فقدت الساحة الإعلامية المصرية والعربية أحد أبرز رموزها، الدكتور سامي عبد العزيز، أستاذ العلاقات العامة والتسويق وفنون الإعلان، الذي أثرى المجال الإعلامي لعقود طويلة من خلال أبحاثه، كتبه، وأدواره الأكاديمية والمهنية.
كانت وفاته المفاجئة صدمة للكثيرين، خاصة أنه كان أحد أشهر منظّري الإعلام في مصر، وتتلمذ على يديه أجيال من الإعلاميين والصحفيين، ما أكسبه لقب "عرّاب الإعلام المصري".
المسيرة الأكاديمية والمهنية
شغل الدكتور سامي عبد العزيز العديد من المناصب الأكاديمية والإدارية، حيث تولى منصب عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، كما ترأس لجنة قطاع الإعلام في المجلس الأعلى للجامعات لعدة دورات.
كان له دور بارز في تعزيز مكانة الكلية على المستويين المحلي والدولي، وساهم في تطوير مناهجها الدراسية بما يتماشى مع أحدث المستجدات في المجال الإعلامي.
إلى جانب عمله الأكاديمي، كان الدكتور سامي عبد العزيز أحد أبرز الخبراء في مجالات العلاقات العامة، الإعلان، والإعلام المؤسسي.
شغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة TBWA\EGYPT، وهي واحدة من أكبر الشركات العاملة في مجال الاتصالات التسويقية المتكاملة، وظل مستشارًا إعلاميًا بارزًا للعديد من المؤسسات الكبرى.
إسهاماته في مجال الإعلام
لم تقتصر إسهامات الدكتور سامي عبد العزيز على التدريس وإعداد الأبحاث، بل كانت له بصمات واضحة في الإعلام العملي من خلال تقديم الاستشارات الإعلامية وإدارة الأزمات الإعلامية للعديد من الجهات الحكومية والخاصة.
كما ألف العديد من الكتب والمراجع التي أصبحت من أهم المصادر الأكاديمية في مجال العلاقات العامة والإعلان، وساهمت في بناء الأسس العلمية الحديثة لتلك التخصصات في العالم العربي.
تميز بأسلوبه الفريد في التدريس والتوجيه، ما جعله يحظى بمحبة واحترام طلابه وزملائه على مدار سنوات عمله الأكاديمي.
ردود الفعل على وفاته
أثارت وفاته المفاجئة حزنًا واسعًا بين الإعلاميين والمثقفين، ونعاه العديد من الشخصيات العامة في مصر والعالم العربي.
قالت الإعلامية لميس الحديدي عبر برنامجها "كلمة أخيرة": "بالنسبة لي، كان الخبر صادمًا وحزينًا. كان أستاذًا لنا جميعًا، ومستشارًا مهمًّا في الإعلام، رجلًا جميلًا للغاية، وجميعنا كنا نحبه".
أما الإعلامي محمود سعد فكتب عبر صفحته بموقع "فيسبوك": "فقدنا قامة إعلامية كبيرة، أثرى العمل الإعلامي وأسهم في تخريج العديد من الكوادر الإعلامية والإذاعية والتلفزيونية عبر سنوات من الإبداع".
وأضاف الإعلامي عمرو أديب: "كان له الشرف بأن يدرس على يديه، لم يكن مجرد عميد لكلية الإعلام، بل كان مدرسة في العلاقات العامة والإعلام، وله بصمة واضحة في تشكيل التوجهات الإعلامية".
كما نعاه المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري الأسبق، قائلًا: "أنعي بكل الحزن والأسى الصديق الغالي أستاذ الإعلام، الدكتور سامي عبد العزيز، أدعو له بالرحمة وفسيح الجنات".
نشرت الدكتورة إيمان جمعة أستاذ الإعلام السياسى بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، وزوجة الدكتور الراحل سامى عبد العزيز عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، ورئيس لجنة قطاع الدراسات الإعلامية السابق بالمجلس الأعلى للجامعات
رحيله وتأثيره على الإعلام المصري
ظل الدكتور سامي عبد العزيز أحد أهم الأكاديميين المختصين بمجال الإعلام في مصر لعقود طويلة، وشغل العديد من المناصب الإدارية الرفيعة.
ولم تقتصر إسهاماته على المجال الأكاديمي فقط، بل امتدت إلى الواقع الإعلامي العملي من خلال تقديمه لاستشارات إعلامية وإدارية لمؤسسات مختلفة، فضلًا عن تحليله الرصين للقضايا الإعلامية والإعلانية.
تميز الراحل برؤية عقلانية ومنهج تحليلي هادئ لمختلف القضايا، ما جعله مرجعًا في الإعلام المصري، ينتظر الجميع رأيه المبني على علم وخبرة وتجربة.
برحيل الدكتور سامي عبد العزيز، فقدت الساحة الإعلامية المصرية والعربية رمزًا أكاديميًا ومهنيًا لا يعوض، ترك بصمة واضحة في مجال العلاقات العامة والإعلام، وساهم في بناء أجيال من الإعلاميين.
ستظل إسهاماته العلمية والمهنية مصدر إلهام للأجيال القادمة، وستبقى ذكراه خالدة في قلوب محبيه وتلاميذه.
لا جنازة ولا عزاء برغبة أسرته
وقد نشرت الدكتورة إيمان جمعة، أستاذ الإعلام السياسي بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، وزوجة الدكتور الراحل سامي عبد العزيز، تدوينة عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، نعت خلالها زوجها بكلمات مؤثرة.
وقالت: “توفي زوجي الغالي الدكتور سامي عبد العزيز، إنا لله وإنا إليه راجعون. أعلم كم سيفتقده الكثيرون من أبنائه وزملائه وأصدقائه”.
وأضافت: “أولادي نعمان ونورهان وأنا أول المكلومين، فراق شخص بهذه القيمة وهذا الحجم أمر لا أستطيع تصديقه حتى الآن. ننتظر دعواتكم وصلواتكم على روحه الطاهرة”.
وأكدت أن العائلة لن تقيم عزاءً أو جنازة، مطالبة الجميع بتفهم رغبتهم في الاختلاء بأنفسهم خلال هذه اللحظات الصعبة، واختتمت رسالتها قائلة: “سندفنه بعد تلاوة القرآن على روحه الطاهرة. وداعًا يا سامي، إلى أن ألقاك حيث لا فراق بعد ذلك”.
0 تعليق