مفتي الجمهورية السابق: الاجتهاد ضرورة لمواكبة العصر والتراث ليس مجرد ماضٍ

0 تعليق ارسل طباعة

شوقي علام يؤكد أهمية قراءة التراث بعقلية نقدية منفتحة للحفاظ على جوهره وتطويره

السبت 08 فبراير 2025 | 08:37 مساءً

دكتور شوقي علام

دكتور شوقي علام

كتب : أمنية محمد السيد

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن التراث الإسلامي هو حصيلة اجتهادات العلماء عبر العصور وليس مجرد نصوص جامدة، مشددًا على ضرورة إعادة قراءته بفكر نقدي يتماشى مع متطلبات العصر. 

وأوضح أن الاجتهاد بدأ منذ زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان الصحابة يجتهدون ويعرضون اجتهاداتهم عليه ليقرّها أو يصوّبها، مما يعكس أهمية العقل في فهم النصوص وتطبيقها.  

شوقي علام: الاجتهاد مستمر منذ عهد النبي

وأوضح شوقي علام خلال لقائه في برنامج «بيان للناس» المذاع على قناة الناس، أن الاجتهاد ليس فكرة مستحدثة، بل هو ممارسة بدأت في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث اجتهد الصحابة في غيابه ثم عرضوا اجتهاداتهم عليه، وهذا النهج استمر بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، مما أسهم في إثراء الفكر الإسلامي وتطوره عبر العصور.  

وأشار إلى أن تعدد المدارس الفقهية لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتيجة لاختلاف البيئات والظروف، مما استدعى اجتهاد العلماء لتقديم فتاوى تتناسب مع واقع الناس.

وأكد أن هذا التراكم العلمي هو ما شكّل التراث الإسلامي الذي نمتلكه اليوم، وهو ليس مجرد إرث تاريخي، بل ميراث فكري قابل للتطوير وفق احتياجات العصر.  

التراث بين الثوابت والتجديد 

شدد مفتى الجمهورية السابق على أهمية التعامل مع التراث الإسلامي بعقلية نقدية منفتحة، مؤكدًا أن الهدف من ذلك ليس هدمه، بل إعادة قراءته وفهمه في سياق الزمن الحالي. 

وأضاف أن هناك ثوابت أساسية يجب الحفاظ عليها، ولكن لا بد من تطوير بعض المفاهيم بما يخدم المجتمع والإنسانية، خاصة مع التحديات الحديثة التي تواجه العالم الإسلامي.  

وأوضح أن الدين الإسلامي لم يكن أبدًا متحجرًا أو منغلقًا، بل دعا إلى التفكر والتدبر والتجديد وفق ضوابط شرعية، مشيرًا إلى أن الخطاب الديني الذي يتسم بالجمود لا يمكنه مواكبة المتغيرات الاجتماعية والثقافية.  

الاجتهاد ضرورة وليس رفاهية

وأكد شوقي علام أن الاجتهاد ليس خيارًا ثانويًا، بل هو ضرورة لمواكبة التطورات السريعة التي يشهدها العالم، سواء على المستوى العلمي أو الاجتماعي أو الاقتصادي. 

ولفت إلى أن التاريخ الإسلامي مليء بنماذج علماء أسهموا في تجديد الفكر الإسلامي، مثل الإمام الشافعي الذي نقل اجتهاده من العراق إلى مصر وفقًا لمتغيرات البيئة الجديدة.  

وأشار إلى أن غياب الاجتهاد يؤدي إلى جمود الفكر، مما يفتح المجال أمام تفسيرات خاطئة للنصوص الدينية قد تؤدي إلى انتشار الفكر المتطرف. 

ولذلك من الضروري أن يستمر العلماء في البحث والاجتهاد لتقديم رؤية دينية مستنيرة تتماشى مع العصر.  

واختتم مفتي الجمهورية السابق حديثه بالتأكيد على أن التراث الإسلامي ليس مجرد ماضٍ يُحفظ، بل هو حاضر ومستقبل يجب أن نعيد قراءته بوعي، مع الحفاظ على ثوابته الجوهرية، مشددًا على أن حركة الاجتهاد لا يمكن أن تتوقف، بل يجب أن تستمر لتلبية احتياجات المجتمع في ظل المتغيرات المستمرة. 

ودعا إلى ضرورة تطوير الخطاب الديني ليكون أكثر شمولًا واستجابة لتحديات العصر، مؤكدًا أن الاجتهاد هو الوسيلة الأساسية لتحقيق ذلك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق