حقق الذكاء الاصطناعي إنجازًا طبيًا استثنائيًا، حيث أنقذ حياة مريض كان في المراحل الأخيرة من مرض "كاسلمان" متعدد المراكز مجهول السبب (iMCD)، وهو اضطراب نادر يصيب الجهاز المناعي ويتميز بفرص نجاة محدودة وندرة في العلاجات الفعالة.

جاء هذا الاختراق بعد تحليل أكثر من 4، 000 دواء متوفر، حيث تمكنت أداة ذكاء اصطناعي من تحديد عقار "أداليموماب" - وهو جسم مضاد وحيد النسيلة معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية - كأفضل خيار علاجي محتمل.

كيف تم التوصل إلى العلاج؟

استعان فريق بحثي من كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا بتقنيات تعلم الآلة لتحليل الروابط بين "أداليموماب" ومرض iMCD، فاكتشفوا أن الدواء يستهدف عامل نخر الورم (TNF)، وهو بروتين التهابي وُجد أن مستوياته مرتفعة لدى المرضى المصابين بالحالات الحادة من المرض.

بعد التأكد من هذه النتائج، قرر الدكتور ديفيد فايغنبوم، الباحث الرئيسي في الدراسة، بالتعاون مع الدكتور لوك تشين، أخصائي أمراض الدم في مستشفى فانكوفر العام، تجربة الدواء على مريض استنفد جميع الخيارات العلاجية المتاحة. وكانت المفاجأة أن المريض الذي كان على وشك دخول مرحلة الرعاية النهائية، استعاد عافيته بشكل كامل بعد قرابة عامين من العلاج.

فتح آفاق جديدة لعلاج الأمراض النادرة

أشار الدكتور فايغنبوم إلى أن هذا النجاح لا يقتصر على حالة فردية، بل يمثل تحولًا في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لإعادة توظيف الأدوية المتوفرة لعلاج أمراض لم تكن مصممة لها في الأصل، مؤكدًا أن "الأمراض قد تختلف في الأعراض، لكنها قد تشترك في آليات بيولوجية متشابهة، ما يفتح المجال لاكتشافات علاجية غير متوقعة".

الجدير بالذكر أن الدكتور فايغنبوم نفسه مصاب بمرض iMCD، وكان قد نجح قبل أكثر من عقد في اكتشاف علاج أعاد توظيفه لإنقاذ حياته. هذه التجربة ألهمته للمشاركة في تأسيس منظمة Every Cure، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل الأدوية المرخصة وإيجاد علاجات للأمراض النادرة.

ورغم أن مرض كاسلمان نادر للغاية، إذ يتم تشخيص حوالي 5، 000 حالة سنويًا في الولايات المتحدة، إلا أن نتائج هذه الدراسة قد تفتح الباب لإنقاذ العديد من المرضى الذين يعانون من اضطرابات مماثلة، بفضل التقنيات الحديثة التي تعيد تشكيل مستقبل الطب والعلاجات المبتكرة.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك