حسام بدراوي عن البكالوريا المصرية: "اتركوا الدين بعيدا عن السياسة"

0 تعليق ارسل طباعة

أوضح الدكتور حسام بدراوي، سياسي ومفكر، أن الدولة طرحت مقترح البكالوريا المصرية لتعديل نظام الثانوية العامة، مشيرا إلى أنه لا يهمه الإسم بل فلسفة التطوير.

وأشار إلى ‏ أن أي سياسة تعليمية يجب أن تعتمد على عدد من الأسس والمقومات من أهمها الآتي:‏

الأسس التي تعتمد عليها السياسة التعليمية

  1. التعليم والتعلم عمليتان مستمرتان تبدآن من المولد وحتى نهاية الحياة  إلا أن التعليم النظامي يمثل جانبًا ‏رئيسيًا لأنه يمثل أهم حلقات التعليم المستمر ويؤدي الدور الرئيسي في إكساب الفرد مهارات الاتصال ومعرفة ‏اللغة والرياضيات والفنون والحاسب الآلي والقدرة على الحصول على المعلومة والتعلم الذاتي في المستقبل، ‏والسلوكيات المتصلة بكل ذلك.‏
  2. تطوير التعليم عملية هادئة ومتدرجة، ولا ينبغي إحداثها بصورة مفاجئة، ومن الضروري أن يمهد لعملية ‏التطوير بين المنفذين والمستفيدين، إلا أن ذلك لا يجب أن يعوق أهمية سرعة الحركة في تغيير سبل الإدارة ‏المركزية، والمناطق التعليمية والمدارس، وتحديث أساليبها وتطوير وتعديل مسئولياتها.‏
  3. تطوير التعليم في المجتمع المصري لا ينبغي أن ينعزل بأي شكل عما يحدث في العالم من حولنا، ‏ويجب أن يتوافر له قدر كبير من النظرة المستقبلية، وأن تكون له انعكاسات علي التعليم العالي والجامعي سواء ‏في نظام الدراسة أو تطوير وربط المناهج بالمجتمع المحلي والدولي.‏
  4. المدرسة هي وحدة التعليم الأساسية، والمعلم هو خليتها الحية، وإدارتها هي جهازها العصبي، وأي ‏تطوير لابد وأن يعتمد علي  إعداد المعلم، حيث أنه هو صانع التطوير الأول، وهو وسيلته ولابد من إعادة النظر ‏في أحواله الاجتماعية والمادية والعمل على رفع مكانته الأدبية في المجتمع.‏

وأكد الدكتور حسام بدراوي، أنه استنادا للأسس والمقومات المذكورة فإننا نطرح من خلال رؤية البلاد المستقبلية للتعليم محاور رئيسية ‏للتطوير بهدف أن تكون هذه المحاور المختارة وسيلة لممارسة التطـوير بصورته الأشمل ومدخلًا يمكن من ‏خلاله مناقشة الموضوعات المتصلة بها والتوسع في جوانب التطوير في إطار سياسة عامة واضحة ومحددة.‏

4 محاور رئيسية لتطوير النظم التعليمية

وتتلخص هذه المحاور الأربعة الرئيسية في أن  يشمل أي تعديل أو تطوير:‏

‏1. ‏تحقيق مبدأ الجودة الشاملة.‏

‏2. ‏توسيع قاعدة المشاركة المجتمعية.‏

‏3. ‏استكمال البنية الأساسية للمعرفة بحيث لا يأخذ منها بل يضيف إليها. ‏

‏4. ‏أن يكون أي نظام جديد متوافق مع المتطلبات الدولية المتعارف عليه أو يسعي للحصول إعتماد دولي ‏يتيح للتلاميذ فرص متجددة.‏

ونوه إلى أن أي  تعديل للنظام التعليمي في دولة ذات كثافة سكانية عالية مثل مصر يتطلب رؤية شاملة، تخطيطًا ‏استراتيجيًا، وتطبيقًا متدرجًا لضمان النجاح والاستدامة، مضيفا أن هناك خطوات يجب اتباعها لطرح أي تعديل ناجح تبدأ ‏بتحليل الوضع الراهن شاملًا مراجعة رؤية البلاد في التعليم  لضمان أن يكون التعديل في إطار الرؤية ومتوافقًا ‏معها، ويستدعي قبل الطرح ‏الآتي:

  • ‏ دراسة نقاط القوة والضعف في النظام التعليمي السائد في المرحلة التعليمية التي سيتم التعديل فيها بما في ‏ذلك البنية التحتية، المناهج، طرق التدريس، ومستوى المعلمين مع مقارنتها بالنظم الدولية.‏
  • تحليل الاحتياجات المستقبلية وتحديد المهارات والاحتياجات التي يجب أن يلبيها التعليم في المرحلة ‏المختاره  لتتوافق مع سوق العمل المحلي والعالمي ومتطلبات المستقبل وبناء شخصيات مبادرة وخالقة ‏للوظيفة وليست فقط طالبه لها
  • الاستفادة من البيانات والإحصاءات بعد جمعها وتحليلها‎ ‎حول معدلات الالتحاق، والتواجد المدرسي، ‏والنشاط الطلابي الرياضي والفني، مع الأداء الأكاديمي، وتوافر الموارد.‏

وشدد على ضرورة تحديد أهداف تعديل الثانوية العامة ووضع أهداف واضحة  قصيرة وطويلة المدى له، مؤكدا على وجوبية إشراك أصحاب المصلحة والتواصل مع جميع الأطراف المعنية مثل ا‏لنقابات والمؤسسات التعليمية والمعلمين، أولياء الأمور، والطلاب والجمعيات الأهلية العاملة بايجابية في التعليم مع ‏تنظيم جلسات حوار مجتمعي للتأكد من أن خطة التعديل تحظى بتأييد شعبي  وتلبي احتياجات المجتمع ‏والعمل علي جعل المجتمع شريك في التغيير وليس عدوا له. 

محاور الخطة الاستراتيجية لتطوير النظم التعليمية

وأكد الدكتور حسام بدراوي على ضرورة وضع خطة استراتيجية تشمل الآتي:‏

  1. تطوير المناهج وتحديثها لتشمل التفكير النقدي، وتضمين  التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ‏واللغات في أي نظام جديد.‏
  2. اعداد برامج مكثفة لتأهيل المعلمين على ما يتم طرحه وتزويدهم بمهارات التدريس الحديثة.‏
  3. اعتبار تحدي  إدارة الكثافة الطلابيه  وبيان الإحتياج إلى  بناء فصول دراسية  جديدة أو استغلال ‏الفترات الدراسية لتخفيف الاكتظاظ من عدمه.‏

وأضاف أن وزارة التربية والتعليم، يجب أن تأمن الموارد شاملا التخطيط للتمويل والتعاون مع المؤسسات الدولية والبنوك التنموية وتشجيع القطاع الخاص غير الهادف والهادف للربح  على المشاركة مع إعادة توزيع الموارد وضمان توجيه الميزانيات للمناطق الأكثر احتياجًا.‏

واقترح تنفيذ البرنامج بشكل تدريجي أو بإتاحة إختيارات  ومن المهم إجراء التجربة على نطاق محدود ومن ‏الممكن تطبيق النموذج الجديد في محافظات أو مناطق معينة أولًا لتقييم النتائج، مع المراجعة والتعديل استنادًا إلى النتائج والتغذية الراجعة من الأطراف المعنية.‏

  • طرح سبل قياس الأداء بوضع مؤشرات واضحة للنجاح والمتابعة الدورية وقياس التقدم وتحديد التحديات التي تواجه التنفيذ.‏
  • تعزيز التوعية والدعم المجتمعي  بحملات  توعية لشرح أهمية التعديلات والفوائد المتوقعة وإشراك الإعلام لتسليط الضوء على قصص النجاح وزيادة الدعم الشعبي.‏
  • ضمان استدامة النظام وهو ما فشلت فيه الإدارات السابقة بإلغاء التطبيقات التي يُتفق عليها  مع كل تعديل ‏وزاري،   وعليه يجب إنشاء وحدة لمتابعة الأداء لضمان استمرار تحسين النظام بناءً على التغيرات ‏والاحتياجات المستقبلية مع التعلم من التجارب الدولية مثل نماذج التعليم في دول ذات كثافة سكانية مشابهة ‏‎(‎الهند أو إندونيسيا‎).‎

وأشار إلى أن تعديل النظام التعليمي في دولة كثيفة السكان ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب رؤية شاملة، شراكة مجتمعية، ‏واستثمار طويل المدى والاستنارة بما تم في دول مشابهة في التركيبة السكانية.‏

بدراوي: إدخال الدين في قياس قدرة الطلاب لدخول الجامعات خطير جدا

ونوه إلى أن ادخال مادة التربية الدينية في قياس قدرة الطلاب على الدخول إلى التعليم العالي  خطير جدا وسيتحول الأمر ‏عند مناقشته إلى  خلاف آخر هو ان من يرفض هذا المقترح سيعتبر ضد الدين وتبدأ معركة في المجتمع من مع ‏ومن ضد،  وهو ليس جوهر التعليم في هذه المرحلة. ‏

وأكد الدكتور حسام بدراوي أن جوهر التعليم هو التفكير النقدي  ‏والبحث عن البراهين  وجوهر دراسة الدين هو تصديق ما ليس له برهان  والطاعة للأوامر الإلهية حسب تفسير ‏رجال الدين  وليس حسب تفسيرات العلم. ‏

وأضاف: أنا مسلم ومرتبط بتعاليم ربي كما أفهمها  ولكني أعمل عقلي وأبحث وأشك وأصل إلى  معرفة أفضل لله عز وجل، متابعا: "ارجوكم اتركوا الدين وهو العلاقة بين الإنسان وربه بعيدا عن ممارسة السياسة والنظام التعليمي سياسة، وان ‏كنتم ترغبون في دمج القيم والأخلاق في وجدان الأطفال والتلاميذ   فهي عابرة للأديان ومدخلها علم الفلسفة ‏والمنطق. ‏

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق