"ريفييرا الشرق الأوسط".. رؤية ترامب لغزة تثير الجدل

0 تعليق ارسل طباعة

الاربعاء 05 فبراير 2025 | 03:52 مساءً

ترامب ونتنياهو

ترامب ونتنياهو

كتب : بسمة هاني

في خطوة غير متوقعة، طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب رؤية مثيرة للجدل بشأن قطاع غزة، حيث تحدث عن إمكانية "إشراف" الولايات المتحدة على إعادة إعماره وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

هذا الطرح، الذي كشف عنه موقع "أكسيوس"، أثار ردود فعل متباينة بين الأوساط السياسية، إذ لقي استحسانًا لدى اليمين الإسرائيلي، لكنه في المقابل أثار قلقًا واسعًا في الدول العربية.

مقترح مفاجئ وتوقيت حساس

وفقًا لمصادر مقربة من ترامب، فإن الفكرة لم تكن جزءًا من خطة سياسية متكاملة، بل نتيجة تفكير شخصي استمر شهرين.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن ترامب طرح هذا الاقتراح لأنه لم يجد أي مقترحات جديدة بشأن غزة، معتبرًا أنه الوحيد القادر على تقديم "حل مبتكر" للمنطقة.

يأتي هذا الطرح في توقيت حساس، بالتزامن مع وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، إلى جانب مفاوضات صفقة تبادل الأسرى. ويرى مراقبون أن تصريحات ترامب قد تعزز موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتدفعه نحو مزيد من التصعيد العسكري بدلًا من البحث عن حلول سياسية دائمة.

"ريفييرا الشرق الأوسط".. رؤية أم وهم؟

بعد اجتماعه مع نتنياهو في واشنطن، كشف ترامب عن خطته الطموحة لإعادة إعمار غزة، متصورًا أن القطاع يمكن أن يتحول إلى وجهة سياحية عالمية.

هذا الإعلان فاجأ الصحفيين وحتى بعض مستشاريه، الذين لم يكونوا على دراية بهذا المخطط.

في إسرائيل، وصف مسؤول حكومي اللقاء مع ترامب بأنه "محوري"، مشيدًا بما اعتبره "رؤية غير تقليدية".

لكن في المقابل، جاءت ردود الفعل العربية غاضبة، حيث أعربت مصر والأردن والسلطة الفلسطينية عن رفضها لأي مخططات تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية لغزة أو فرض تهجير قسري على سكانها.

السعودية ترد بحزم

لم تمر التصريحات الأميركية دون رد فعل قوي من السعودية، خاصة بعد تلميح ترامب إلى احتمال مشاركة الرياض في تنفيذ خطته.

وأكدت الخارجية السعودية أن موقفها ثابت تجاه القضية الفلسطينية، وأنها لن تدعم أي حل لا يشمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

أبعاد اقتصادية أم طموحات جيوسياسية؟

لم يُعرف بالضبط كيف توصل ترامب إلى فكرة "السيطرة الأميركية" على غزة، لكن مصادر قريبة منه أشارت إلى أنه كان متأثرًا بتقارير حول الدمار الهائل في القطاع، والتي توقعت أن عملية إعادة الإعمار قد تستغرق أكثر من 15 عامًا.

ونتيجة لذلك، اقترح ترامب إشرافًا دوليًا بقيادة أميركية لإعادة بناء القطاع في فترة أقصر.

من جهة أخرى، أكدت نائبة مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، أن إدارة ترامب طلبت من السفراء العرب تقديم مقترحات بديلة بدلًا من رفض خطته دون تقديم حلول ملموسة.

غزة كـ"عقار سياسي": صفقة إقليمية أم مجرد استعراض؟

يعتبر ترامب أن غزة قد تكون عنصرًا رئيسيًا في صفقة إقليمية أوسع تشمل إسرائيل والسعودية ودولًا أخرى.

لكن هذا الطرح أثار تساؤلات حول مدى إدراكه لتعقيدات المشهد الفلسطيني. فقد تجاهلت خطته معاناة الفلسطينيين المستمرة، وتعاملت مع القضية وكأنها مشروع عقاري يمكن إدارته بسهولة.

قال أحد المقربين من ترامب:

"إنه شخص يحب التحدي، وقد أراد فقط أن يطرح فكرة غير تقليدية ليختبر ردود الفعل."

هل تعرقل الخطة وقف إطلاق النار؟

مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يخشى البعض من أن تصريحات ترامب قد تعرقل المفاوضات الجارية.

فبدلًا من تهدئة الأوضاع، قد تزيد هذه الطروحات من دعم حماس داخليًا، مما يهدد تنفيذ صفقة تبادل الأسرى.

تحركات دبلوماسية مرتقبة

على خلفية هذا الجدل، يترقب المجتمع الدولي زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني إلى واشنطن، يعقبها لقاء مرتقب بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وترامب.

ويتوقع أن تشهد هذه الاجتماعات مناقشات حادة حول مستقبل غزة والتصريحات الأميركية الأخيرة.

مناورة أم رؤية فعلية؟

إعلان ترامب عن رؤيته لغزة فتح بابًا واسعًا من التساؤلات حول مدى جديته في تنفيذها.

فهل هي مجرد مناورة سياسية تهدف إلى كسب الاهتمام الإعلامي، أم أنها تعكس خطة فعلية قد يتم السعي لتطبيقها؟

الأكيد أن غزة ليست مجرد مشروع استثماري، بل قضية سياسية معقدة لن تُحل بطرح مبسط أو رؤية قائمة على المصالح الاقتصادية فقط.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق