يقدِّم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرِض القاهرة الدولي للكتاب لزوَّاره عددًا من أحدث إصدارات الحكماء للنشر لعام 2025، من أبرزها كتاب “في الثَّقافة العامَّةِ”، بقلم علي العناني (ت: ١٩٤٠)، أستاذ الفلسفة بكليتي دار العلوم وأصول الدين.

راعى الدُّكتور العناني في هذا الكتاب حدودَ منهج الثَّقافة العامَّة كما حدَّدَته المشيخةُ الجليلةُ في كلِّية أصولِ الدِّين، ويشتمل الكتاب على تمهيد يتناول الحياة العقليَّة العامَّة وموضوع الثَّقافةِ، ثم متن للكتاب الذي يفصل القول في قضايا ثلاث: التَّفكير الدِّينيُّ، النَّظر الفلسفي، الأدب.

ويؤكد المؤلِّف على أن موضوع الثقافة هو الانتاج العقلى الانساني من أول أدواره حتى الزمن الحديث، وأنَّ هذا الإنتاج المذكور ينحصر في أربع دوائر كبرى؛ هي: دائرة التفكير الديني، ودائرة النظر الفلسفي، ودائرة المجهود الأدبي، ودائرة العلوم، لافتًا إلى أن "الدين" هو أقدم التفكير الإنساني، وعنه نشأت الفلسفة من جهة، والأدب من جهة أخرى، وعن الفلسفة والأدب نشأ العلم، ويحيط بدوائر الفلسفة والأدب والعلم محيط "الدين" الواسع الشامل، فهو الأوَّل في النشأة؛ وهو المحيط بكل الأنواع إلا قليلًا حتَّى الآن.

وينبِّه المؤلف على أنه يلزم عند البحث في الإنتاج العقلى الإنساني وأقسامه الأربعة أن يبدأ الباحث بالدين، ثم ينتقل إلى النظر الفلسفي، ويعقبه الأدب، وينتهى بالعلم وأنواع العلوم، لافتًا إلى أن النظر الفلسفي قد نشأ عن الدين في عصور التدوين، فكان الأدب أسبق في الوجود من النظر الفلسفي، وبناءً على ذلك كان من اللَّازم أن يوضع الأدب في المرتبة الثانية بعد الدين والنظر الفلسفي في المرتبة الثالثة، وفي المرتبة الرابعة الأخيرة يوضع العلم حسب الترتيب الزمني في النشوء.

ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير 2025؛ حيث يضم الجناح عددًا كبيرًا من الإصدارات المتميزة للمجلس، بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من الندوات والأنشطة والفعاليات التي تركِّز على نشر قيم الخير والمحبَّة والسَّلام والتَّعايش المشترك بين جميع البشر.

ويقع جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بجوار جناح الأزهر الشريف، في قاعة التراث رقم (4)، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، بالتجمع الخامس.