التاريخ يظهر أن هذه الاستراتيجية قد تكون محفوفة بالمخاطر.

حتى في أيام نيكيتا خروشوف، الزعيم السوفيتي، كانت هناك محاولات لتقديم صورة مجنونة، ولكن تلك المحاولات لم تؤدِ دائمًا إلى النجاح. كما أن صدام حسين، رغم سمعته كمجنون، لم يستطع استخدام هذه الصورة بشكل فعّال لتحقيق مصالحه.

ترامب والمجازفة الدولية

كما يظهر من التجربة التاريخية، أن الزعماء الذين يتبعون استراتيجية المجنون قد يحققون بعض المكاسب على المدى القصير ولكنهم يخاطرون بخسارة الهيبة السياسية على المدى الطويل.

ترامب يواجه تحديات كبيرة في محاولة الجمع بين تصرفات غير متوقعة تكون مقبولة لدى العالم وبين استقرار المواقف الدولية والاتفاقات. من الصعب عليه أن يثبت للعالم أنه مجنون بما فيه الكفاية لتنفيذ تهديداته، وفي نفس الوقت قادر على الحفاظ على استقرار الاتفاقات التي يوقعها.

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق