تراخيص الطاقة المتجددة في أميركا.. معلقة مؤقتًا (تقرير)

0 تعليق ارسل طباعة

علّقت وزارة الداخلية الأميركية، مؤقتًا، صلاحيات مكاتبها ودوائرها بإصدار تراخيص لمشروعات الطاقة المتجددة في أميركا، ويأتي ذلك في إطار الأوامر التنفيذية الصادرة عن إدارة الرئيس دونالد ترمب بهذا الشأن.

وقد وقّع أمر التعليق هذا القائم بأعمال وزير الداخلية الأميركية، وولتر كرويكشانك، ويشمل ذلك الإيجارات وحقوق المرور والعقود أو أيّ اتفاقيات أخرى مطلوبة للتطوير، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ومن المقرر أن تستمر القيود لمدة 60 يومًا، ولن يتمكن سوى 9 مسؤولين كبار محددين في الوزارة من إصدار أيٍّ من التراخيص اللازمة لمشروعات الطاقة المتجددة في أميركا، وتحديدًا طاقة الرياح والطاقة الشمسية على الأراضي والمياه الفيدرالية.

ومن المرجّح إصدار عدد قليل من الموافقات على مشروعات الطاقة المتجددة في أميركا، إن وُجدت، خلال تلك المدة.

التأثير في قطاعَي طاقة الرياح والطاقة الشمسية

من المرجّح أن يكون تأثير التعليق المؤقت لإصدار تراخيص مشروعات الطاقة المتجددة في أميركا، بقطاعَي طاقة الرياح والطاقة الشمسية، طفيفًا.

في المقابل، فإن البيئة التنظيمية المتشابكة، على المستوى الفيدرالي والولايات، قد تعوق تطوير الطاقة المتجددة في السنوات القليلة المقبلة.

في حملته الانتخابية، وجّه الرئيس، دونالد ترمب هجومه عمومًا نحو طاقة الرياح، وليس الطاقة الشمسية، وكان ذلك من خلال أوامره التنفيذية بأسبوعه الأول في منصبه.

أحد مراكز بيانات شركة غوغل في مقاطعة دوغلاس بولاية جورجيا
أحد مراكز بيانات شركة غوغل في مقاطعة دوغلاس بولاية جورجيا – الصورة من صحيفة إندبندنت البريطانية

وأعلن ترمب حظرًا غير محدد لجميع التراخيص والإيجارات الفيدرالية لمشروعات الرياح، سواء البرية أو البحرية.

وسوف يراجع مسؤولو الإدارة الإيجارات الحالية لطاقة الرياح البحرية، بهدف إلغائها، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

الانتقادات الموجهة للطاقة الشمسية

على الرغم من أن طاقة الرياح هي المستهدفة في الغالب، فإن الطاقة الشمسية كانت تتعرض لبعض الانتقادات.

وقال الرئيس ترمب لقناة فوكس نيوز، الأسبوع الماضي: "نحن لا نريد توربينات الرياح في هذا البلد، وسنُصدر أمرًا بشأنها".

وأضاف: "هل تعلم ما الذي لا يحبه الناس أيضًا؟ تلك الحقول الشمسية الضخمة المبنية على الأرض، التي تغطي 10 أميال في 10 أميال، أعني أنها سخيفة".

وعكست تعليقات ترمب محاولات بعض الولايات لإصدار قوانين تقيّد تطوير الطاقة الشمسية، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.

الألواح الشمسية في صحراء موهافي بولاية كاليفورنيا
الألواح الشمسية في صحراء موهافي بولاية كاليفورنيا – الصورة من إنرجي مونيتور

وفي ولاية يوتا، على سبيل المثال، من شأن التشريع المقترح فرض مجموعة من القيود الجديدة على مرافق الطاقة الشمسية، بما في ذلك شرط أن تكون على بعد 4 أميال (6.43 كيلومترًا) على الأقل، ويفصل بينها "مساحة خضراء".

وفي نكسة أخرى لقطاع الطاقة المتجددة في أميركا، وتحديدًا الشمسية، أُبلِغت وكالات الحكومة المحلية وفي الولايات والمنظمات غير الربحية التي وقّعت عقودًا للحصول على منح بموجب برنامج "الطاقة الشمسية للجميع" للرئيس السابق جو بايدن، بأن مدفوعاتها قد توقفت.

زيادة إمدادات الكهرباء للذكاء الاصطناعي

ما يزال الضغط لزيادة إمدادات الكهرباء في الولايات المتحدة للذكاء الاصطناعي قائمًا، على الرغم من ظهور تطبيق "ديب سيك" الصيني DeepSeek.

وقد تتعارض تحركات الإدارة لإبطاء تطوير الطاقة المتجددة مع هدف آخر للرئيس ترمب: تعزيز إمدادات الكهرباء في الولايات المتحدة لدعم مراكز البيانات للذكاء الاصطناعي.

وأدى إصدار نموذج الذكاء الاصطناعي "ديب سيك" الأسبوع الماضي، الذي يبدو أنه يوفر كفاءة طاقة أكبر كثيرًا من نماذج اللغات الكبيرة الأخرى، إلى هبوط أسهم بعض شركات الكهرباء، وبحلول نهاية الأسبوع، عُوِّضَت بعض هذه الخسائر.

ويرى الادّعاء بأن نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر كفاءة من شأنها أن تؤدي إلى انخفاض الطلب على الكهرباء غير مؤكد.

وبالنسبة للإدارة الأميركية، فإن الحاجة إلى زيادة إمدادات الكهرباء لدعم تطوير الذكاء الاصطناعي تُعدّ أمرًا بالغ الأهمية.

توربينات الرياح في ولاية أوكلاهوما الأميركية
توربينات الرياح في ولاية أوكلاهوما الأميركية – الصورة من موقع ساينتيفيك أميركان

وفي إعلان الرئيس ترمب "حالة الطوارئ الوطنية للطاقة" الأسبوع الماضي، قال، إن قدرة الولايات المتحدة على البقاء في طليعة الابتكار التكنولوجي تعتمد على إمدادات طاقة موثوقة وسلامة شبكة الكهرباء.

وتركّز الإدارة بقوة على توليد "الحمل الأساس" من الوقود الأحفوري والطاقة النووية.

ويزعم إعلان حالة الطوارئ منح صلاحيات بعيدة المدى للإدارة لتسريع تطوير الطاقة، ولكن تعريفه لـ "الطاقة" يستبعد بوضوح طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

رفض دعم طاقة الرياح والطاقة الشمسية

من خلال رفض دعم طاقة الرياح والطاقة الشمسية، والعمل الدؤوب على كبحها، فإن الإدارة الأميركية تقيّد بعض المصادر المتاحة بسهولة لإمدادات الكهرباء الإضافية.

وتمثّل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتخزين الغالبية العظمى من سعة إمداد الكهرباء الجديدة المقترحة في الولايات المتحدة.

من جهته، وجد مختبر لورانس بيركلي الوطني أنه في نهاية عام 2023، كان هناك نحو 1.57 تيراواط من سعة التوليد المقترحة تنتظر مشروعات الربط لوصلها بالشبكة، وهي كمية أكبر من إجمالي سعة التوليد العاملة حاليًا في الولايات المتحدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق