الرقب: خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين فاشلة ولن تنجح في ظل تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه(خاص)

0 تعليق ارسل طباعة

الاربعاء 05 فبراير 2025 | 02:34 مساءً

الدكتور أيمن الرقب

الدكتور أيمن الرقب

كتب : بسمة هاني

أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل ستكون أكثر قوة من أي وقت مضى، مشيرًا إلى التزام بلاده بدعم إسرائيل بشكل غير مسبوق.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، أوضح ترامب أن واشنطن تعمل بجهود مكثفة من أجل تحقيق استقرار غير مسبوق في منطقة الشرق الأوسط، يفوق ما تم تحقيقه خلال العقود الماضية.

إخلاء غزة من المخاطر وخطة نقل السكان

وفيما يتعلق بقطاع غزة، شدد ترامب على أن الولايات المتحدة ستتحمل مسؤولية تطهير القطاع من كافة الأخطار، بما في ذلك إزالة المتفجرات والتهديدات الأمنية، وفقًا لوكالة "رويترز". كما أوضح أنه يرى ضرورة مغادرة سكان غزة إلى دول أخرى، معتبرًا أن بقاء الفلسطينيين في القطاع لم يحقق النجاح في الماضي ولن يكون حلاً ناجحًا في المستقبل، إلا إذا توافر لهم بديل مناسب للعيش بسلام وأمان.

وأشار ترامب إلى أنه قضى "أشهرًا طويلة" في دراسة ملف غزة، موضحًا أن اتخاذ القرار بشأنه لم يكن سهلًا. وكشف أنه أجرى مشاورات مع العديد من زعماء الشرق الأوسط، الذين أعربوا عن إعجابهم بفكرة إعادة توطين الفلسطينيين خارج القطاع.

التنسيق مع إسرائيل للقضاء على حماس

كما كشف الرئيس الأمريكي أن اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ركّز بشكل أساسي على سبل القضاء على حركة "حماس" في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هناك خططًا يتم العمل عليها لضمان تنفيذ ذلك بأكثر الطرق فاعلية.

رؤية جديدة للشرق الأوسط

وأعرب ترامب عن احترامه الكبير للدول العربية ومواقفها إزاء الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن ما يقوم به حاليًا سيؤدي إلى تحقيق سلام مستدام في المنطقة.

انتقاد الإدارة الأمريكية السابقة

لم يفوّت ترامب الفرصة لانتقاد الإدارة الأمريكية السابقة، حيث وصفها بأنها "سيئة للغاية"، مشيرًا إلى أن سياساتها أدت إلى أضرار كارثية في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف أن أحداث 7 أكتوبر في إسرائيل، إلى جانب الحرب في أوكرانيا، ما كان لها أن تقع لو كان هو في السلطة.

زيارات مرتقبة إلى المنطقة

تعهّد الرئيس الأمريكي بزيارة غزة، مؤكدًا أنه سيقوم أيضًا بزيارة إسرائيل والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى دول أخرى في الشرق الأوسط، لكنه لم يحدد جدولًا زمنيًا لهذه الزيارات. وقال ترامب: "أنا أحب إسرائيل، وسأزورها قريبًا".

رأي الدكتور أيمن الرقب حول تصريحات ترامب

قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في تصريحات لـ"بلدنا اليوم"، إن هذا الموقف ليس جديدًا على ترامب، فقد سبق له أن طرحه في عام 2018 وغادر دون أن يحقق هدفه، والآن يعود لتهديد الفلسطينيين الذين غادروا قطاع غزة، موجهًا تهديده لأولئك الذين انتقلوا إلى مصر وغزة، محاولًا الإشارة إلى أماكن أخرى.

وأكد الرقب أن ترامب يصر على أن أهم شيء هو أن يغادر سكان غزة.

وأشار الرقب إلى أن ترامب حاول تبرير كلامه بشكل يظهر وكأنه حريص على الشعب الفلسطيني، كما لو كان هو من يمتلك قرارًا بشأن ما إذا كان الشعب الفلسطيني سيغادر قطاع غزة أم لا.

ولفت إلى أن الوضع في قطاع غزة بحاجة إلى إعادة بناء لمدة تتراوح بين عشرة إلى خمسة عشر عامًا، ما يعني أن الأمل في تحسين الوضع بعيد جدًا.

وأضاف أن الأمريكيين قد يعرضون الأموال والموارد، لكن الفلسطينيين قادرون على بناء غزة مرة أخرى في أقل من ثلاث سنوات.

وأوضح الرقب أن إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على السيطرة على قطاع غزة يعد أمرًا جديدًا، حيث بدأت أمريكا في فك المتفجرات، مما يشير إلى أن مطامعهم في غزة والأراضي الفلسطينية.

وأشار إلى أن مشروع نتنياهو السابق، الذي يتضمن خطًا مائيًا يربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، يمتد ليشمل غزة، مما يدل على أن هناك اهتمامًا متزايدًا بغزة.

وأوضح أن نتنياهو قد يكون قد أقنع ترامب بهذا التوجه بناءً على تطورات الوضع.

وفيما يتعلق بموقف الشعب الفلسطيني والدول العربية، أكد الرقب أن الشعوب الفلسطينية والعربية ستفشل خطة ترامب. وأشار إلى الموقف العربي المتماسك، الذي سيظهر قوته في المرحلة القادمة، حيث أكدت مصر بشكل قاطع أنها ترفض تهجير الفلسطينيين، وأنه لا بديل عن قيام دولة فلسطينية تعيش في أمان.

وأوضح الموقف السداسي في القاهرة، الذي أكد على ضرورة قيام دولة فلسطينية.

وحول إصرار ترامب على تهجير الفلسطينيين قسرًا، اقترح الرقب اقتراحًا لترامب بأن يتم نقل سكان قطاع غزة إلى ولاية من ولايات أمريكا، مثل فلوريدا، لمدة عشر سنوات لإعادة بناء غزة.

وأكد أن إصرار ترامب على مغادرة سكان غزة حسب رغبته أمر غير قابل للتنفيذ، مشيرًا إلى أن ترامب لن يتمكن من تنفيذ ذلك خلال فترة حكمه البالغة أربع سنوات.

كما أضاف أن نتنياهو أيضًا لن يستطيع تحقيق ذلك، مؤكدًا أن التهديدات والتلميحات لا قيمة لها في قطاع غزة، وأن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه.

وأكد أن أي محاولات لتنفيذ هذا الأمر بالقوة تعد مخالفة للقانون الدولي، وأن هناك أزمة حقيقية في تنفيذ المرحلة الثانية والثالثة من قرار الهدنة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق