أكد الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، أن النفس البشرية لها متطلبات طبيعية تتطلب التوازن بين العبادة والراحة، ففي حديثه عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لنفسك عليك حقًا"، مشيرا إلى أن هذا الحديث يعكس أهمية تلبية احتياجات النفس من الطعام والراحة، بجانب العبادة.
وأوضح العالم الأزهري، خلال حلقة برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحثنا على مراعاة هذا التوازن في حياتنا، حيث أكد أن النفس تحتاج إلى الراحة من خلال النوم والطعام، وأيضًا إلى الترويح عن النفس بممارسة عبادات متنوعة، فالإنسان لا يستطيع الاستمرار في عبادة واحدة دون أن يشعر بالملل، ولذا جاء التنوع في العبادة ليمنح النفس الراحة ويجنبها الإحساس بالملل، فيمكن للإنسان أن يؤدي عبادات متنوعة مثل الصلاة، زيارة الأصدقاء، البر بالوالدين، طلب العلم، والسعي للرزق.
وأشار إلى أن التوازن بين العبادات المختلفة هو الطريق للاستمرارية في العبادة حتى الوفاة، مستشهداً بقوله تعالى: "وَعِبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ"، فالعبادة لا تتوقف في الشباب ثم تنقطع في الشيخوخة.
كما ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير إلى أن حق النفس على الإنسان هو تلبية احتياجاتها بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، وكذلك حق الأسرة، سواء الزوجة أو الأولاد، فإن لهم حقوقًا على الإنسان في الرعاية والاهتمام، وأداء واجباته تجاههم من نصح ونفقة وتعليم.
وأشار إلى أن البعض قد يظن أن الانشغال بالصلاة والقيام وحده هو ما يجعل الإنسان من أكثر العبادات، ولكنه في الواقع قد يحرمه من عبادة أخرى قد تكون أعظم أجرًا. محذرا من التركيز على نوع واحد من العبادة وترك باقي العبادات التي قد تكون أرفع في الأجر.
وأكد جبر أن النبي صلى الله عليه وسلم رغم كثرة انشغالاته من تلقي الوحي، وقيادة الأمة، والعبادة، والاعتناء بالأحوال الشخصية، كان دائمًا حريصًا على السؤال عن صحابته، وتفقد أحوالهم، ليكون بذلك قدوة في كيف يمكن للمسلم أن يوازن بين حقوق نفسه وحقوق الآخرين دون أن يتخلى عن عبادة الله.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق