لماذا تدعم شركات السيارات التقليدية نظيرتها الكهربائية؟ تيسلا نموذجًا

0 تعليق ارسل طباعة

بات سلوك بعض شركات السيارات التقليدية محل انتقاد، خاصة في ظل اندفاعها لتزويد شركات السيارات الكهربائية المنافسة ببعض التمويل.

ورغم أن شركات السيارات الكهربائية لم تفصح عن "اسم" الدعم المالي الذي تتلقاه، فإنه على الأرجح يمكن إدراجه تحت اسم "تعويضات الكربون" أو ما يشابهها.

وبدأ هذا النهج يتخذ رقعة أوسع نطاقًا مؤخرًا في السوقَيْن الأميركية والأوروبية، وبدلًا من تحول مصنّعي السيارات القديمة والتقليدية تدريجيًا إلى التصنيع الكهربائي تواصل إنتاج الطرازات العاملة بمحرك الاحتراق الداخلي ودفع الأموال لدعم شركات السيارات النظيفة.

ووفق تحديثات نتائج أعمال شركات السيارات الفصلية والسنوية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الإفصاح المالي لشركة تيسلا الأميركية تضمن تلقيها دعمًا بقيمة 2.8 مليار دولار خلال العام الماضي 2024، من شركات تصنيع السيارات العاملة بالوقود الأحفوري.

رؤية شركات السيارات التقليدية

ما زالت رؤية شركات السيارات التقليدية (Legacy Automakers) تركز على جني الأرباح عبر مبيعات الطرازات العاملة بالوقود الأحفوري، وفي سبيل ذلك تطلق الشركات خطوط الإنتاج وتضخ الاستثمارات وتواصل دعم البحث والتطوير.

وبالتبعية، فإن خطط هذه الشركات لا تُشير إلى أهداف التحول السريع باتجاه السيارات الكهربائية.

مصنع تابع لتيسلا
مصنع تابع لتيسلا - الصورة من NBC News

ويمثّل ما سبق طرحه رؤية مستقبلية واضحة، غير أن تمويل هذه الشركات لتصنيع السيارات الكهربائية يُعد مثيرًا للجدل، خاصة أن السجال بين الفريقين تحول إلى منافسة قد تصل لحد "العداء" في بعض الأحيان، وفق وصف ورد بمقال رئيس تحرير موقع "كلين تكنيكا"، زاكري شاهان.

ويبقى التساؤل حول "لماذا لا تهتم الشركات التقليدية بـ(كهربة أسطولها) بدلًا من تمويل الشركات المنافسة؟" مُلحًا، خاصة أن الأهداف المناخية للحكومات وصناع القرار والسياسات واضحة في هذا الشأن بدعم التقنيات النظيفة المخفضة للكربون.

ويوضح زاكري شاهان، في مقاله، أن التفسير الأكثر منطقية لذلك "أن المسؤولين التنفيذيين للشركات التقليدية يدركون عدم جدوى ضخ الاستثمارات في تحول شركاتهم إلى تصنيع السيارات الكهربائية".

وقال إن هذا الدعم اللافت للانتباه قد يستمر العام الجاري، مع اتجاه شركات السيارات التقليدية إلى دعم وتيرة نمو شركات -مثل تيسلا- على حساب مسؤوليتها في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

نتائج أعمال تيسلا في 2024

أظهرت نتائج أعمال تيسلا في 2024 أن الشركة تلقت دعمًا يصل إلى 2.8 مليار دولار، من شركات السيارات التقليدية خلال العام الماضي.

ولم يفنّد التقرير المالي للشركة الوجهة الجغرافية لهذا التمويل سواء من أميركا أو أوروبا، غير أن التقرير تطرق إلى احتمال استمرار تلقي الشركة تمويلات إضافية خلال العام الجاري من القارة العجوز.

وفي أميركا يظلّ الوضع مرهونًا بنظرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للقطاع، وتعامله مع السيارات الكهربائية.

ودفعت هذه البيانات كاتب المقال إلى وصف الدعم بـ"الحماقة"، وهاجم الشركات المصنعة للسيارات التقليدية، مشيرًا إلى أن تحولها السريع باتجاه "الكهربة" غير مطلوب؛ لكن في الوقت ذاته لا يتعيّن عليها دعم شركات مثل تيسلا وغيرها.

سيارة تتلقى الشحن في محطة تابعة لتيسلا
سيارة تتلقّى الشحن في محطة تابعة لتيسلا - الصورة من كلين تكنيكا

ونصح زاكري شاهان شركات السيارات العاملة بالبنزين والديزل وغيرها من أنواع السيارات التقليدية بتوجيه دعمها لصالح بدء إنتاج وبيع بعض الطرازات الكهربائية، بدلًا من إنفاق المليارات على المنافسين في الصناعة.

وتتطلّب السيارات والشاحنات الكهربائية تطويرًا مستمرًا، عبر ضخ الاستثمارات وتأمين سلسلة التوريد وخطوط الإنتاج، ما يتطلّب الكثير من التمويل والميزانيات.

وتنقسم شركات تصنيع السيارات إلى 3 أقسام حاليًا: المصنعة للسيارات التقليدية فقط، والكهربائية فقط، والشركات التي تصنع نوعَي السيارات.

ويُشير نمو شركات السيارات الكهربائية فقط إلى طموح واسع للاستحواذ على حصة سوقية أكبر، وسحب البساط من تحت أقدام السيارات التقليدية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق