نستعرض في هذا التقرير أبرز الأحداث السياسية التي وقعت الأسبوع الماضي، حيث نناقش زيارة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى فرنسا، وكيف يمهد لعصر ما بعد النفط بالتكنولوجيا، ثم نفتح ملف غزة ووصف صحيفة “واشنطن بوست” لخطة ترامب بأنها اقتراح مستحيل يكشف واقعًا قاسيًا، وكيف يشعل ترامب الشرق ويُهجِّر البشر في مؤامرة للسيطرة على القطاع.
ونشاهد الإدانات الدولية والعربية لخطة ترامب لتهجير سكان غزة، ونرى كيف يرفض الفلسطينيون خطة ترامب، وننتقل إلى الملف السوري ونستعرض زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى السعودية وبداية عهد جديد بين البلدين، وإصرار السوريين على التمسك بأراضيهم رغم التوغل الإسرائيلي في الجولان، ونناقش الخلاف الحاد بين نتنياهو وجالانت بشأن توقيت عملية البيجر.
وإلى إفريقيا، حيث نستعرض كيف تحرك ترامب ضد جنوب إفريقيا، وما هو دور ماسك في التحريض عليها، ونناقش أيضًا في هذا الملف مستقبل صناعة الطائرات المسيّرة في إفريقيا، وما هي التحولات الاستراتيجية لروسيا في القارة السمراء، وأخيرًا نرى كيف توعدت كوريا الشمالية إدارة ترامب في أول تهديد مباشر .
خبير لـ«رؤية»: الإمارات تمهد لعصر ما بعد النفط بالتكنولوجيا
تتجه الإمارات وفرنسا نحو شراكة استراتيجية تعيد رسم ملامح المستقبل الرقمي، عبر استثمارات ضخمة، وتجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والاستدامة، لتعزيز السيادة الرقمية للبلدين، وأعلنت الرئاسة الفرنسية، الخميس 6 فبراير 2025، عن مشروع ضخم ستنفذه الإمارات في فرنسا، يتمثل في بناء مركز بيانات عملاق.
وتبلغ قيمة الاستثمارات المخصصة لهذا المشروع ما بين 30 و50 مليار يورو، وذلك ضمن اتفاقية شراكة وقعها الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسيشرف على تطوير المشروع “ائتلاف من المؤسسات الفرنسية والإماراتية الرائدة”.
في هذا السياق، قال الباحث والخبير في الشؤون الدولية، صلاح النشواتي، في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إن أبوظبي تسعى، وفقًا لاستراتيجيتها الاقتصادية، إلى تقليل الاعتماد على النفط وإنهاء حقبته كمورد أساسي للدولة، من خلال الاستثمار المكثف في التكنولوجيا والتطوير الصناعي والخدمات المالية، بالإضافة إلى دعم الطاقة النظيفة وتعزيز قطاع السياحة.
واشنطن بوست: خطة ترامب لغزة اقتراح مستحيل يكشف واقعًا قاسيًا
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد طرحه خطة غير متوقعة بشأن قطاع غزة، تتضمن سيطرة الولايات المتحدة على القطاع وإعادة توطين سكانه في دول أخرى بالمنطقة.
أوضحت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الخميس 6 فبراير 2025، أن تصريحات ترامب لقيت دعمًا من الحكومة الإسرائيلية، فطلب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من الجيش الاستعداد لـ”مغادرة طوعية” لسكان غزة، ولكن قوبل الاقتراح بإدانات دولية واسعة، وقال أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن أي شكل من أشكال “التطهير العرقي” غير مقبول، وأصدرت الحكومات العربية، بيانات تحذر من أي تحركات قد تهدد حل الدولتين أو تشجع على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.
وأضافت أنه لم يُعرف بعد ما إذا كانت خطة ترامب مجرد مناورة سياسية أم أنها تعكس توجهًا فعليًا قد تسعى واشنطن لفرضه في المستقبل، لكن الواضح أن طرح مثل هذه الأفكار يزيد من تعقيد الأزمة، بدلًا من تقديم حلول قابلة للتنفيذ.
ترامب يشعل الشرق ويُهجِّر البشر.. مؤامرة للسيطرة على غزة بلا أثر
أوضحت مجلة “Responsible Statecraft” الأمريكية، 4 فبراير 2025، أن موقف ترامب بشأن تهجير سكان غزة لم يكن سلميًا بالكامل، حيث لوح باستخدام القوة في حال عدم تنفيذ خطته، قائلًا: “إذا لم يحدث ذلك، فسيجعلنا ذلك أكثر عنفًا”، دون تقديم تفاصيل بشأن طبيعة الإجراءات المحتملة، ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة الإعمار.
وشدد ترامب على ضرورة إعادة تطوير غزة، لكنه أوضح أن هذا التطوير لا ينبغي أن يكون من قبل سكان القطاع أنفسهم، بل عبر مستثمرين عالميين، قائلًا: “سنسوي الموقع بالأرض ونوجد تنمية اقتصادية”، واصفًا غزة بأنها يمكن أن تصبح “ريفييرا الشرق الأوسط”.
تتزعمها الإمارات.. إدانات عربية ودولية لخطة ترامب بشأن غزة
وصفت مجلة “فورين بوليسي”، الأربعاء 5 فبراير 2025، خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المثيرة للجدل بشأن قطاع غزة، بأنها “قنبلة يدوية” في مجال السياسة الدولية، وقد وقفت العديد من الدول العربية ودول العالم ضد هذا المخطط، وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة، التي شددت، في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية، على التزامها الثابت بدعم السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكدةً ضرورة إيجاد أفق سياسي يؤدي إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
من جهته، أكد ملك الأردن عبدالله الثاني ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
وفي مصر، حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي من أي تهجير قسري للفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية، معتبرًا أن هذا سيشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، ورفضت الجامعة العربية مقترح ترامب الذي يتناقض مع القانون الدولي، معتبرة أنه يروج لسيناريو تهجير الفلسطينيين الذي ترفضه الدول العربية والمجتمع الدولي.
«نموت ولا نرحل».. الفلسطينيون يرفضون خطة ترامب
نقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية، الأربعاء 5 فبراير 2025، عن أبو فراس، فلسطيني يبلغ من العمر 52 عامًا، وفقد 80 فردًا من عائلته، ويعيش الآن في خيمة على ساحل غزة، وهي المنطقة التي وصفها ترامب بأنها قد تصبح “ريفيرا الشرق الأوسط” قوله: “نموت هنا ولا نترك هذه الأرض، لا شيء في العالم يعوض الوطن”.
وأضافت أن سكان غزة عانوا من الحصار الإسرائيلي، والقمع السياسي، والاكتظاظ السكاني، ومع ذلك، كانوا يعتزون بتاريخهم العريق، وإصرارهم على التعليم، وحبهم لشواطئ غزة ومناخها المشمس، ويرى الفلسطينيون في غزة أن اقتراح ترامب بتفريغ القطاع من سكانه ليس جديدًا، بل يتماشى مع سياسات إسرائيلية سابقة لتهجيرهم قسرًا أو تحفيزهم على الهجرة.
وفي ظل القصف والحصار الخانق، فضل كثيرون البقاء في بيوتهم رغم انعدام الغذاء والإمدادات، مشددين على أن غزة وطنهم ولن يرحلوا عنه.
زيارة تاريخية.. هل تؤسس الرياض ودمشق لعهد جديد بعد الأسد؟
تشهد العلاقات العربية تحولات بارزة في ظل التغيرات السياسية الإقليمية، ويبرز التقارب بين السعودية وسوريا كأحد أبرز هذه التحولات، حيث أجرى الرئيس السوري، أحمد الشرع، الأحد 2 فبراير 2025، أول زيارة رسمية إلى السعودية، وهي الزيارة التي تعد مؤشرًا على توجه جديد في المنطقة نحو تعزيز الاستقرار والتعاون الإقليمي.
وتحمل زيارة الشرع إلى الرياض أبعادًا سياسية واقتصادية وأمنية مهمة تتعلق بمستقبل سوريا في المرحلة الانتقالية، وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن العاهل السعودي وولي عهده عبّرا في برقيتهما عن تمنياتهما للرئيس الشرع بالتوفيق في قيادة سوريا نحو مستقبل مستقر ومزدهر.
وتمثل زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى السعودية نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، حيث تعكس حرص الرياض على دعم الاستقرار في سوريا وتعزيز التعاون العربي.
«لن نترك أرضنا».. إصرار سوري رغم التوغل الإسرائيلي
وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته داخل الأراضي السورية، حيث تشير تحركاته الأخيرة إلى وجود نية ترسيخ وجوده الدائم على عكس ادعاءاته، وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في 2 فبراير 2025، أن القوات الإسرائيلية شرعت في إنشاء قواعد عسكرية جديدة، حيث تظهر صور الأقمار الصناعية أكثر من 6 منشآت عسكرية في الأراضي السورية.
وبحسب الصحيفة، أفاد محللون عسكريون بأن القاعدتين الجديدتين في جباثا الخشب والمنطقة الجنوبية المجاورة تُشبهان مواقع المراقبة الأمامية التي أنشأتها إسرائيل في الجولان المحتل، حيث توفر إحدى القاعدتين رؤية واسعة النطاق للقوات المتوغلة، بينما تتميّز الأخرى بسهولة الوصول إلى شبكة الطرق المحلية.
ويخشى السكان المحليون أن يكون الوجود الإسرائيلي مقدمة لتهجير جديد، على غرار ما حدث لسكان الجولان في حرب 1973، وعلّق بلال سليمان، رئيس البلدية المحلية في “مدينة السلام”: “لن نسمح بتكرار ما حدث سابقًا، ليس هناك أي احتمال بأن نغادر”.
توقيت عملية البيجر.. نتنياهو وجالانت في مواجهة علنية
فجر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف جالانت، مفاجأة مدوية، مشيرًا إلى أن إسرائيل كانت قادرة على تنفيذ العملية في 11 أكتوبر، أي بعد أيام فقط من هجوم 7 أكتوبر 2023، وأوضح أن آلاف مقاتلي حزب الله كانوا يحملون أجهزة البيجر حينها، مما يعني أن تفجيرها كان سيؤدي إلى مقتل الآلاف دفعة واحدة، وفق ما نشرت “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، الجمعة 7 فبراير 2025.
وفي مقابلة عبر قناة “14”، دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة عن قراره، بأن تنفيذ العملية في أكتوبر 2023 لم يكن ليحقق التأثير المطلوب، والدخول في حرب مفتوحة على جبهتين بعد هجوم 7 أكتوبر كان خطأ استراتيجيًا قاتلًا.
لقاء ترامب ونتنياهو.. دعم مطلق أم وعود بلا رصيد؟
تشهد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية مرحلة حساسة مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي ذهب إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الثلاثاء 4 فبراير 2025.
وحسب مجلة “فورين بوليسي”، قد تبدو زيارة نتنياهو إلى واشنطن “إيجابية” للكثيرين، لكنها تعكس علاقة معقدة بين زعيمين لا يحملان ودًا لبعضهما، حيث شهدت العلاقة بين ترامب ونتنياهو توترات كبيرة خلال الأشهر الأخيرة من ولاية ترامب.
وفقًا لتحليل المجلة، يبدو أن نتنياهو سيعود من واشنطن بمكاسب إعلامية، لكن من دون مكاسب مادية كبيرة أو التزامات جديدة من ترامب.
ترامب يتحرك ضد جنوب إفريقيا.. هل ينتقم ماسك لموطنه؟
وسط زخم السياسة الدولية، تتسارع التصريحات كما العواصف، تحمل معها أصداء التوترات والصراعات التي تتجاوز الحدود والقارات، وصرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد 2 فبراير 2025، دون تقديم أدلة، بأن فئات معينة في جنوب إفريقيا تتعرض لمعاملة سيئة للغاية، معلنًا أنه سيوقف تمويل بلاده لجنوب إفريقيا حتى يتم التحقيق في الأمر.
ولم يتضح بعد السبب المباشر وراء تصريحات ترامب، ولم ترد السفارة الجنوب إفريقية في واشنطن على طلب للتعليق خارج ساعات العمل الرسمية، وفق ما نشرت “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، الاثنين 3 فبراير 2025.
وذكرت الصحيفة أن قضية المزارعين البيض في جنوب إفريقيا عادت إلى الواجهة مجددًا، خاصة مع تأييد الملياردير إيلون ماسك، المولود في جنوب إفريقيا، لهذه المزاعم، ومن غير الواضح ما إذا كانت إدارة ترامب ستتخذ خطوات فعلية، أم أن الأمر سيظل مجرد تصريحات مثيرة للجدل.
صناعة المسيّرات في إفريقيا.. مستقبل واعد يواجه تحديات الإرهاب
تشهد صناعة الطائرات المسيّرة في قارة إفريقيا ازدهارًا كبيرًا، حيث تنتج 13 شركة إفريقية ما لا يقل عن 35 نموذجًا، وفقًا للبيانات التي جمعها موقع “ميليتري أفريكا” المتخصص في الأمن.
وأوضح موقع منتدى الدفاع الإفريقي، في تقرير نشره الثلاثاء 28 يناير 2025، أن ازدهار قطاع الطائرات المسيّرة في قارة إفريقيا من شأنه أن يخفض الأسعار ويسمح للشركات المصنعة الإفريقية بتطوير نماذج مناسبة للظروف الفريدة والتحديات الأمنية في القارة.
إعادة توازن أم تراجع؟.. تحولات استراتيجية روسيا في إفريقيا
مع انتكاسات مجموعة فاجنر والتداعيات المترتبة على حربها في أوكرانيا، تعيد موسكو النظر في دورها في منطقة الساحل، فبعد عامين من التوسع السريع في المنطقة، شهد 2024 عددًا من الانتكاسات للعمليات العسكرية الروسية.
ودفعت هذه التطورات بعض المحللين إلى الاعتقاد بأن نفوذ روسيا وقدرتها على فرض قوتها في منطقة الساحل آخذة في التضاؤل، أو أن الكرملين لم يعد يعتبر منطقة الساحل وغيرها من الدول الصديقة في إفريقيا أولوية، وفق مجلة “ريسبونسبل ستيت كرافت”، في تقرير نشرته الجمعة 31 يناير 2025.
وتوقعت المجلة أن تستثمر روسيا في مبادرات القوة الناعمة التي تتجاوز التدريب العسكري، وتبدأ المبادرات الحكومية والخاصة في إنشاء منظمات غير ربحية وجمعيات عامة تستغل المشاعر المعادية للغرب وعدم الثقة في التدخلات الغربية بمنطقة الساحل.
كوريا الشمالية تتوعد ترامب.. أول تهديد بلا تسامح
تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية مجددًا بعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، التي وصف فيها كوريا الشمالية بأنها “دولة مارقة”، حسب صحيفة “نيويورك تايمز”.
وفي بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية، الاثنين 3 فبراير 2025، أعربت وزارة الخارجية الكورية الشمالية عن رفضها القاطع لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي، مؤكدة أنها “لن تتسامح أبدًا مع أي استفزاز من الولايات المتحدة”، ومشددة على أنها ستتخذ “إجراءات مضادة قوية” للرد على أي تهديدات أمريكية.
وتترقب الأوساط السياسية الدولية ما إذا كان هناك تغيير في نهج واشنطن تجاه بيونج يانج، وفي الوقت الذي يلمح فيه ترامب إلى إمكانية التواصل مع كيم مجددًا، فإن تصريحات وزير خارجيته ماركو روبيو قد تعيد التوتر إلى الواجهة، خاصة مع رفض كوريا الشمالية أي محاولة للمساس بسيادتها.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق