بين سيناء والقرن وريفيرا الشرق.. مخططات أمريكية إسرائيلية للتهجير أجهضها الفلسطينيون

0 تعليق ارسل طباعة

منال الوراقي
نشر في: الأربعاء 5 فبراير 2025 - 4:20 م | آخر تحديث: الأربعاء 5 فبراير 2025 - 4:21 م

خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته المثيرة للجدل لـ"تطهير" قطاع غزة، قائلًا إنه يريد من مصر والأردن إخراج الفلسطينيين من القطاع في محاولة لإحلال السلام في الشرق الأوسط.

وأفصح الرئيس الأمريكي عن عزم بلاده الاستيلاء على القطاع الفلسطيني المحاصر بعد تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وهي تصريحاته المتكررة، التي أعلنت الدولتان عن موقفهما الرافض لخطط تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، سواء إلى الأردن أو إلى سيناء.

ولكن، مخططات أمريكا لتهجير الفلسطينيين ليست الأولى من نوعها، ففي التقرير التالي نرصد أبرز المحاولات الأمريكية الإسرائيلية التي أجهضها الفلسطينيون والعرب لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية وتصفية القضية الفلسطينية.

في حوار صحفي سابق له مع فضائية "الجزيرة"، قال المؤرخ السياسي الفلسطيني عبد القادر ياسين إن الولايات المتحدة الأمريكية بذلت قصارى جهدها بعد عام 1948 لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وهو الحلم الإسرائيلي الذي لم تتوقف الدولة العبرية عن التفكير فيه، وبين الحين والآخر تتجدد الفكرة.

مشروع سيناء

 

ففي عام 1953، قدمت الولايات المتحدة ثلاثة مشاريع توطين وإسكان للاجئين الفلسطينيين: الأول كان مشروع سيناء، الذي طرحه الجانب الأمريكي على مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر في يونيو 1953، حيث مُورست ضغوط على الفلسطينيين للانتقال من غزة إلى مكان قرب مدينة بورفؤاد المصرية على مساحة 50 ألف فدان.

ولكن، حينها قوبلت "خطة سيناء"، التي طرحتها واشنطن وتضمنت نقل الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية، برفض رسمي.

وبعدها، لم تغب عن بال الولايات المتحدة فكرة إيجاد أرض للتوطين، فخطر ببالها منطقة الجزيرة في شمال شرق سوريا الصغرى ومنطقة الأنبار غرب العراق كمنطقتين مرشحتين، ولكن لم تجرِ الأمور وفق رغبات أمريكا وإسرائيل والدول المساندة.

مشروع الجزيرة

فقد فشل المشروع الثاني لأمريكا، وهو مشروع "الجزيرة" شمال شرق سوريا، لاستيعاب الفلسطينيين الموجودين في سوريا ولبنان، ولتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا والعراق، حيث لاقى المشروع رفضًا عربيًا رسميًا، وعلى المستوى الشعبي كذلك.

مشروع جونسون

ووفق المؤرخ الفلسطيني، فقد جاء المشروع الثالث من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو مشروع "جونسون" في وادي الأردن، لاستيعاب الفلسطينيين في ضفتي الأردن، بحيث تُستوعب دول الطوق كلها.

وجاء مشروع جونسون لتوطين اللاجئين الفلسطينيين، الذي قدمه جوزيف جونسون في عام 1961 بتكليف رسمي من الحكومة الأمريكية ولجنة التوفيق الدولية التابعة للأمم المتحدة، لدراسة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

ووضع جونسون، رئيس مؤسسة كارنيجي للسلام العالمي، عددًا من المقترحات التي تضمنت تخيير كل لاجئ بين العودة إلى فلسطين أو التوطين خارجها، مع مراعاة مصالح إسرائيل الأمنية. وفي النهاية، إنشاء صندوق تساهم فيه إسرائيل بمبلغ كبير لتعويض اللاجئين الموطَّنين خارج فلسطين عن أملاكهم، ومساعدتهم على إعالة أنفسهم حيث وُطِّنوا، على أن تكون الأمم المتحدة المشرف الرئيسي على التنفيذ.

وتقدم جونسون بمقترحه، الذي يتضمن تخيير اللاجئين بين العودة إلى وطنهم أو التعويضات، وفي حين لم ترفض الدول العربية صراحة مقترحات جونسون، اتخذ الكنيست الإسرائيلي، في نوفمبر 1961، قرارًا يقضي باستحالة عودة اللاجئين، معتبرًا أن الحل هو توطينهم في البلدان المضيفة، فأعلن جونسون فشله في مهمته في 3 يناير 1963.

مشروع صفقة القرن

وكانت أحدث المحاولات اقتراح الرئيس دونالد ترامب نقل سكان غزة إلى مصر والأردن، الدولتين العربيتين المتاخمتين لحدود الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما عُرف بصفقة القرن، التي أعلن عنها عام 2020.

وكان ترامب يهدف من خطته حينها إلى إقامة وطن بديل للفلسطينيين خارج أراضيهم التاريخية المحتلة من قبل إسرائيل، ومن ثم إنهاء فكرة حل الدولتين على حساب دول مثل مصر والأردن.

ففي مطلع 2020، أعلن ترامب، الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة آنذاك في فترة أولى (2017-2020)، "صفقة القرن"، التي دعمت "التهجير" عبر مصادرة حق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم التي هُجِّروا منها عام 1948، وشملت الخطة إنهاء وضع "اللاجئ الفلسطيني".

كما أيّدت ضم الأراضي التي احتلتها إسرائيل منذ عام 1967، بل أعطت شرعية للمستوطنات، وإعادة رسم الحدود بالضفة الغربية لضم المستوطنات الكبرى ومنطقة غور نهر الأردن لإسرائيل.

كما وفرت الخطة حكمًا ذاتيًا محدودًا للفلسطينيين في الضفة الغربية ومناطق شرق القدس، وسيطرة السلطة الفلسطينية أو أي هيئة وطنية أو دولية أخرى مقبولة لدى دولة إسرائيل بالكامل، مع نزع سلاح حماس والجهاد الإسلامي والمنظمات الأخرى في غزة، وأن تكون غزة منزوعة السلاح، وأن تبقى القدس موحدة وستظل عاصمة لدولة إسرائيل.

مشروع ريفيرا الشرق

ليعود ترامب بمقترحه الأخير لتهجير فلسطينيي غزة إلى مصر والأردن، وهو ما جاء في ظل دعوات متصاعدة منذ أشهر داخل الأوساط الإسرائيلية في الاتجاه ذاته.

فعلى مدى نحو 16 شهرًا من الإبادة الجماعية في غزة، أطلق مسؤولون إسرائيليون دعوات لتهجير فلسطينيي القطاع، في حين سارعوا إلى دعم مقترح ترامب.

وأعلن ترامب عن عزم بلاده الاستيلاء على غزة، ليجعل القطاع المدمر بسبب الحرب "لا يُصدَّق" من خلال إزالة القنابل غير المنفجرة والأنقاض وإعادة تطويره اقتصاديًا، مؤكِّدًا أن الولايات المتحدة سوف تتولى السيطرة على قطاع غزة، وستقوم بعمل هناك أيضًا.

وأضاف ترامب في تصريحات للصحفيين أن الولايات المتحدة سوف تمتلك قطاع غزة، وستكون مسؤولة عن تفكيك كل القنابل غير المنفجرة والأسلحة الأخرى الخطيرة في هذا الموقع.

واقترح ترامب "ملكية طويلة الأمد" لغزة من قبل الولايات المتحدة، لافتًا إلى أن خطته ستجعل من القطاع المدمر "ريفييرا الشرق الأوسط"، حيث قال: "سيكون هذا شيئًا بالغ الروعة"، وفق قوله.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق