إنتاج الميثانول بكفاءة عالية.. دراسة عراقية جديدة 

0 تعليق ارسل طباعة

يمثّل إنتاج الميثانول أحد الحلول المستقبلية لخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري، إذ يمكن عَدُّه وسيلة لتخزين الطاقة ووقود للنقل.

كما يُستعمَل الميثانول في صناعة الدهانات ومواد الطلاء والعزل والأدوية والمواد الكيميائية الزراعية.

والميثانول مادة كيميائية متعددة الاستعمالات، يمكن إنتاجه من مصادر متنوعة مثل الوقود الأحفوري والكتلة الحيوية والكربون المحتجز، وفقًا لتعريفه من جانب منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وفي ظل استعمالاته المتنوعة، يجتهد الباحثون في التوصل إلى أفضل الطرق لإنتاج الميثانول بكفاءة عالية وأفضل جدوى اقتصادية.

خيار واعد

أجرى رئيس قسم هندسة النفط في كلية الهندسة بجامعة كربلاء العراقية الدكتور فرحان لفته رشيد، دراسة بعنوان "البحث في طاقة الكتلة الحيوية وتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى ميثانول.. مزيج من التحليل التقليدي والمراجعة الببليومترية".

وأوضح الدكتور رشيد -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- أن دراسته جمعت بين طرق المراجعة الببليومترية والتقليدية لتقييم الاتجاهات والتطورات الحديثة في إنتاج الميثانول، فضلًا عن استعماله.

ووفقًا للدراسة، فإن إنتاج الميثانول على نطاق واسع من مصادر متجددة ما تزال تعوقه التقنيات غير الناضجة المستعملة في إنتاجه.

على سبيل المثال، أشار الدكتور رشيد إلى أن إنتاج الميثانول من خلال عملية التحويل الكيميائي الحيوي ما يزال على مستوى المختبر، بالرغم من أنه أثبت كونه خيارًا واعدًا.

وتبيَّن أن المحفزات القائمة على النحاس، وخاصة المحفّزات القائمة على النحاس والزنك، هي المحفزات الأكثر استعمالًا لهدرجة ثاني أكسيد الكربون إلى ميثانول، بسبب نشاطها المتفوق.

سفينة حاويات لورا ميرسك العاملة بوقود الميثانول
سفينة حاويات لورا ميرسك العاملة بوقود الميثانول - الصورة من RMM

اتجاهات مستقبلية

أظهرت الدراسة الببليومترية معدل نمو سنويًا يُقدَّر بـ 3.63% في البحث خلال العقد الماضي.

واقترحت الدراسة اتجاهات بحثية مستقبلية، بما في ذلك تقييم التأثير البيئي لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى ميثانول، مع التركيز على دورة الحياة بأكملها، ومقارنة الأساليب، وتبسيط الإجراءات.

وتوصي الدراسة بإجراء أبحاث حول كيمياء التدفق وتصميمات المفاعلات الجديدة التي تعزز نقل الكتلة والحرارة في المفاعلات الحفزية.

الرهان الصيني

يقول رئيس قسم هندسة النفط في كلية الهندسة بجامعة كربلاء -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة-، إن الصين تتصدر عالميًا في أبحاث إنتاج واستهلاك الميثانول.

وتستهدف بكين استعمال الميثانول وقودًا للسيارات، حيث يُمزَج -حاليًا- بنسبة تتراوح ما بين 5و 100%، بهدف التشجيع على استعماله بشكل كامل في المستقبل القريب، ولا سيما في السيارات الحكومية والعامة وحافلات المسافات القصيرة.

وعلى الرغم من أن الصين تنتج الميثانول -حاليًا- بصورة رئيسة من الفحم، فإن هناك جهودًا لإنتاجه بطرق أكثر استدامة من خلال إنشاء أول مصنع في العالم بمقاطعة خنان الصينية لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى ميثانول على نطاق تجاري.

ويعتمد المصنع الصيني على إنتاج وقود الميثانول من الكربون الملتقط خلال إنتاج الجير والهيدروجين الناتج من أفران فحم الكوك، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة.

وقود الميثانول

وضع سياسات تحفيزية

تستعمل دول أخرى الميثانول بشكل محدود أبرزها الولايات المتحدة وكندا وفرنسا والبرازيل، كما تدرس عدّة دول الاعتماد على وقود الميثانول، مثل الهند وإيطاليا ومصر وجنوب أفريقيا.

ويراهن منتدى الطاقة الدولي على إمكان استعمال الميثانول وقودًا لتعزيز النقل المستدام ومكملًا لدور المركبات الكهربائية في خفض الانبعاثات الكربونية، ولا سيما في ظل سهولة التعامل مع هذا الوقود، وضمانه لمتطلبات السلامة في التشغيل.

إلّا أنه أوصى بالابتعاد عن إنتاج الميثانول من الوقود الأحفوري، الذي ما يزال يمثّل 95% من مصادر إنتاجه في الوقت الراهن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة في وقت سابق.

ودعا الحكومات إلى وضع السياسات التحفيزية للتوسع في إنتاج الميثانول بطرق أكثر استدامة في ظل وجود العديد من البحوث التي تدرس إيجاد طرق فعالة لتقليل تكلفة إنتاجه.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق