الاثنين 03 فبراير 2025 | 07:20 مساءً

حذّر الدكتور طارق محمود، أستاذ الإرشاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، من المخاطر الجسيمة لاستخدام المبيدات الحشرية على البيئة والصحة العامة، مؤكدًا أن أكثر من 85% من المصريين يحملون متبقيات مبيدات في أجسامهم نتيجة استهلاك محاصيل ملوثة. 

أستاذ إرشاد زراعي: المبيدات الكيميائية تهدد صحة الإنسان والتربة

وأوضح أن هذه المواد الكيميائية لا تتحلل بسهولة، مما يؤدي إلى تراكمها في التربة والمحاصيل، ومن ثم انتقالها إلى الإنسان عبر الغذاء، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان.

وأصبحت المبيدات الحشرية من أخطر المستحدثات الزراعية في العصر الحديث، إذ رغم دورها الفعّال في مكافحة الآفات الزراعية، فإنها تحمل تأثيرات سلبية على جميع الكائنات الحية والبيئة المحيطة. 

وأوضح الدكتور طارق محمود في تصريحات خاصة لموقع"بلدنا اليوم", أن المبيدات عند استخدامها تقضي ليس فقط على الحشرات الضارة، بل تمتد آثارها إلى الأعداء الحيوية التي تلعب دورًا طبيعيًا في توازن النظام البيئي.

وأشار إلى أن العديد من الدول الأوروبية منعت استخدام المبيدات الحشرية منذ عقود، بينما لا تزال تُستخدم في مصر بمعدلات مرتفعة، مما يشكل تهديدًا للصحة العامة. وبيّن أن المبيدات لا تتحلل بسهولة في التربة، حيث قد تستمر آثارها لعقود، مما يؤدي إلى تلوث المحاصيل الزراعية وتراكمها في جسم الإنسان.

وأكد أن المبيدات الجهازية، التي يمتصها النبات من الداخل، تمثل الخطر الأكبر، إذ لا يمكن إزالتها بالغسيل أو التنظيف، مما يجعل المستهلك عرضة لمخاطرها الصحية. ومن بين الآثار السلبية لهذه المبيدات أنها تستقر في الدهون داخل جسم الإنسان، مما يؤدي إلى تدمير الخلايا الحية وزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض السرطانية.

وكما حذّر من مخاطر فقدان الوزن السريع، إذ يؤدي انخفاض نسبة الدهون في الجسم إلى إطلاق كميات كبيرة من المبيدات المخزنة، مما يعرض الجسم لأضرار صحية مضاعفة.

واختتم الدكتور طارق محمود تحذيراته بضرورة تعزيز الوعي حول خطورة المبيدات الحشرية والتوجه نحو بدائل زراعية آمنة، مثل المكافحة البيولوجية واستخدام الأسمدة العضوية، للحد من تأثيراتها الضارة. 

وكما دعا إلى فرض رقابة صارمة على استخدام المبيدات في مصر، والالتزام بالمعايير العالمية لحماية البيئة وصحة الإنسان.