الثلاثاء 04 فبراير 2025 | 07:11 مساءً

أثار تعليق الولايات المتحدة لتمويل المساعدات الخارجية مخاوف أممية من تصاعد وفيات الأمهات والمواليد، في ظل تضرر برامج إنسانية حيوية كانت توفر الدعم الصحي والغذائي لملايين النساء والفتيات حول العالم. 

أدى هذا القرار إلى تعليق صندوق الأمم المتحدة للسكان للخدمات التي كانت تعتمد على المنح الأمريكية، مما يضع الفئات الأكثر ضعفًا في مواجهة مخاطر كارثية.

تزايد المخاطر على النساء والفتيات

وحسب ما نقله الموقع الرسمي لمنظمة "الأمم المتحدة"، حذر المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، بيو سميث، من التداعيات الخطيرة لهذا التعليق، موضحًا أن غياب التمويل سيؤدي إلى ارتفاع وفيات الأمهات وحديثي الولادة، وزيادة خطر الإصابة بناسور الولادة، فضلًا عن فقدان الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي لمصادر الدعم الطبي والنفسي.

قال سميث أن الرسائل الواردة من الإدارة الأمريكية مماثلة لما تلقته وكالات الأمم المتحدة الأخرى، مشيرًا إلى أن المنظمة تسعى لفهم المزيد من التفاصيل حول مبررات القرار، لا سيما فيما يخص البرامج التي كان يُفترض إعفاؤها وفق المبادئ الإنسانية.

تأثير مباشر على أفغانستان ودول الأزمات

كشف سميث أن التوقف المفاجئ للدعم الأمريكي سيؤثر بشكل خاص على أفغانستان، حيث يتوقع أن يؤدي هذا القرار إلى 1200 وفاة إضافية بين الأمهات و109,000 حالة حمل غير مقصودة خلال الفترة ما بين 2025 و2028، مما يزيد من الأعباء الصحية والاقتصادية في البلاد.

عبر المسؤول الأممي عن أمله في أن تواصل الولايات المتحدة دورها كقائدة عالمية في مجال التنمية، وألا تتخلى عن التزاماتها تجاه الفئات المتضررة من الأزمات التي لم تكن طرفًا في صنعها.

الشتائم لن تحل الأزمة

بالإضافة إلى ذلك، أوضح يانس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن المنظمة تتواصل مع مكاتبها حول العالم ومع السفارات الأمريكية سعيًا لفهم تداعيات القرار الأمريكي، وأشار إلى أن 47% من النداء الإنساني العالمي تم تمويله العام الماضي من قبل الحكومة الأمريكية، مما يعكس أهمية هذا التمويل في إنقاذ الأرواح.

كما أكد لاركيه أن توجيه اللوم أو الشتائم لن يساعد في حل الأزمة، داعيًا إلى الحوار لإيجاد حلول تضمن استمرار البرامج الإنسانية الضرورية.

دعوات للحفاظ على التعاون الدولي

و شددت أليساندرا فيلوتشي، مديرة دائرة الإعلام بالأمم المتحدة في جنيف، على أهمية استمرار العمل المشترك، مؤكدة أن المنظمة منفتحة على أي انتقادات بناءة تسهم في تحسين آليات التعاون، وأعادت التأكيد على التزام الأمم المتحدة بالحفاظ على علاقة الثقة مع الولايات المتحدة، والعمل على إيجاد حلول تضمن استمرار الدعم للمحتاجين.