ترامب يثير الجدل بتصريحاته حول ضم كندا كولاية أمريكية

0 تعليق ارسل طباعة

الاثنين 10 فبراير 2025 | 02:57 صباحاً

كتب : محمد سعيد

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد تصريحاته الأخيرة التي أشار فيها إلى أنه جاد بشأن ضم كندا وجعلها الولاية الـ51 للولايات المتحدة الأمريكية، موضحًا "ترامب" أن هذا السيناريو سيكون "رائعًا"، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام أمريكية، ما أثار ردود فعل قوية داخل كندا، وخاصة من رئيس الوزراء جاستن ترودو.

قلق كندي من نوايا ترامب

وأكد جاستن ترودو أن حديث ترامب عن ضم كندا "ليس مجرد مزحة"، بل هو هوس حقيقي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تسعى للوصول إلى إمدادات كندا الهائلة من المعادن الحيوية، وعبّر عن مخاوفه خلال قمة طارئة مع قادة الأعمال والنقابات في تورنتو، حيث تم مناقشة الإجراءات المناسبة للرد على تهديد ترامب المحتمل بفرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية.

وكان الرئيس الأمريكي قد تراجع في وقت سابق عن هذه التعريفات، التي كان من الممكن أن تُلحق ضررًا كبيرًا بالاقتصاد الكندي، ومنح كندا مهلة 30 يومًا للتفاوض، ولكن في الوقت ذاته، استمر ترامب في التقليل من السيادة الكندية، حيث وصف كندا علنًا بأنها "الولاية رقم 51" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما أطلق على ترودو لقب "الحاكم" بدلًا من رئيس الوزراء.

كندا وثروتها من المعادن الاستراتيجية

وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن ترامب مهتم بضم كندا جزئيًا بسبب ثروتها الهائلة من المعادن الضرورية للتحول العالمي نحو الطاقة الخضراء، وتشمل هذه المعادن الليثيوم، الجرافيت، النيكل، النحاس، والكوبالت، وهي موارد تعتبر حيوية لصناعة التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك البطاريات الكهربائية والطاقة المتجددة.

وأشار ترودو خلال القمة إلى أن إدارة ترامب تدرك تمامًا أهمية الموارد الطبيعية الكندية، معتبرًا أن ذلك قد يكون الدافع الأساسي وراء تصريحاته المتكررة بشأن ضم البلاد. وأضاف أن كندا تسعى لأن تكون موردًا موثوقًا للمعادن الأساسية للدول المتحالفة معها، في ظل التوجه العالمي نحو التخلي عن الوقود الأحفوري.

التوترات بين واشنطن وأوتاوا

وشهدت العلاقات بين واشنطن وأوتاوا توترًا متزايدًا خلال ولاية ترامب، حيث فرضت الولايات المتحدة سابقًا رسومًا جمركية على منتجات كندية، كما شهدت المفاوضات حول اتفاقية نافتا الجديدة (USMCA) خلافات بين البلدين.

ولكن رغم هذه التوترات، فإن فكرة ضم كندا إلى الولايات المتحدة تظل أمرًا غير واقعي من الناحية السياسية والقانونية، حيث أن كندا دولة ذات سيادة وعضو في المجتمع الدولي، وليس من السهل تغيير وضعها السياسي بهذا الشكل.

ردود فعل داخلية ودولية

وداخل كندا، قوبلت تصريحات ترامب بسخرية واستياء واسع، حيث اعتبرها البعض تدخلاً في الشؤون الداخلية ومحاولة غير مقبولة للضغط على البلاد اقتصاديًا.

وفي الولايات المتحدة، لم تحظَ هذه الفكرة بتأييد رسمي من المؤسسات السياسية، حيث لم يعلق الكونغرس أو الإدارة الأمريكية الحالية على تصريحات ترامب.

وعلى المستوى الدولي، أثارت هذه التصريحات قلقًا بين حلفاء كندا، خاصة في أوروبا، حيث تُعد أوتاوا شريكًا رئيسيًا في اتفاقيات تجارية وأمنية مهمة.

ويبدو أن تصريحات ترامب حول ضم كندا تعكس استراتيجية تفاوضية أكثر من كونها خطة فعلية، ومع ذلك، فإنها تسلط الضوء على الأهمية الجيوسياسية والاقتصادية لكندا، لا سيما في مجال المعادن الاستراتيجية.

وفي ظل التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة، ستظل كندا لاعبًا رئيسيًا في توفير المواد الخام الحيوية، مما يجعلها محط أنظار القوى الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق