نستعرض في هذا التقرير أبرز الأحداث السياسية التي وقعت خلال الأسبوع الماضي، حيث نناقش دعوات ترامب لتطهير قطاع غزة وتهجير سكانه إلى مصر والأردن، ونتساءل عن سر غياب سلاح الجو الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، وما هو مستقبل حماس في غزة بعد 15 شهرًا من الحرب، وسبب تحذير صحيفة هآرتس من نوايا نتنياهو، بينما يوضح لنا خبير سياسي ضبابية استراتيجية إسرائيل في غزة.
ثم ننتقل إلى الولايات المتحدة، حيث يعيد ترامب تشكيل الجيش الأمريكي مبعدًا المتحولين جنسيًا من صفوفه، ونرى العقبة الأمريكية التي تهدد اتفاق بريطانيا وموريشيوس بسبب إيران، ونشاهد حرب ظلال خفية تدور رحاها بين حزب الله وإسرائيل.
وإلى المشهد السوري، حيث وصل وفد روسي إلى دمشق مفتتحًا فصلًا جديدًا في العلاقات الروسية السورية، كما نبحث أبعاد تخفيف الاتحاد الأوروبي العقوبات عن سوريا، ونتساءل عن التهديدات الروسية لأوروبا، وما هي التحولات العسكرية المتسارعة هناك، وكيف تتأهب أوروبا للحرب، ثم ننطلق إلى إفريقيا حيث المعارك المحتدمة في الكونغو الديمقراطية بين الحكومة وحركة إم 23.
شعبنا يرفض.. كيف ردّت حماس على دعوة ترامب لتطهير غزة؟
اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “تطهير قطاع غزة“، وطلب من مصر والأردن استقبال المزيد من الفلسطينيين، وفي تقرير، الأحد 26 يناير 2025، أوضحت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن تصريحات ترامب انعكاس لرغبات اليمين المتطرف الإسرائيلي التي تدعو إلى طرد الفلسطينيين من غزة.
ورفضت حركة حماس، التي تدير غزة، هذا الاقتراح، ووصفت التوجه بأنه محاولة جديدة لإرغام الفلسطينيين على مغادرة أرضهم، من جانبها، رفضت الرئاسة الفلسطينية تصريحات ترامب، واعتبرتها “تجاوزًا للخطوط الحمراء”، بينما أكدت حماس أن أهالي غزة لن يغادروا أرضهم تحت أي ظرف.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية تمسكها بـ”ثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية”، مُشددة على أن القضية الفلسطينية تظل محور الاستقرار في الشرق الأوسط، وهو ما أكده الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مؤكدًا الثوابت المصرية بشأن تنفيذ حل الدولتين، وأوضح أن تهجير الفلسطينيين ظلم لا يمكن لمصر أن تشارك فيه.
السماء الصامتة.. سر غياب سلاح الجو الإسرائيلي في 7 أكتوبر
وفق ما نشر موقع “والا” الإسرائيلي، الأربعاء 29 يناير 2025، فإنه رغم وجود استعدادات شاملة، واجه الجيش الإسرائيلي مشكلة رئيسة في التنسيق بين الأجهزة المختلفة في يوم 7 أكتوبر، هذا الفشل الذريع يعكس حالة من القصور الإداري والفني، ويطرح العديد من التساؤلات بشأن مستوى الاستعداد والجاهزية، خاصة في ساعة الحسم.
وفيما يتعلق بتواصل سلاح الجو مع القيادة العسكرية، تظهر بعض التقارير أنه كان هناك عدم وضوح في التوجيهات العسكرية، رغم أن سلاح الجو كان في حالة استعداد، إلا أن التوجيهات التي صدرت كانت في أغلب الأحيان متأخرة أو غير دقيقة، وما زالت الأسئلة عن اختفاء سلاح الجو الإسرائيلي في بداية الهجوم تتردد في الأوساط العسكرية، ليظل ذلك اليوم أحد أكثر الأيام المثيرة للجدل في تاريخ الجيش الإسرائيلي.
بعد 15 شهرًا من الحرب.. ما مستقبل حماس في غزة؟
للمرة الأولى منذ عام، نظم الجناح العسكري لحماس مسيرات علنية في الشوارع وأقام جنازات عامة للمقاتلين الذين استشهدوا في الشوارع المكتظة، والمدنيين العائدين إلى ما تبقى من منازلهم، وظهر رجال شرطة حماس يرتدون الزي الأزرق وهم يوجهون حركة المرور.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، عادت حسابات حماس التي توقفت عن النشاط، حيث نشر أحد الحسابات صورًا لأحد القادة العسكريين الذين زعمت إسرائيل قتله، وهو يظهر في العلن دون أن يصاب بأذى.
ويشير مسؤولون ومحللون إسرائيليون وفلسطينيون إلى أن حماس ستظل موجودة طالما لم يتم التوصل إلى اتفاق بديل لها كسلطة حاكمة في غزة، ما يعني أن السؤال المركزي بشأن كيفية إنهاء الصراع سيظل دون إجابة، بحسب تقرير “واشنطن بوست”، السبت 25 يناير 2025.
«يكذب على ترامب وسيواصل الحرب».. هآرتس تحذر من نوايا نتنياهو
وقّع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، اتفاقًا لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والذي سيقود في النهاية لوقف الحرب.
لكن نوايا نتنياهو قد تؤدي لإشعال الحرب مجددًا، ويتضمن الاتفاق 3 مراحل لإمكانية إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين من قبل حماس منذ 7 أكتوبر، وفق مقال نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الاثنين 27 يناير 2025.
وبحسب الصحيفة، فإن التداعيات واسعة النطاق لأفعال نتنياهو قد تعرض استراتيجية ترامب في الشرق الأوسط للخطر، وختامًا يشدد المقال على أن التوازن بين الوفاء بالاتفاق لن يحدد فقط مصير الرهائن، ولكن أيضًا آفاق السلام والاستقرار في المنطقة.
خبير سياسي لـ«رؤية»: استراتيجية إسرائيل بغزة ضبابية
تواجه إسرائيل مرحلة مفصلية بعد وقف الحرب على غزة، حيث تتراوح خياراتها بين الاستمرار في النهج العسكري التقليدي أو البحث عن حلول سياسية أكثر استدامة، وفي هذا الصدد قال أستاذ العلوم السياسية بالناصرة الدكتور سهيل دياب، في تصريحات خاصة لـ “شبكة رؤية الإخبارية”، إنه بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة يوم 19 يناير 2025، انقسمت ردود الفعل الإسرائيلية إلى تيارين مختلفين.
ويرى أستاذ العلوم السياسية أنه على المستوى الدولي، رأت العديد من الأطراف أن المشاهد القادمة من غزة تؤكد أن تجاهل حماس في أي ترتيبات مستقبلية للقطاع أمر غير واقعي، فبرغم الضغوط السياسية والعسكرية، لا تزال الحركة تمتلك نفوذًا لا يمكن تجاوزه.
وأشار دياب إلى أنه قد خرجت دعوات تنادي بأن تصبح إسرائيل “دولة عادية” في الشرق الأوسط، تحترم حقوق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وتسعى لعلاقات قائمة على التعاون بدلًا من المواجهة المستمرة.
إبعاد المتحولين جنسيًا.. ترامب يعيد تشكيل الجيش الأمريكي
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاثنين 27 يناير 2025، مجموعة من الأوامر التنفيذية التي تستهدف إعادة تشكيل القوات المسلحة وفق رؤية تهدف إلى تعزيز ثقافة عسكرية تقليدية ذكورية.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، الثلاثاء 28 يناير 2025، قال الرئيس ترامب ووزير الدفاع الجديد، بيت هيجسيث، إن التوجيهات تأتي ضمن جهود “استعادة المهنية والصرامة في القوات المسلحة”، مشيرًا إلى أن “تبني هوية جنسية زائفة لا يتفق مع الالتزام بأسلوب حياة منضبط وصادق ومشرف”.
وأثارت هذه القرارات ردود فعل متباينة بين السياسيين والمحللين العسكريين، ويرى أنصار ترامب أن هذه الإجراءات تهدف إلى تعزيز قوة الجيش الأمريكي واستعادة الانضباط، في حين وصفها المنتقدون بأنها تراجع عن مكاسب التنوع والمساواة.
حرب الظلال.. تهديدات غير مرئية تشتعل بين حزب الله وإسرائيل
في تصعيد جديد للصراع الإقليمي، تقدمت إسرائيل بشكوى رسمية إلى اللجنة الدولية المكلفة بالإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، متهمةً إيران بتمويل حزب الله اللبناني بشكل غير قانوني عبر نقل ملايين الدولارات في حقائب دبلوماسية.
وأفادت مصادر في الحكومة الإسرائيلية أن إيران مستمرة في تمويل حزب الله بهدف تمكينه من إعادة بناء قدراته العسكرية التي تضررت بشدة نتيجة للعمليات الإسرائيلية في الخريف الماضي، وفق ما نشرت “وول ستريت جورنال”، الجمعة 31 يناير 2025.
ونفت إيران الاتهامات الإسرائيلية بشأن نقل الأموال عبر الطائرات، فيما امتنع حزب الله عن إصدار أي تصريح رسمي بشأن هذه الاتهامات حتى الآن، حيث يواجه تحديات كبيرة في إعادة بناء قوته بعد تدمير العديد من مخازنه وأماكن تمركزه نتيجة للغارات الإسرائيلية المكثفة.
إيران على الخط.. عقبة أمريكية تهدد اتفاق بريطانيا وموريشيوس
حسب تقرير صحيفة “تليجراف”، السبت 25 يناير 2025، أصدرت بريطانيا وموريشيوس بيانًا مشتركًا في أكتوبر 2023، يُعلن عن اتفاق تاريخي ينهي قرابة 59 عامًا من الوجود البريطاني المثير للجدل في أرخبيل تشاجوس بالمحيط الهندي، وبموجب الاتفاق، ستنقل بريطانيا السيادة على الأرخبيل، بما في ذلك جزيرة دييجو جارسيا، إلى موريشيوس.
ورغم الاتفاق، تزايدت الدعوات الأمريكية لإفشاله بسبب مخاوف أمنية، خاصةً مع تعزيز موريشيوس علاقاتها مع إيران والصين، وفتحت موريشيوس محادثات مع إيران لاستضافة فروع لجامعات إيرانية على أراضيها.
وشهدت العلاقات الإيرانية-الموريشيوسية تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة بعد فترة طويلة من الجمود، وتخشى واشنطن أن يؤدي هذا التقارب إلى توسيع النفوذ الإيراني في المحيط الهندي، مما قد يؤثر على التوازن الاستراتيجي في المنطقة.
وفد روسي يصل دمشق.. هل نشهد فصلًا جديدًا في العلاقات؟
تشهد سوريا زيادة ملحوظة في الأنشطة الدبلوماسية بعد انتهاء 61 عامًا من حكم نظام حزب البعث، و53 عامًا من حكم عائلة الأسد، ما أثار الكثير من التساؤلات بشأن مصير الوجود الروسي والإيراني في سوريا، خاصة مع رحيل الرئيس بشار الأسد.
وقال الدكتور قصي عبيدو، المحلل السياسي السوري في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إن تصريحات المسؤولين السوريين الجدد ونظرائهم الروس تشير إلى مستقبل واعد لعلاقات البلدين؛ كما تدل على وجود رغبة مشتركة من الجانبين في تعزيز العلاقات على أسس التعاون والتفاهم والمصلحة المشتركة.
وذكر أنه يمكن للحكومة المؤقتة الاستفادة من خبرات الروس في إعادة بناء الجيش السوري وفي صفقات السلاح، خصوصًا بعد أن دمرت إسرائيل جميع إمكانيات الجيش السوري.
الاتحاد الأوروبي يفتح الباب بحذر لتخفيف العقوبات عن سوريا
بعد أكثر من عقد من العقوبات الشاملة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا في ظل حكم الرئيس السابق بشار الأسد، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على خارطة طريق لرفع هذه القيود تدريجيًا.
وحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، الاثنين 27 يناير 2025، صرحت الدبلوماسية، كايا كلاس، أن هذا القرار السياسي يهدف إلى إعطاء دفعة للاقتصاد السوري ودعم البلاد في مسارها نحو التعافي، ورغم التوجه نحو التخفيف، شدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة تقييم تطور الحكومة السورية الجديدة.
وبينما يمثل الاتفاق الأوروبي خطوة نحو تخفيف معاناة السوريين، إلا أن نجاح هذه الخطوة يعتمد بشكل كبير على سلوك الحكومة الجديدة والتزامها بالقيم الدولية.
أوروبا تتأهب للحرب.. تهديدات روسية وتحولات عسكرية متسارعة
في ظل التوترات المتصاعدة على الحدود الروسية الأوكرانية، تزداد المخاوف في أوروبا من أن تكون القارة هي الوجهة المقبلة للحرب مع موسكو، حيث اتخذت الدول الأوروبية خطوات حاسمة لمواجهة التهديدات الروسية ففي ليتوانيا، قررت الحكومة تلغيم الجسور القريبة من الحدود الروسية في خطوة غير مسبوقة من أجل صد أي تقدم عسكري روسي محتمل.
ولا تقتصر هذه الإجراءات على ليتوانيا فحسب، بل تشمل دول البلطيق الأخرى مثل لاتفيا وإستونيا التي تقع على خط المواجهة المباشر مع روسيا، كما أطلق الناتو عمليات بحرية مكثفة مثل (Baltic Sentry) للتصدي لما يُسمى بأسطول روسيا الخفي المتورط في قطع الكابلات البحرية تحت البحر، وفق ما نشرت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية في 26 يناير 2025.
الكونغو الديمقراطية على صفيح ساخن.. ما الذي يجري؟
لأكثر من 30 عامًا، عانت المنطقة الشرقية الغنية بالمعادن في الكونغو الديمقراطية من صراعات لا تنتهي، حيث تنافست العديد من الجماعات المسلحة مع السلطات المركزية على السلطة والسيطرة على الثروات المعدنية الهائلة التي تمتلكها البلاد.
وحسب وكالة أنباء “رويترز”، الأربعاء 29 يناير 2025، يتقدم متمردو “إم 23” جنوبًا نحو بوكافو، عاصمة إقليم جنوب كيفو، فيما يبدو أنه محاولة لتوسيع سيطرتهم في شرق الكونغو الديمقراطية بعد الاستيلاء على مدينة جوما، المدينة الرئيسية التي يزيد عدد سكانها على مليون نسمة.
حذرت جمهورية الكونغو الديمقراطية من تداعيات تقدم “إم 23″، ودعت العالم إلى التدخل لوقف هذا التقدم في شرق البلاد، فيما اتهم الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي المجتمع الدولي بالتقاعس عن التعامل مع المقاتلين الذين وصفهم بأنهم “مدعومون من رواندا”، محذرًا من احتمال تصعيد إقليمي خطير في منطقة البحيرات العظمى.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق