تشهد سوريا في الآونة الأخيرة تدهورًا ملحوظًا في الوضع الأمني، مما يثير مخاوف من عودة "عهد مظلم" يشهد زيادة في الانتهاكات بحق المدنيين.
في تقريره الأخير، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان زيادة ملحوظة في الاعتقالات والإعدامات، بما يشير إلى تفاقم الأزمة الأمنية في البلاد.
إعدامات مروعة في ريف حماة
في الأول من فبراير 2025، لقي 61 شخصًا مصرعهم في سوريا، من بينهم عسكريون قضوا في معارك مستمرة في شمال البلاد.
ومع تزايد المخاوف، جاء التقرير الصادم عن إعدام 10 أشخاص من أبناء الطائفة العلوية في ريف حماة، في وقت يتزامن مع الذكرى السنوية لمجزرة حماة الشهيرة.
وفقًا للمرصد، فإن المجموعة المسؤولة عن هذه الإعدامات هي جماعة تطلق على نفسها اسم "أنصار السنة"، مما يزيد من تعقيد الوضع ويثير القلق بشأن الطابع الطائفي للعنف المستمر.
القتل تحت التعذيب وانتشار الجريمة الانتقامية
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتوثيق مقتل 327 شخصًا منذ 28 ديسمبر الماضي، منهم 10 أشخاص توفوا جراء التعذيب على يد قوات تابعة لإدارة العمليات العسكرية.
الوضع في البلاد يشهد تصاعدًا في الجرائم الانتقامية والتصفية، حيث تم قتل 225 شخصًا بطرق عنيفة هذا العام فقط، بينهم نساء وأطفال. تركزت عمليات القتل في مدينتي حمص وحماة، حيث استهدفت عمليات القتل أشخاصًا بسبب انتمائهم الطائفي، ما يفاقم من انقسامات المجتمع السوري.
حملات اعتقال مستمرة وتجاوزات أمنية
في تطور آخر، أكدت السلطات السورية أن شخصًا تم توقيفه بسبب انتمائه لمجموعات رديفة للقوات الحكومية في عهد الرئيس الأسد المخلوع توفي أثناء احتجازه.
السلطات السورية أعلنت فتح تحقيق في الحادثة، حيث أفاد مدير إدارة الأمن العام في حمص بوقوع تجاوزات من قبل عناصر أمنية أدت إلى وفاته.
هذه الحادثة تضاف إلى سلسلة من الانتهاكات الأمنية التي تشهدها سوريا.
اختطاف وقتل العلماء وتدهور الوضع الأمني
من جهة أخرى، أفادت تقارير محلية بأن جثة العالم الدكتور حسان إبراهيم، الذي كان يعمل في المعهد العالي للبحوث العلمية، عُثر عليها في ريف دمشق بعد اختطافه.
هذه الحادثة تثير تساؤلات حول الجهات التي تقف وراء استهداف العلماء السوريين، ويُستبعد أن تكون مجموعات داخلية هي المسؤولة، مما يعكس أبعادًا أكثر تعقيدًا للأزمة.
الوضع في دمشق وريفها: تصاعد القتل الطائفي
تشير التقارير إلى أن عمليات القتل الطائفي قد ازدادت في دمشق وريفها، حيث قتل 24 شخصًا، بينهم نساء، على خلفية انتمائهم الطائفي. هذا يشير إلى أن القتل لا يقتصر على مناطق معينة، بل يمتد ليشمل معظم الأراضي السورية في ظل الوضع الأمني المتدهور.
الحملات الأمنية والانتهاكات المستمرة
منذ إسقاط هيئة تحرير الشام لنظام الأسد في ديسمبر الماضي، تقوم السلطات السورية بتنفيذ حملات أمنية ضد "فلول النظام" السابق.
ومع هذه الحملات، تتزايد التقارير عن انتهاكات، مثل مصادرة المنازل والإعدامات الميدانية، مما يعكس الحالة المضطربة التي تعيشها البلاد.
سوريا بعيدة عن الاستقرار
الوضع في سوريا لا يزال بعيدًا عن الاستقرار، والاعتقالات والإعدامات مستمرة في التصاعد، ما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
تبقى آمال السوريين في مستقبل أكثر أمنًا وأكثر عدلاً معلقة على حل سياسي ينهي الصراع المستمر.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق