صراعات داخلية.. هل تنهار الحكومة الإسرائيلية قريبًا؟

0 تعليق ارسل طباعة
0

تشهد إسرائيل صراعات داخلية متزايدة تُهدد بقاء حكومة بنيامين نتنياهو، في ظل الانتقادات الحادة التي تواجهه بسبب سياساته خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

وتتناول الانتقادات فشله في تحقيق الأهداف المعلنة، بما في ذلك القضاء على حركة حماس، وتفاقم الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي وائتلافه الحكومي، وسط ضغوط دولية كبيرة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

نتنياهو

نتنياهو

الاضطرابات الداخلية تهدد مستقبل إسرائيل

حسب مقال في صحيفة “جيروزاليم بوست” للكاتب الإسرائيلي يديديا شتيرن، رئيس معهد سياسة الشعب اليهودي (JPPI) وأستاذ القانون الفخري في جامعة بار إيلان، الأحد 12 يناير 2025، تشهد إسرائيل تصاعدًا في حدة الصراعات الداخلية التي باتت تؤثر بشكل مباشر على تماسك المجتمع الإسرائيلي ومستقبله، ودفعت هذه الأزمات دفعت آلاف الإسرائيليين إلى الهجرة الجماعية، ما يعكس تزايد المخاوف من عدم استقرار الدولة وتآكل المبادئ الديمقراطية.

وأشار شتيرن إلى بيانات تُظهر أن عدد الإسرائيليين الذين غادروا الدولة في عام 2023 تجاوز عدد العائدين بأكثر من 27,500 شخص، وتضاعف الرقم في عام 2024 ليصل إلى 59,000 شخص، موضحًا أن هذه الهجرة الجماعية ليست نتيجة فقط للأوضاع الاقتصادية أو الأمنية، بل تعكس صراعات داخلية عميقة تهدد وحدة المجتمع الإسرائيلي.

الإصلاح القضائي وتأثيره على الانقسامات

سلط شتيرن الضوء على الإصلاح القضائي المثير للجدل عام 2023، والذي أثار موجة من الاحتجاجات وأعاد إشعال الانقسامات بين مختلف فئات المجتمع، مؤكدًا أن هذه الإصلاحات ساهمت في تفاقم الصراعات الأيديولوجية بين مجموعات الهوية المختلفة، حيث تسعى كل مجموعة لتحقيق أهداف وطنية متعارضة، مما يزيد من حدة الانقسامات السياسية والاجتماعية.

وتناول الكاتب التغيير الذي تشهده النخب الاجتماعية في إسرائيل، حيث تشعر بعض الفئات بأنها تُستبعد من مواقع القيادة الوطنية، مما يثير الإحباط والخوف بين من ساهموا في بناء الدولة، لافتًا إلى أن غياب دستور واضح وقواعد ثابتة يزيد من هشاشة النظام السياسي والاجتماعي، حيث يمكن لأي أغلبية برلمانية أن تغير القواعد بشكل أحادي.

أزمة الثقة والفشل السياسي

تُبرز الانتقادات الموجهة إلى نتنياهو فشله في منع الهجوم المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وعجزه عن تحقيق “النصر المطلق” الذي وعد به الشعب الإسرائيلي، ويُشير المحللون إلى أن الحرب التي استمرت لنحو نصف عام كانت عبثية، وركزت فقط على الإبادة الجماعية للفلسطينيين دون تحقيق أهداف استراتيجية ملموسة.

وتضاعفت الضغوط الداخلية مع قبول نتنياهو أخيرًا ببنود اتفاق وقف إطلاق النار التي رفضها سابقًا عندما قدمها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في مايو 2024، ما زاد من الشعور العام بأن رئيس الوزراء فقد السيطرة السياسية وخضع لضغوط إدارة ترامب.

انقسامات داخلية تهدد الحكومة

أدى فشل نتنياهو في إدارة الحرب إلى تصاعد الصراعات داخل ائتلاف اليمين المتطرف الحاكم، ويشير المحللون إلى أن هذه الصراعات تعكس التباين بين أطراف الائتلاف حول قضايا مثل الاستيطان، وقف الحرب، وضم الضفة الغربية.

وفي ظل هذه الانقسامات، قد يلجأ نتنياهو إلى تشكيل حكومة بديلة بالتعاون مع المعارضة لتخفيف مسؤولية الفشل عنه شخصيًا، أو التوجه إلى انتخابات مبكرة للكنيست، وهذه السيناريوهات تعكس الضغوط السياسية الهائلة التي يواجهها رئيس الوزراء، والتي تُهدد مستقبله السياسي.

انعكاسات الانتقادات على مستقبل إسرائيل

يُتوقع أن تدخل إسرائيل مرحلة جديدة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي نتيجة الحرب الأطول في تاريخها، التي كلفتها خسائر كبيرة على مختلف المستويات، ما يُثير تساؤلات حول مستقبل النظام السياسي الإسرائيلي برمته.

تُظهر الأوضاع الراهنة في إسرائيل تصاعد الصراعات الداخلية، مما يضع حكومة نتنياهو على شفا الانهيار، ومع استمرار الانتقادات والضغوط الدولية والمحلية، تبدو حكومة اليمين المتطرف عاجزة عن التعامل مع التحديات، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات تُهدد استقرار إسرائيل ومستقبلها.

اقرأ أيضا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق