«الصفعة الأولى تبدأ بشيكاغو».. ماذا بعد تنصيب ترامب؟

0 تعليق ارسل طباعة
5

تستعد إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، للقيام بحملة مداهمات واسعة ضد المهاجرين غير الشرعيين في مدينة شيكاغو بداية من الأسبوع المقبل.

وتعتبر هذه الخطوة الأولى ضمن حملته الموعودة التي تهدف إلى تنفيذ أكبر عملية ترحيل جماعي في تاريخ الولايات المتحدة. وتشير المصادر إلى أن الحملة ستستمر طوال الأسبوع وستشمل إرسال ما بين 100 إلى 200 ضابط من إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) لتنفيذ العملية، مع التركيز على المهاجرين ذوي الخلفيات الجنائية.

خلفية الحملة

تعد هذه الحملة جزءًا من الوعد الذي قطعه ترامب خلال حملته الانتخابية بتنفيذ أكبر عملية ترحيل جماعي في تاريخ أمريكا، مستهدفًا المهاجرين غير الشرعيين الذين يحملون سجلات جنائية، والعديد منهم ارتكبوا مخالفات صغيرة مثل انتهاكات قواعد القيادة.

ورغم أن إدارة الرئيس جو بايدن كانت قد قلصت من محاكمة هؤلاء الأشخاص بسبب قلة خطورة جرائمهم، إلا أن ترامب يعتزم اتخاذ إجراءات صارمة ضدهم. وذلك وفق ما نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، اليوم السبت 18 يناير 2025.

المستهدفون

تشير التقارير إلى أن الحملة تستهدف بشكل خاص المهاجرين في المدن التي تعرف بـ”مدن الملاذات” مثل شيكاغو، التي تتبنى سياسات تحد من التعاون مع السلطات الفيدرالية للهجرة.

وتعتبر شيكاغو نقطة انطلاق لهذا الهجوم الرمزي، بالنظر إلى العدد الكبير من المهاجرين في المدينة، وكذلك التوترات السياسية مع عمدة المدينة الديمقراطي براندون جونسون.

التوترات السياسية

وقد أثار  المسؤول البارز في الفريق الانتقالي لإدارة ترامب والمكلف بالحدود، توم هومان، الجدل بتصريحاته في زيارة سابقة إلى شيكاغو، حيث أكد أنهم سيبدؤون الحملة من هناك وأنه في حال عدم تعاون عمدة المدينة، فإنه سيكون مستعدًا لمقاضاته.

وقد رد حاكم ولاية إلينوي، جي بي بريتسكر، بتأكيده على أهمية اتباع القوانين المحلية، مشيرًا إلى قلقه من أن إدارة ترامب قد لا تلتزم بالقانون.

الحملات المحتملة

من المتوقع أن تشمل الحملات القادمة مدنًا أخرى مثل نيويورك، لوس أنجلوس، ميامي، ودنفر، حيث توجد أعداد كبيرة من المهاجرين.

وقد يواجه رؤساء البلديات في تلك المدن تهديدات من إدارة ترامب، مع اقتراحات بزيادة السلطات الممنوحة لشريفات المقاطعات لتسهيل تنفيذ هذه الحملات. وفي هذا السياق، هدد هومان بالتصعيد ضد أي مسؤول محلي يرفض التعاون.

سياسات الهجرة في شيكاغو

تتمتع شيكاغو بتاريخ طويل في توفير الحماية للمهاجرين، حيث تتبنى المدينة ما يعرف بـ”مرسوم المدينة المرحبة”، الذي يضمن عدم مشاركة قسم الشرطة المحلي في جمع بيانات بشأن وضع الهجرة للأشخاص الموقوفين، وفي هذا السياق، أعلنت شرطة شيكاغو أنه لن يتم التدخل في الأنشطة الفيدرالية الخاصة بالهجرة.

من جانبها، أكد العديد من المنظمات المحلية، مثل “التحالف من أجل حقوق المهاجرين في لوس أنجلوس” (CHIRLA)، أنهم بدأوا في تنظيم ورش عمل لتوعية المهاجرين بحقوقهم والإجراءات التي يجب اتخاذها في حال حدوث مداهمات أمن الهجرة والجمارك (ICE).

وحذر الناطق باسم المنظمة من أن الهدف من هذه الحملات هو زرع الخوف والتهديد بين المهاجرين في البلاد، وأضاف أنه في حال تم تنفيذ هذه الحملة، فسيكون تأثيرها كبيرًا على الشعور بالأمان بين المجتمعات المهاجرة.

التداعيات الاقتصادية

يرى العديد من المحللين الاقتصاديين أن تنفيذ عملية ترحيل جماعي على هذا النطاق الواسع يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الأمريكي، وخاصة في القطاعات التي تعتمد بشكل كبير على العمل المهاجر، مثل البناء، والخدمات، والقطاع الزراعي.

وبحسب بعض التقارير، فإن عملية ترحيل شاملة يمكن أن تؤدي إلى أزمة في سوق العمل، خاصة في ظل نقص العمالة الذي تشهده بعض القطاعات.

التحديات السياسية والاجتماعية

تأتي هذه الحملة في وقت حساس من الناحية السياسية، حيث تمثل قضية الهجرة إحدى القضايا المهمة التي كانت محورًا رئيسيًا في انتخابات 2022، حيث أعرب العديد من الناخبين عن قلقهم من سياسات الهجرة التي كانت تتبعها إدارة بايدن.

ومع تصاعد المهاجمات على ما يُسمى “مدن الملاذات”، تأخذ الهجرة بُعدًا أكثر تعقيدًا في العلاقة بين السلطات الفيدرالية والحكومات المحلية.

الردود الشعبية والمنظمات المحلية

في شيكاغو، تواصل المنظمات المحلية تنظيم حملات لتوفير الدعم القانوني والمساعدة للمهاجرين.

وقالت مديرة البرامج في “منظمة الأمم المتحدة للأفارقة” في شيكاغو، فاسيكا علم، إنهم يعدون المجتمع المحلي لمواجهة هذه التحديات، وضمان أن المهاجرين على دراية بحقوقهم، وأنهم مستعدون لمواجهة أي مُداهمات مُحتملة.

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق