وسط الحشود الغفيرة وأجواء الفرح العارمة.. دخول جرافات مصرية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، للمساعدة في عملية إزالة الأنقاض التي خلفتها الحرب، وفقا لموقع سوتنيك الروسي، وهي الخطوة التي تأتي امتدادا لتصريحات وزير الخارجية بدر عبد العاطي بشأن رؤية مصرية عملية لإعادة إعمار القطاع الفلسطيني المنكوب بالحرب من دون تهجير سكانه، وفقًا لصحيفة تورنتو ستار الكندية.
وكان وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى قد أكدا، الأربعاء، على إعادة إعمار غزة بدون خروج أهلها منها، عبر المضي قدمًا في مشاريع إزالة الركام وإدخال المساعدات بوتيرة متسارعة.
وجاء اللقاء بين عبد العاطي ومصطفى بعد بضع ساعات من إدلاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات حول سيطرة الولايات المتحدة على غزة ونقل سكانها إلى بلدان أخرى، وسبق لترامب أن تطرّق إلى فكرة نقل فلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر، في مقترح رفضه البلدان المجاوران بشدّة.
ولا تحيل تصريحات الوزير عبد العاطي مباشرة إلى ما بدر عن الرئيس الأمريكي، الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأفادت وزارة الخارجية في بيانها أن عبد العاطي ومصطفى أكّدا خلال لقائهما «أهمية المضي قدمًا في مشروعات وبرامج التعافي المبكر وإزالة الركام ونفاذ المساعدات الإنسانية بوتيرة متسارعة، بدون خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، خاصة مع تشبثهم بأرضهم ورفضهم الخروج منها».
وسبق أن أعربت مصر والأردن، الأسبوع الماضي عن رفضهما الشديد لمقترح ترامب «تنظيف» القطاع، مع التشديد على تمسّكهما بحلّ الدولتين.
وأكّد عبد العاطي "دعم مصر الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية"، مشددًا على "أهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسيًا واقتصاديًا، وتولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وفي سياق متصل، دافع مساعدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مقترح الاستيلاء على غزة لكنهم تراجعوا عن بعض العناصر، وفقا لتقرير جيف ماسون، ومات سبيتالنيك، وستيف هولاند بوكالة رويترز.
كما حذر المنتقدون من احتمال انتهاك القانون الدولي كما أن الرأي العام الأمريكي يعارض انخراط مناطق صراع جديدة، ومع ذلك دافع مساعدو ترامب بشدة عن مساعيه لنقل الفلسطينيين من غزة وتولي الولايات المتحدة السيطرة على القطاع الذي دمرته الحرب، لكنهم تراجعوا أيضا عن عناصر من اقتراحه في مواجهة الإدانة الدولية.
وتعرض ترامب، الذي عمل لفترة طويلة في مجال تطوير العقارات في نيويورك، لانتقادات شديدة يوم الأربعاء من جانب القوى العالمية روسيا والصين وألمانيا، التي قالت إن القرار من شأنه أن يؤدي إلى "معاناة جديدة وكراهية جديدة". ورفضت مصر والسعودية، ذات الثقل الإقليمي، الاقتراح بشكل قاطع.
لكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال أمس الأربعاء إن اقتراح ترامب "رائع" وحث على دراسته، حتى وإن لم يكن محددا بشأن ما يعتقد أن ترامب يعرضه.
بعد أسبوعين فقط من توليه منصبه، حطم ترامب عقودا من السياسة الأمريكية يوم الثلاثاء بإعلان غامض الصياغة قال فيه إنه يتصور تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" حيث يمكن للمجتمعات الدولية التعايش بعد ما يقرب من 16 شهرا من القصف الإسرائيلي الذي دمر القطاع الساحلي وأسفر عن مقتل أكثر من 47 ألف شخص، وفقا لإحصاءات فلسطينية.
وفي إفادة صحفية عقدها البيت الأبيض يوم الأربعاء، أشادت السكرتيرة الصحفية كارولين ليفات بمقترح أوباما بشأن غزة ووصفته بأنه تفكير تاريخي "خارج الصندوق"، لكنها أكدت أن الرئيس لم يلتزم بنشر "قوات برية" في المنطقة. ولكنها رفضت استبعاد استخدام القوات الأميركية هناك.
وفي الوقت نفسه، تراجعت ليفات عن تأكيد ترامب السابق على أن سكان غزة بحاجة إلى إعادة توطين دائم في البلدان المجاورة، وقال بدلًا من ذلك إنه ينبغي "نقلهم مؤقتًا" من أجل عملية إعادة البناء.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أيضا إن الفكرة هي أن يغادر سكان غزة القطاع لفترة "مؤقتة" لإعادة الإعمار وإزالة الأنقاض.
وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز، تناول نتنياهو اقتراح ترامب بشكل مبهم، قائلا إنه لا يعتقد أن الرئيس يقترح إرسال قوات أمريكية لمحاربة حماس في غزة أو أن الولايات المتحدة ستمول جهود إعادة الإعمار هناك.
0 تعليق