تحدث نزار بركة، وزير التجهيز والماء، لأول مرة عن الحادث الذي أودى بحياة 5 عمال كانوا يشتغلون في إطار ورش تعلية سد المختار السوسي بجماعة أوزيوة بإقليم تارودانت، إذ كشف أن الوزارة التي يشرف عليها “قامت بإرسال لجنة مركزية مكونة من ممثلين عن المديرية العامة لهندسة المياه والمفتشية العامة للوزارة، وذلك قصد التحري لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث”.
وأوضح بركة، في جواب له عن سؤالين شفويين آنيين، الإثنين بمجلس النواب، أن “اللجنة قامت بالاستماع إلى جميع المعنيين المتواجدين بمكان الحادث بسد المختار السوسي، حيث التقت بأعضاء من فريق الإنقاذ التابع لمنجم زكوندر بالإقليم ذاته، الذي ساهم في إخراج جثث الضحايا من داخل النفق مكان وقوع الحادث”، مفيدا بأن “لجنة التحري تعكف على دراسة وتحليل المعطيات المتعلقة بالحادث قصد إعداد تقرير في الموضوع يبين التدبير الواجب القيام به”.
وبعدما شدد على ضرورة توفير شروط السلامة في أماكن العمل لفت المسؤول ذاته إلى أن “وزارة التجهيز والماء أصدرت دورية لدعم وتعزيز حماية العاملين بالأوراش الكبرى، وتتوفر على دفتر تحملات واضح، خاصة بالنسبة للشروط المفروضة على المقاول لضمان سلامة الورش، حسب طبيعته، بما يشمل تشييد السدود وإنجاز الأثقاب المائية”.
وذكر الوزير في السياق نفسه أن “دفاتر الشروط الخاصة بالأشغال تنص على اتخاذ تدابير كافية من أجل ضمان السلامة في الأوراش”، موردا أنه “بالنسبة لشروط حماية سلامة المستخدمين في أوراش الأغيار يلتزم المقاول تحت نفقته ومسؤوليته باتخاذ كافة التدابير اللازمة، بما في ذلك تأمين هؤلاء العاملين”.
وطالب نواب برلمانيون، من الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية وفريق التجمع الوطني للأحرار، بضرورة “تكثيف الرقابة، خصوصا في فترات توظيف عدد من العمال في ورش معين، بما ينذر دائما بارتفاع منسوب هذه الحوادث، في وقت تستعد المملكة للمونديال بإنشاء المنشآت اللازمة”.
رفع جودة الطرق
ضمن الجلسة نفسها دائما أكد وزير التجهيز والماء “العمل على تحقيق هدف يخص الرفع من جودة الطرق بالمغرب إلى 80 في المائة مقارنة بحوالي 62,5 في المائة في الوقت الراهن، إذ تم توفير مخطط يهم المرحلة إلى غاية 2040″، مسجلا أن “الوزارة تقوم بتعبئة 46 في المائة من ميزانيتها الخاصة بالطرق للصيانة”.
ووجد الوزير نفسه أمام مطالب ملحة من قبل نواب برلمانيين من أجل فك العزلة عن عدد من المناطق بالمغرب، بتسريع إنشاء طرق ومحاور طرقية، خصوصا بالعالم القروي، إذ اشتكى نوابٌ من “معاناة قرويين من العزلة في مغرب 2024”. وبيّن بركة أن “هناك عملا على هذا الموضوع عبر صندوق التنمية القروية والاتفاقيات التي يتم القيام بها مع المجالس الجهوية والإقليمية”، مفيدا بأن “الأولوية في تشييد الطرق يجب أن تعطى للأسواق والمناطق السياحية والمستوصفات والمدارس”.
وقال المسؤول الحكومي ذاته في ما معناه إنه “تمت تعبئة 36 مليار درهم من أصل 55 مليار درهم المخصصة في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية لفائدة فك العزلة”، وزاد: “وصلنا اليوم إلى حوالي 22 ألف كيلومتر، في وقت انطلقنا في وضع شراكات مع الجهات والأقاليم”، موضحا في جوابه عن تساؤلات نواب برلمانيين أن “طرقا جرت برمجتها في هذا الإطار”.
0 تعليق