عباس بيضون: لم يكن قصدى أن أكتب تاريخا فى رواية «الشيخ الأحمر» لكننى وجدتنى أعرج عليه

0 تعليق ارسل طباعة

حوار - محمود عماد:
نشر في: السبت 1 فبراير 2025 - 7:21 م | آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2025 - 7:22 م

- أسعدنى التعاون مع دار الشروق.. ووجدتنى هى قبل أن أجدها

الكاتب والشاعر والروائى والصحفى اللبنانى عباس بيضون أمضى حياته متنقلا ما بين بيروت، باريس، وبرلين، ونرى ذلك التنقل بين البلدان والثقافات المختلفة مؤثرا فى مخرجه الإبداعى. صدرت له مجموعة من الروايات منها مرايا فرانكنشتاين، والتى حازت على جائزة الشيخ زايد للكتاب فى فرع الآداب بدورتها الحادية عشرة، بالإضافة لروايته الأخيرة «الشيخ الأحمر»، والصادرة عن دار الشروق. هذا بالإضافة إلى نحو تسعة دواوين شعرية، منها بطاقة لشخصين، والموت يأخذ مقاساتنا، والذى حاز على جائزة المتوسط فى فئة الشعر، فيما ترجمت قصائده إلى اللغة الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية والألمانية..

< فى روايتك الأخيرة «الشيخ الأحمر» تستلهم من التاريخ، فما المغزى من ذلك؟


ــــ لم يكن قصدى أن أكتب تاريخا لكننى وجدتنى أعرج على التاريخ. ساقنى إلى ذلك مسار الرواية، وكان همى أن أكتب عن عالم قد يرقى إلى جدى المباشر. كان لهذا العالم ميتافيزاؤه التى لا تزال على درجة من الحضور. أحداث شتى، الصابونة مثلا ترجع إلى طفولة أو فتوة أمى. الشيخ الأحمر يحمل تراويح من جدى الذى كان أيضا شيخا. ليس هذا سوى جيل ثان، سوى إرث مباشر لا أعرف كيف يلعب الآن فى الحاضر. إنه بالنسبة لى موجود فى خلفية وجودنا. ثم هناك هذه الغرابة التى لا تستند إلى زمن، وتحضر وقد تحررت من الزمن أو صارته، وغدا صفحة منها. ما تسميه تاريخا هو، إلى حد فتنة الزمن أو سحره، إنه ما يحضر منه وما يبدو عجيبه.

< كيف ترى التعاون مع دار الشروق فى روايتك الأخيرة الشيخ الأحمر؟


ــــ أسعدنى التعاون مع دار الشروق، وجدتنى الدار قبل أن أجدها، نشرت النوفيلا التى لى بيسر هائل، وبقدر من الصداقة والاهتمام. أعطت لقصتى القصيرة مكانا جعلنى أنا صاحبها أشعر أكثر بها.

< كيف يمكنك الجمع بين كونك روائيا وشاعرا؟


ـــــ سؤال يطرح دائما علىّ، ولا أجد جوابا عليه. لا أستغرب أن يكتب شاعر رواية، بل أظن أن لدى كل شاعر هذا الأمل. إن الرواية تبدو لى أمرا بديهيا، إنها تكاد تكون حاجة إلحاحا داخليا. لا يفاجئنى أن يكتب الروائى شعرا، أجد أن الكتابة تحمل فى داخلها هذا الحلم. إن الكتابة تضمر هذه الطاقة، الشعر هكذا عن يمين الرواية، وأحيانا تتطلع الرواية إلى الشعر، وأحيانا يتطلع الشعر إلى الرواية. نحن نجد الواحد منهما فى طيات الآخر، بل نجد غالبا طموح الواحد ليقترب من الآخر، أن يكونه بطريقته هو، أن يعثر على الآخر على طريقه.

< وبمناسبة الشعر كيف ترى الحركة الشعرية فى الوطن العربى الآن؟


ـــــ أجرؤ على القول أن ما يصل إلى منها، ولو عبر الفيسبوكات، مفاجئا لى. إنه مصداق للقول أن الشعر ديوان العرب. يتراءى لى أن هناك خاصية الابتكار بل تحول الابتكار إلى مطلب عام، تحوله إلى خصوصية، إلى ما يشبه أن يكون جامعا عاما. اقرأ فأجد لدى كثيرين هذه القدرة على الاختراع. قدرة أخال معها أن الجديد يكاد يكون إرثا. نحن هكذا فى حمى الشعر فى زخمه وتأصيله.

< كيف ترى الوضع الثقافى فى الوطن العربى فى الوقت الحالى؟


ـــــ نتوقف قليلا عند عبارة الوضع الثقافى فى الوطن العربى إنها عبارة غائمة وملبسة، حين نتكلم عن ثقافة عربية اليوم يسعنا ان نسأل عن زمانها وحدودها ومستقبلها. فى ذلك كله نحن أمام ثقافة بلا زمن، لا نعرف حقا ما هى. إنها نوع من مساومة دائمة لكى تهرب من وقتها ولكى تنجو من امتحان العصر، لكى تبقى فى وضع لا تسأل فيه عن راهنيتها بل لا تسأل فيه عن فحواها. إنها نوع من اجتماع المقدس والخيالى، بل هى أولا أكياس لفظية وأصنام لفظية. إنها سيادة الكلمات، وهى لذلك بدون سؤال. إنها أجوبة من كل مكان من الممكن هكذا أن نتكلم عن ثقافة بدون موضوع، بدون قضية. إنها تماما ما قبل ذلك كله. بالطبع لا يمكننا هكذا أن نتكلم عن بناء على ثقافة، المجتمع يبنى فقط على سلفية موصولة، على مثال عن نفسه، على أجوبة فحسب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق