الطائرات المسيرة.. هيمنة الصين على التصنيع نقطة ضعف للغرب

0 تعليق ارسل طباعة
1

أصبحت الطائرات المسيرة، السلاح الأيقوني، للحرب بين روسيا وأوكرانيا، فعندما غزت روسيا أوكرانيا قبل 3 سنوات، كان لديها نحو 2000 طائرة مسيرة في ترسانتها. وارتفع عدد الطائرات المسيرة المستخدمة من الجانبين الآن إلى الملايين، من أنواع وأحجام لا حصر لها.

وبدأت القوات المسلحة الغربية في ملاحظة ذلك، فسارعت ألمانيا إلى إنشاء “جيش طائرات المسيرة”، وتستثمر المملكة المتحدة مليارات الدولارات في الطائرات المسيرة، ووقعت الحكومة الفرنسية على “اتفاقية طائرات المسيرة” مع صناعة الدفاع في البلاد.

صدارة الصين

قالت مجلة “وورلد بوليتكس ريفيو”، في تقرير نشرته، الأربعاء 5 فبراير 2025، إن الدور المركزي للشركات الصينية والتصنيع الصيني في سلسلة توريد الطائرات المسيرة العالمية، هو عنصر حاسم في حرب الطائرات المسيرة في أوكرانيا، لافتة إلى أن بقية دول العالم تعتمد بشكل كامل على الطائرات المسيرة الصينية وأجزاء الطائرات المسيرة.

وذكرت أن الطائرات المسيرة كانت، لعشرات السنين، تقنية عسكرية حصرية، وكانت صناعتها في البداية تهيمن عليها أمريكا وإسرائيل، وعندما انطلقت سوق الطائرات المسيرة المدنية في أوائل القرن الـ21، سرعان ما هيمنت الشركات الصينية عليها، في البداية، كان هذا يرجع في المقام الأول إلى انخفاض الأسعار، ما دفع المنافسين الغربيين إلى الخروج من السوق.

وأضافت أن الشركات الصينية، بمرور الوقت، سيطرت على السوق، وبحلول عام 2016، أنتجت شركة DJI الصينية ثلثي الطائرات المسيرة في جميع أنحاء العالم، فيما تحتكر الشركات الصينية سوق الطائرات المسيرة للمستهلكين إلى الحد الذي أصبح من المستحيل على الهواة العثور على طائرات المسيرة غير صينية.

المسيرات المدينة في الحرب

أوضحت المجلة، أن الحرب في أوكرانيا كشفت عن أهمية الطائرات المسيرة المدنية في التطبيقات العسكرية، ومن الصعب تقدير العدد الدقيق، ولكن جزءًا كبيرًا من الطائرات المسيرة المستخدمة في أوكرانيا على مدى 3 سنوات ماضية لم يتم تصنيعها للاستخدام العسكري، ولا يمكن استخدام الطائرات المسيرة المدنية دون تعديل في ساحة المعركة، حتى يمكنها الوفاء بمهامها العسكرية.

وأضافت أنه على الخطوط الأمامية الأوكرانية، استخدمت الطائرات المسيرة المدنية للمراقبة والاستطلاع، لتوجيه الضربات المدفعية والهجمات الأخرى، ثم عُدِّلَت لتصبح أنظمة مسلحة بحد ذاتها، ولأنها ليست مصممة للحرب، فهي لا تظل لفترة طويلة في ساحة المعركة. لكن الأنظمة المدنية لها بالتأكيد فائدة عسكرية، والكتلة والتكلفة المنخفضة هي مزايا يمكن أن تعوض ما تفتقر إليه من قدرات.

وذكرت أن كلا الجانبين في الحرب الأوكرانية أدركا هذه الحقيقة سريعًا، ما أدى إلى ظهور مئات الآلاف من الطائرات المسيرة المدنية في ساحة المعركة، ورغم تعليق شركة DJI رسميًا لعملياتها في أوكرانيا وروسيا بعد بضعة أسابيع من بدء الحرب، تبرع الأفراد بطائرات مسيرة، كما أدت جهود التمويل الجماعي من الجمهور إلى الاستحواذ على العديد من الأنظمة.

رغم الحرب والعقوبات

الاعتماد على الصين

قالت المجلة، إن الصين لا تنتج جميع الطائرات المسيرة التجارية فحسب، بل تصنع أيضًا معظم المكونات اللازمة لبنائها، ففي السنوات القليلة الماضية، أصبحت أوكرانيا موطنًا لصناعة قادرة على إنتاج الطائرات المسيرة بوتيرة سريعة وبأعداد كبيرة. ومن المرجح أن تخرج البلاد من الحرب كقوة أوروبية في مجال الطائرات المسيرة.

وأضافت أن الصناعة الأوكرانية تعتمد أيضًا على الأجزاء المصنوعة في الصين، من الأجزاء البلاستيكية الرخيصة إلى المكونات الأكثر تطورًا مثل المحركات وأجهزة إرسال الفيديو، وهو الاعتماد الذي يثير القلق في ضوء المنافسة الجيوسياسية المتزايدة بين الغرب والصين، والتقارير عن التعاون الصيني الروسي الوثيق على نحو متزايد.

وأشارت إلى أنه في خضم الحرب التجارية الناشئة بين أمريكا والصين، أوقفت الصين صادراتها من المكونات، ما أثر بالفعل على أوكرانيا، إلا أن كييف بدأت في إنتاج تلك المكونات محليًا وبناء المزيد من الطائرات المسيرة داخل أوكرانيا، وأن أي محاولة جادة للتنافس مع تصنيع الطائرات المسيرة الصينية ستحتاج لأن تكون أوروبية في نطاقها، وليست وطنية.

استجابة غربية

قالت المجلة، إن ما يثير قلق صناع السياسات أن صناعة الدفاع في الصين تنمو بسرعة أكبر كثيرًا من نظيراتها في أوروبا أو حتى الولايات المتحدة، ولكن العواقب المترتبة على الهيمنة الصينية في تصنيع الطائرات المسيرة على أوكرانيا تجعل الوضع يتفاقم إلى حد كبير إذا اشتملت المواجهة العسكرية على الصين بشكل مباشر، ما يتعين على أوروبا أن تهدف إلى إعادة تصنيع بعض الأنظمة العسكرية الأساسية في الداخل.

وأضافت أن صناعات الدفاع الأمريكية والغربية بدأت في الاستجابة، حيث أعلنت بعض شركات الدفاع عن منتجاتها باعتبارها أقل اعتمادًا على الأجزاء الصينية، أو مستقلة عنها تمامًا، ولكن تصحيح هذا الخلل سيستغرق وقتًا وجهدًا، وفي حين تسعى أوروبا إلى الحد من اعتمادها على الولايات المتحدة في أمنها، يتعين عليها أن تسعى إلى إيجاد حل أوروبي لهذه المعضلة.

اقرأ أيضا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق